تتهيأ الحكومة الألمانية بترقب حذر قرارا روسيًا بقطع الغاز بشكل نهائي، مع توقف القناة الرئيسية لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا يوم الإثنين الماضي لأغراض الصيانة، والتي ستستغرق 10 أيام.
يتوقع أن ترسل روسيا إشارات بأن خط أنابيب «نورد ستريم» لن يعود كما هو مخطط له، ومن المحتمل حينها أن تبدأ حكومة أولاف شولتس إجراءات طارئة مثل الترشيد وإنقاذ الشركات، ويكاد يكون من المؤكد أن النتائج ستعني ركودا عميقا لأكبر اقتصاد في أوروبا، وخلق آثار متتالية على امتداد القارة.
روسيا تقطع الغاز عن أوروبا
قال كريستيان كولمان، الرئيس التنفيذي لشركة الكيماويات الألمانية «إيفونيك إندستريز»: «هل نحن قلقون؟ نعم، نحن قلقون للغاية، سيكون من السذاجة ومستغربا ألا نقلق».
تعتمد ألمانيا على روسيا في الحصول على أكثر من ثلث إمداداتها من الغاز، ومع الافتقار إلى بدائل قابلة للتنفيذ على الأرض للمدى القصير، فإن فرصة إلحاق الضرر بأوروبا ردا على العقوبات وعلى دعم أوكرانيا قد تكون سانحة للغاية لدرجة لا يمكن للكرملين أن يفوتها.
وتنفي موسكو أنها تستخدم الطاقة كسلاح، لكن حسابات بوتين واضحة ولا تأخذ سوى مصلحة بلاده الخاصة بعين الاعتبار، فأوروبا بحاجة ماسة لملء خزاناتها لتدفئة المنازل وتشغيل المصانع خلال فصل الشتاء، لذا، كلما سارعت موسكو في إحداث مزيد من الاضطراب في أسواق الغاز، ارتفعت الأسعار، وطال الوقت الذي يتيح لروسيا جني ثمار ما تقوم به.
وصرحت أولجا خاكوفا، نائبة مدير مركز الطاقة العالمي التابع للمجلس الأطلسي، بأن «روسيا لديها الكثير من الأوراق التي يمكنها اللعب بها، فهم يحاولون تعظيم الأدوات التي تخلوا عنها مسبقا».
الجدير بالذكر أن روسيا شاركت للعديد من السنوات في استقرار سوق الطاقة، لكن ذهبت تلك السنوات هباء خلال الشهور التي تلت غزوها لأوكرانيا أواخر فبراير، فالحكومة الألمانية الآن ليس لديها رؤية بشأن خطط بوتين، في ظل انقطاع خطوط الاتصال بعملاق الغاز المملوك للدولة «غازبروم».