رغم عودة الحياة إلى طبيعتها شيئًا فشيئًا، وتخفيف القيود بظل استمرار "كوفيد-19"، إلا أن الجائحة أدّت لزيادة مشاكل الصحة النفسية بين الأشخاص، ومعاناة البعض منمؤسسة عيادة همسات السكون.
وتحدثت بسمة آل سعيد، مؤسسة عيادة همسات السكون، وخبيرة الصحة النفسية، والتنويم الإيحائي، في سلطنة عُمان، عن تأثير الجائحة، وعن مشاكل الصحة النفسية التي يعاني منها بعض الأشخاص، وأهمية المرونة في التعامل مع التغيرات التي نواجهها.
وقالت آل سعيد: "هذا الشيء كنا متوقعينه في ظل كوفيد 19، أنه بيكون عندنا شيء اسمه ما بعد الصدمة، وهو ما يسمى بالـ btsd، وهو شيء مهم جدا ولازم ندرس فيه أكثر وأكثر، وفي كتير من الأشياء النفسية كانت موجودة قبل كوفيد، لكن بظهور كوفيد صارت أكثر تركيزًا على الحالات الموجودة".
وتابعت: "واحنا لاحظنا أنه اللي كان عنده اكتئاب قد زاد عنده، واللي عنده وسواس قهري زاد عنده أيضًا، واللي ما كان عنده شيء، ظهر عنده بشكل بسيط، ولاحطنا أن لدى الشبان والشابات بعض الأفكار الانتحارية نتيجة الضيق الذين شعروا به خلال هذه الفترة".
وأكملت: "ولما كان كوفيد، كان الجميع في المنازل، لكن قولنا عليكم التواصل، وأن يكون التباعد جسدي فقط، واكتشفنا في وقت كوفيد أن التواصل أهم شيء، وأن اللي مطلوب مننا الآن، خلاص كل شيء أصبح تمام وعلينا العودة إلى العمل ومتابعة الحياة الاجتماعية والاحتفالات، لكن فوجئنا بكثير من الناس يشعرون بأنهم لا يريدون العودة لحياتهم العادية، نتيجة تكون نوع من الخوف، وهو الخوف من التجمع".
وأضافت: "وهذا هو الموضوع الأهم الذي علينا التركيز عليه: كيف أحاسيسنا بعد ما مررنا به، على الرغم من أنه لم ينته، لذا علينا أن يكون لدينا وعي كافي لكيفية التعامل مع هذا الموقف، وكل شخص بحاجة إلى وقت معين، ويجب أن نضع في تفكيرنا أن المنطقة العربية تمر بحروب وأمور أخرى اقتصادية، ورغم أن كوفيد جاء وضرب كل شيء إلا أنه ثقفنا، بأنه يجلب مراعاة ما هو قادم، وأيضًا مؤسساتنا الصحية والدراسية من منظور أنه ما أحس أنه ديمًا مستعدين بنسبة 100%، لأنه مهما سوينا لا نعرف ماذا سيجري، وهو ما علينا تعلمه".
وأشارت إلى أنه "دائمًا هناك مجال للخطأ، ويجب أن نمتلك السلاسة في التفكير، وأن نمتلك عدة طرق، وان نستعين بعدة تخصصات، فضلاً عن التفكير خارج الصندوق".