طيلة السنوات الأخيرة الماضية، ارتبط الهاتف المحمول لدى البعض بتحديد فئة حامله؛ يقبض كلا منا على هاتف يعبر من وجهة نظر الكثيرين عن مستوى حامله المادي والاجتماعي وربما الثقافي، وكأنه في حالة اقتنائك هاتف ذو طراز معين ويحمل مسمى إحدى الشركات المشهورة، قد فزت بعضوية بأن تكون واحدا من صفوة الأشخاص في المجتمع الذين ينفردون بصفات ليس لدى بقية البشر.
هواتف آيفون
"آيفون"، أو كما يطلق عليه الأشخاص الأقل حظا في التعليم "التفاحة"، هاتف محمول ذو طرازات متنوعة تنتجه شركة أبل الأمريكية متعددة الجنسيات والتي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها، حيث يعتبر هذا الهاتف واحدا من الهواتف المحمولة التي تجعل حاملها من صفوة المجتمع، وذلك بحسب ما ذكرته مجموعة من الدراسات، التي أكدت أن مستخدمي هواتف أبل التي تعد من أكبر شركات تكنولوجيا المعلومات من حيث الإيرادات بإجمالي 365٫8 مليار دولار أمريكي في عام 2021، بحسب ما هو مدون على الموسوعة الحرة "ويكيبيديا"، لديهم شعور بأنهم الأفضل مقارنة بغيرهم ممن يحملون هواتف أخرى.
هواتف آيفون
وأضافت الدراسة التي قام بإجرائها مجموعة من الباحثين في جامعتي لينكولن ولانكستر على مئات من المستخدمين لهاتف "أيفون" و"أندرويد"، واتجاهاتهم نحو الجهاز الذي يستخدمه كل منهم، حيث تكشف هذه الاتجاهات بعض السمات حول شخصية حامله، أن مستخدمي الأيفون يولون اهتماما متزايدا بنظرة الآخرين إلى أجهزتهم باعتبارها ذات دلالة على وضعهم، حيث يميلون أكثر إلى إظهار مستوى أعلى من مستواهم، بالرغم أنهم ليسوا الأكثر رغدا في العيش من مستخدمي الأندرويد.
وأظهرت الدراسة، أن النساء أكثر ميلا مرتين لامتلاك أيفون من الرجال، قبل أن تكشف الدراسة أن مستخدمي أيفون يغلب عليهم أن يكونوا من الشباب، وهم أكثر انفتاحا، مقارنة بالمستخدمين الآخرين الذين يستعملون أجهزة أندرويد.
هواتف آيفون
وفي محاولة لمعرفة الفارق الرئيسي بين مستخدمي "آيفون" و"أندرويد" لجأ موقع "بي جي آر" المختص بأخبار التقنية، إلى طرح أسئلة بسيطة على مستخدميها فيما يشبه استطلاعا للرأي، مثل "لماذا تستخدم هاتف آيفون ولماذا تستخدم أندرويد، حيث تواصل الموقع بعد تلقي الإجابات من المستخدمين إلى أن أغلبهم يستخدم إيفون لمجرد إنها من "طائفة أبل"، التي أصبحت مايو الماضي ثاني أكبر شركة في العالم من حيث القيمة، رابع أكبر بائع لأجهزة الكمبيوتر الشخصية من حيث مبيعات الوحدات وثاني أكبر شركة الشركة المصنعة للهاتف المحمول.
الفرق بين هواتف آيفون وغيرها
الشعور بالتميز الذي لحق آلاف المستخدمين لمجرد حملهم هاتف إيفون ووصف حامليها على أنهم من الفئات المقتدرين ماديا، دفع وكالة أبحاث "موب داتا"، الكائنة شنغهاي بالصين، بعمل دراسة عن مستخدمي هواتف إيفون، والتي وصفتهم بأنهم الفقراء غير المرئيين، وهم مجموعة من الأشخاص الذين لا تعكس مظاهرهم أوضاعهم المالية الحقيقة، بينما أن أغلبهم من النساء غير المتزوجات واللاتي تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاما ويحملون مؤهلات لا تتعدى المدرسة الثانوية، وذلك بحسب ما نقلته صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست.
الإصدارات المتنوعة من الهواتف المحمولة لشركة أبل التي تأسست عام 1976، على يد "ستيف جوبز" و"ستيف وزنياك" و"رونالد واين"، لبيع الحواسيب الشخصية المسماة "أبل-1" والتي تخطى سعرها عشرات الآلاف من الجنيهات، زادت من شعور حامليها بأنهم الصفوة، لتحقق الشركة من هذا الشعور رقما قياسيا في المبيعات وذلك بحسب ما أعلنته الشركة في بيان لها إبريل الماضي قائلة أنها سجلت مبيعات وأرباح فصلية غير مسبوقة خلال الربع الأول، والتي فاقت تقديرات بورصة وول ستريت، إذ تعاملت مع نقص في الرقائق وزاد إقبال المستهلكين على شراء هواتف آيفون جديدة.
وأضافت الشركة أن المبيعات ارتفعت 19% في الأمريكيتين، فيما ارتفعت 10% في أوروبا والصين، ليبلغ إجمالي إيرادات أبل في ربع السنة الماضي 97.3 مليار دولار، بزيادة 8.6% عن الفترة نفسها قبل عام، وأعلى من متوسط تقديرات المحللين البالغة 93.89 مليار دولار وفقا لبيانات رفينيتيف.