تشهد أسعار النفط الروسي المزيد من الارتفاع، في الوقت الذي يُقوِّض فيه الطلب القوي في آسيا جهود القوى الغربية الهادفة إلى الحدّ من الإيرادات التي تموّل من خلالها موسكو حربها في أوكرانيا.
في هذا الإطار، اتفق قادة مجموعة الدول السبع، أمس الثلاثاء، على أن يقوم الوزراء بإجراء تقييم عاجل لكيفية وقف ارتفاع أسعار النفط الروسي سعياً للحدِّ من عائدات الطاقة التي يستخدمها الكرملين لتمويل حربه في أوكرانيا. واقترحت المجموعة الأسابيع القليلة الماضية فكرة تحديد سقف لأسعار النفط.
لكنَّ بيانات الحكومة الروسية تظهر أنَّ السعر الفعلي لنفط الأورال الخام الرائد في البلاد ارتفع مقارنة بخام برنت، وهو معيار النفط الخام العالمي. ويُعتبر هذا الارتفاع تذكيراً بأنَّ الطلب الأساسي على النفط الروسي – ومعظمه من الدول التي سيتعيّن عليها فرض سقف للأسعار - قد صمد.
بلغ متوسط سعر الأورال الروسي 87.49 دولار للبرميل بين منتصف مايو ومنتصف يونيو، إذ قفز بنحو 20%، مقارنةً بالفترة نفسها من الشهر السابق، وفقاً لوزارة المالية الروسية.
برغم أنَّ سعر الأورال ما يزال أقل بكثير من سعر خام برنت، لكنَّ الفجوة بين الاثنين ضاقت بشكل حادٍّ، كما تظهر البيانات. ويستند متوسط سعر مزيج التصدير الرئيسي في روسيا إلى تقييمات أجرتها شركة "أرغوس ميديا".
يشار إلى أنَّ الخصومات على أسعار الأورال تقلصت على الرغم من القيود التي فرضها الاتحاد الأوروبي على التعامل مع الشركات الروسية المملوكة للدولة منذ 15 مايو. وفي حين سمح الحظر بشراء أوروبا النفط والغاز الروسي كوجهةٍ نهائية؛ إلا أنَّ التّجار الرئيسيين يعتبرونه منعاً قاطعاً للتعامل مع شركات الطاقة الحكومية الروسية.
ومع ذلك؛ فإنَّ التركيز الأقوى على الشراء الآسيوي للنفط الروسي، وظهور شركات تجارية صغيرة على استعداد للتعامل مع روسيا، قد ساعدا في الحفاظ على التدفقات.
بلغ متوسط صادرات النفط عبر خطوط الأنابيب ومرافق الموانئ الروسية التي تديرها شركة "ترانسنفت" (Transneft PJSC) التابعة للدولة حوالي 4.62 مليون برميل يومياً، خلال الأيام الـ 13 الأولى من يونيو، وفقاً لحسابات "بلومبرغ". وهو أقلّ بشكل طفيفٍ من المتوسط الذي بلغته الصادرات قبل شهر، وفقاً للحسابات المستندة إلى بيانات وحدة "سي دي يو-تك" (CDU-TEK) التابعة لوزارة الطاقة الروسية.