إزالة آخر 30 عوامة سكنية على النيل


الاربعاء 29 يونية 2022 | 07:28 مساءً
عوامة
عوامة
العقارية

تعتبر المراكب الخشبية ذات الألوان الزاهية المنتشرة على طول نهر النيل جزءًا مميزًا من التراث الثقافي والمعماري الغني للقاهرة، وينطبق نفس القول على العوامات المميزة لبعض الأحياء مثل إمبابة والكتكات.

وسلط تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي الضوء على إزالة آخر 30 عوامة سكنية على النيل، في إطار مساعي السلطات المصرية لتجميل شاطئ النهر الخالد.

وأشار التقرير إلى أن بعض المنازل العائمة القائمة بشكل دائم على ضفة النهر تم تحويلها إلى مطاعم ومكاتب وصالات رياضية، وبالفعل أزيلت 3 عوامات تتكون كل منها من طابقين ملحقة بطوافات يوم الثلاثاء وسحبت بعيدًا عن موقعها.

وتؤكد الحكومة المصرية أن العوامات السكنية تم إنشاؤها منذ عشرات السنين دون تصريح أو موافقات رسمية، وتركز غالبية الآراء التي تنتقد إجراء الإزالة الحكومي على أن بعض العوامات تاريخية وتعد جزء من التراث المصري العريق الذي لا يمكن محوه، والبعض يعتبر العوامات جزءًا من تاريخ القاهرة الجميل، ولكن هناك أيضًا من يشككون في قيمتها الجمالية وهناك من يعتبر العوامات احتكارا للنهر والبعض يعتبرها قبيحة.

ودافعت الحكومة المصرية عن قرارها بإصدار أوامر الهدم، مشيرة إلى أن المراكب والعوامات السكنية بنيت منذ عقود دون موافقتها وأن أصحابها فشلوا في الحصول على التراخيص والتصاريح الصحيحة وتؤكد وزارة الري إنها ستواصل حملة إزالة المنازل الراسية على طول النهر "في انتهاك واضح للقانون".

ونقلت بي بي سي عن وزير الري محمد عبد العاطي قوله إنها "رسالة واضحة لمن يعتدون على النيل" ولجأ بعض سكان العوامات لتقديم طعون قانونية بشأن الزيادات الكبيرة في الرسوم الرسمية لوقوف القوارب والوصول إلى ضفة النهر.

وقبل العام 1952، غالبًا ما كان الباشوات المصريون الأغنياء يأخذون المراكب كمساكن ثانية فاخرة يستخدمونها للترفيه عن الضيوف بالموسيقى والراقصات الشرقيات وخلال الحرب العالمية الثانية، عاشت القوات البريطانية في بعض العوامات.

وغالبًا ما ارتبطت العوامات بالعلاقات السرية والسلوك غير المشروع وظهرت في العديد من الأفلام المصرية الكلاسيكية وفي أعمال كتبها نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل وتروي روايته عام 1966، "ثرثرة فوق النيل"، جانبا من حياة المثقفين الشباب الذين يجتمعون ليلاً في عوامة للدردشة وتدخين الحشيش.