بنك التنمية الإفريقي ينشئ مؤسسة لتطوير صناعة الأدوية واللقاحات في إفريقيا


الاثنين 27 يونية 2022 | 08:13 مساءً
بنك التنمية الأفريقي
بنك التنمية الأفريقي
أ ش أ

وافق مجلس إدارة بنك التنمية الأفريقي على إنشاء المؤسسة الإفريقية للتكنولوجيا الصيدلانية، وهي مؤسسة رائدة ستعزز بشكل كبير وصول إفريقيا إلى التقنيات التي تدعم تصنيع الأدوية واللقاحات والمنتجات الصيدلانية الأخرى.

وستتخذ مؤسسة التكنولوجيا الصيدلانية الإفريقية دولة رواندا مقرًا لها، وسيكون للمؤسسة هياكلها الإدارية والتشغيلية الخاصة، وستعمل على تعزيز وعقد التحالفات بين شركات الأدوية الأجنبية والإفريقية.

وستعمل المؤسسة، على تعزيز التزام بنك التنمية الإفريقي بإنفاق ما لا يقل عن 3 مليارات دولار على مدى السنوات العشر القادمة لدعم قطاع تصنيع الأدوية واللقاحات، في إطار خطة العمل الصيدلية الخاصة برؤية 2030.

ونقل بيان نشر عبر موقع البنك، اليوم الاثنين، عن رئيس مجموعة بنك التنمية الأفريقي الدكتور أكينوومي أديسينا، قوله "هذا تطور عظيم لإفريقيا .. يجب أن يكون لدى إفريقيا نظام دفاع صحي، ويجب أن يشمل ثلاثة مجالات رئيسية: تجديد صناعة الأدوية في إفريقيا، وبناء قدرة تصنيع اللقاحات في إفريقيا، وإنشاء بنية تحتية للرعاية الصحية عالية الجودة في إفريقيا".

وكان قادة القارة قد دعوا خلال قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا في فبراير الماضي بنك التنمية الأفريقي إلى تسهيل إنشاء مؤسسة التكنولوجيا الصيدلانية الأفريقية.

وقال أديسينا : "لم تعد إفريقيا قادرة على الاستعانة بمصادر خارجية لأمن الرعاية الصحية لمواطنيها البالغ عددهم 1.3 مليار مواطن، وبهذه المبادرة الجريئة يكون بنك التنمية الأفريقي قد أوفى بهذا الالتزام".

ويعد القرار بمثابة دفعة كبيرة للآفاق الصحية لقارة عانت لعقود من عبء العديد من الأمراض والأوبئة، ومؤخرًا وباء كورونا، بقدرة محدودة للغاية على إنتاج الأدوية واللقاحات الخاصة بها، حيث تستورد إفريقيا أكثر من 70٪ من جميع الأدوية التي تحتاجها بتكلفة تقدر ب 14 مليار دولار سنويًا.

ولا تملك شركات الأدوية الإفريقية القدرة العلمية والتفاوضية للتعامل مع شركات الأدوية العالمية، حيث تم تهميشهم في الابتكارات الصيدلانية العالمية المعقدة، وعلى سبيل المثال؛ وقعت 35 شركة ترخيصًا مع شركة Merck الأمريكية لإنتاج Nirmatrelvir، وهو دواء لوباء كوڤيد-١٩، لم يكن أي منها أفريقيًا.

وأوضح البنك أن المؤسسة الإفريقية للتكنولوجيا الصيدلانية ستعمل على سد هذه الفجوة الهامة والواضحة عند إنشائها بالكامل، ليتم تزويدها بخبراء عالميين في الابتكار والتطوير الصيدلاني وحقوق الملكية الفكرية والسياسة الصحية، مع العمل كوسيط يتسم بالشفافية للنهوض والتوسط في مصالح قطاع الأدوية الأفريقي مع شركات الأدوية العالمية وغيرها من شركات الأدوية في دول الجنوب، لتبادل التقنيات المحمية والمعرفة والعمليات المسجلة ببراءات اختراع.

وقال أديسينا: "حتى مع قرار التنازل عن حقوق الملكية الفكرية المتصلة بالتجارة (TRIPS) في منظمة التجارة العالمية (WTO) يموت الملايين بسبب نقص اللقاحات والحماية الفعالة، ومن شأن مؤسسة التكنولوجيا الصيدلانية الأفريقية أن توفر حلاً عمليًا وستساعد في الوصول إلى التقنيات والمعرفة لصالح إفريقيا".

من جهتها، رحبت منظمة التجارة العالمية ومنظمة الصحة العالمية بقرار بنك التنمية الإفريقي إنشاء مؤسسة التكنولوجيا الصيدلانية الأفريقية.

وقالت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية الدكتورة نجوزي أوكونجو إيويالا "إن مؤسسة التكنولوجيا الصيدلانية الإفريقية هي تفكير وعمل مبتكر من قبل بنك التنمية الأفريقي .. وجزء من البنية التحتية اللازمة لضمان تعزيز صناعة الأدوية في إفريقيا".

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس غيبريسوس "إن إنشاء مؤسسة التكنولوجيا الصيدلانية الأفريقية من قبل بنك التنمية الأفريقي هو تغيير لقواعد اللعبة في تسريع وصول شركات الأدوية الأفريقية إلى التقنيات والمعرفة المحمية بالملكية الفكرية".

وستعطي مؤسسة التكنولوجيا الصيدلانية الإفريقية الأولوية للتقنيات والمنتجات والعمليات التي تركز بشكل أساسي على الأمراض المنتشرة على نطاق واسع في إفريقيا، بما في ذلك الأوبئة الحالية والمستقبلية.

كما ستعمل على بناء المهارات البشرية والمهنية، والنظام البيئي للبحث والتطوير، ورفع مستوى قدرات المصانع والجودة التنظيمية لتلبية معايير منظمة الصحة العالمية.

ورغم إنشاء المؤسسة الأفريقية للتكنولوجيا الصيدلانية تحت رعاية بنك التنمية الأفريقي، فإنها ستعمل بشكل مستقل على حشد التمويل من الحكومات ومؤسسات تمويل التنمية والمنظمات الخيرية وغيرها.

وستعمل المؤسسة مع الحكومات الأفريقية ومراكز البحث والتطوير المتميزة لتعزيز النظام البيئي الإقليمي للابتكار الصيدلاني واللقاحي لأفريقيا وبناء المهارات من النوع المطلوب لازدهار قطاع الأدوية.

كما سيعزز التنسيق الوثيق لمختلف مبادرات تصنيع الأدوية واللقاحات الجارية على المستوى الإقليمي لزيادة الروابط التعاونية، وزيادة التآزر والشراكات في عموم أفريقيا.

وستعمل المؤسسة الأفريقية للتكنولوجيا الصيدلانية بشكل وثيق مع مفوضية الاتحاد الأفريقي، ومفوضية الاتحاد الأوروبي ومنظمة الصحة العالمية، ومجموعة براءات الأدوية، ومنظمة التجارة العالمية، والمنظمات الخيرية، والوكالات والمؤسسات الثنائية والمتعددة الأطراف، وستعزز التعاون بين الجمهور والقطاع الخاص في الدول المتقدمة والنامية.