وجه بنك التسويات الدولية «بي آي إس» تحذيرات شديدة اللهجة من استفحال التضخم، موضحا أن البنوك المركزية يجب ألا تسمح للتضخم بأن يستحكم، مشيرا إلى أن خطر الركود التضخمي يخيم على الاقتصاد العالمي.
وطالب البنك، المؤسسات، بالتحرك بسرعة لضمان العودة إلى تضخم منخفض ومستقر، في حين يتم الحد من تأثيراته على معدلات النمو.
وأوضح أغوستين كارستينز، المدير العام للبنك، أن المفتاح للبنوك المركزية، هو التحرك بسرعة وحسم، قبل أن يستحكم التضخم، قائلا: «إذا ما حدث ذلك، فإن كلفة إعادته ليكون تحت السيطرة، ستكون أعلى. وفوائد المحافظة على استقرار الأسر والشركات على المدى الطويل، تفوق أي تكاليف قصيرة الأجل».
وتابع أن الأزمة تستدعي أنه على البنوك المركزية أن تسعى إلى تقليل الضرر الذي يلحق بالنشاط الاقتصادي، وبالتالي، حماية الاستقرار المالي، مشيرا إلى أن هندسة ما يسمى بهبوط مرن، كان تاريخياً عملية صعبة، والظروف الحالية تجعل المهمة أكثر تحديا.
وشرح كارستينز أن ارتفاع الأسعار تسارع بشكل حاد، منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا في فبراير، موضحا أن الاقتصاد العالمي يخاطر بدخول حقبة جديدة من التضخم المرتفع.
وشدد على أن تباطؤ النمو مع ارتفاع الأسعار والبطالة، تلوح في الأفق بشكل كبير، على شكل مزيج من الاضطرابات المستمرة، جراء الوباء والحرب على أوكرانيا.
وبجانب ارتفاع أسعار السلع الأساسية، إضافة إلى نقاط الضعف المالية، موصيا بالمضي قدما في الإصلاحات لدعم نمو طويل الأجل، ووضع الأسس لمزيد من الإجراءات الطبيعية للسياسات المالية والنقدية.
وأشار مدير بنك التسوية الدولي إلى نقاط ضعف أخرى، بينها المستوى المرتفع الحالي للديون العامة والخاصة، موضحا أن التضخم هذه المرة، لا يرتكز فقط على النفط، ولكن أيضاً على مصادر الطاقة الأخرى، والمواد الخام الزراعية والأسمدة والمعادن.
وأردف أن التحدي الأكثر إلحاحاً بالنسبة إلى المصارف المركزية، هو دفع التضخم إلى مستويات منخفضة، وفقاً لبنك التسويات الدولية، مبينا أن حالات التضخم المرتفعة، تميل إلى أن تكون ذاتية التعزيز، خصوصاً عندما يتم رفع الأجور، في محاولة لمجاراة ارتفاع الأسعار.