"الأونكتاد" تحذر: العالم على شفا أزمة غلاء المعيشة الأكثر حدة منذ جيل


الاثنين 20 يونية 2022 | 09:04 مساءً
منظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد"
منظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد"
أ ش أ

حذّرت الأمينة العامة لمنظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد"، ريبيكا جرينسبان، أن العالم على شفا أزمة غلاء معيشة هي الأكثر حدة منذ جيل، بجانب أن مزيج الصدمات الذي شهده العالم، من وباء "كوفيد-19" وتغير المناخ والأزمة البيئية إلى تداعيات العملية العسكرية الروسية الحالية في أوكرانيا، يهدد بخلق آثار مضاعفة هائلة في جميع أنحاء العالم النامي في شكل أزمة كبيرة في تكلفة المعيشة.

جاء ذلك في كلمة ألقتها الأمينة العامة للأونكتاد، اليوم الاثنين، في جنيف، خلال افتتاح أعمال الدورة التاسعة والستين لمجلس التجارة والتنمية. وأشارت جرينسبان إلى أن منظمة "أونكتاد" كانت قد حذرت في مارس الماضي من احتمال حدوث أزمة انعدام الأمن الغذائي وتضاعف آثار زيادة أسعار الطاقة وتشديد الظروف المالية، وهي التحذيرات التي أصبحت واضحة للجميع الآن.

وقالت المسؤولة الأممية إن الاضطرابات التجارية تعني أن سلاسل التوريد لن تكون قادرة على التكيف وسترتفع أسعار الغذاء والطاقة كما ستتدهور الأوضاع المالية بسرعة وستزداد احتمالية الاضطرابات الاجتماعية في جميع أنحاء العالم.

وأضافت أن سعر النفط الخام الحالي يبلغ 120 دولارًا للبرميل، ويتوقع البعض أن يصل إلى 150-175 دولارًا للبرميل قبل الشتاء القادم، في الوقت الذي وصل مؤشر الفاو لأسعار الغذاء لارتفاعات تاريخية ويواجه مئات الآلاف من الناس بالفعل المجاعة نتيجة لذلك.

وتابعت جرينسبان تحذيراتها قائلة إن البلدان النامية التي تكافح بالفعل لسداد ديونها المرتبطة بفيروس "كورونا" وتغير المناخ صارت الآن على أعتاب أزمة ديون كبيرة في الوقت الذي تمر فيه سلاسل التوريد بعملية فصل وإعادة تشكيل عنيفة وتنتقل طرق التجارة القديمة الرئيسية من يوم إلى آخر.

وأكدت الأمينة العامة لأونكتاد، في كلمتها، أن الأسوأ من ذلك هو أن فترة وباء "كوفيد-19" قد استنفذت قدرة البلدان والسكان على الاستجابة لهذه الأزمة، التي أصبحت أخطر نتيجة لذلك، مشيرة إلى أن نحو 60% من العمال اليوم لديهم دخول حقيقية أقل مما كانت عليه قبل الوباء، كما أن ما يصل إلى 60% من أفقر البلدان تعاني من ضائقة ديون أو معرضة بشدة لخطرها وباتت الدول تحتاج إلى حوالي 1.2 تريليون دولار سنويًا لسد فجوة الحماية الاجتماعية ونحو 4.3 تريليون دولار سنويًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأوضحت مسؤولة المنظمة الأممية أن أزمة تكلفة المعيشة الحالية لها ثلاثة أبعاد محددة؛ هي: ارتفاع أسعار المواد الغذائية وارتفاع أسعار الطاقة وتشديد الأوضاع المالية، مضيفة أن من بين هذه الحلقات الثلاث تظهر حلقات مفرغة مقلقة؛ حيث يؤدي ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة إلى زيادة التضخم مما يزيد من ضغط أسعار الفائدة ويقلل من قيمة عملات البلدان النامية، وبالتالي يزيد من تكلفة واردات الغذاء والوقود والأسمدة؛ مما ينعكس بالسلب على الإنتاج الزراعي، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى زيادة أسعار الغذاء والطاقة مرة أخرى وهكذا.

وشددت الأمينة العامة لأونكتاد أنه نتيجة لهذه التداعيات وتقلص الدخول، تضطر العائلات لتحديد كيفية تخصيص مواردها المالية، وتصبح أمام حلقة من الاختيار ما إذا كانت تريد أن تستغني عن وجبة من وجباتها أو إبقاء الأطفال في المدرسة أو شراء طعام أقل تغذية أو دفع الفواتير الطبية، بما يعني بداية حلقة مفرغة أخرى يتزايد فيها الفقر وعدم المساواة والاضطرابات الاجتماعية التي تؤدي إلى عدم الاستقرار السياسي في النهاية.

واختتمت جرينسبان، كلمتها، قائلة إن ما يجب فعله الآن هو تطبيق سياسات ملموسة يمكن أن تساعد البلدان النامية وكذلك الانخراط مع مؤسسات بريتون وودز (صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي للإنشاء والتعمير، ومنظمة التجارة العالمية) حتى تتمكن من الرد في الوقت المناسب على هذا الوضع لتوضيح أن هذه أزمة عالمية يجب معالجتها بشكل عاجل، مشددة على رسالة الأمين العام للأمم المتحدة أكد فيها عدم إمكانية إيجاد حل فعال لأزمة الغذاء دون إعادة دمج إنتاج الغذاء والأسمدة في أوكرانيا وروسيا في الأسواق العالمية.