قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الجمعة، إن محاولات الغرب لسحق الاقتصاد الروسي من خلال العقوبات فاشلة، وأن الأوضاع الاقتصادية في روسيا مستقرة.
وقال بوتين، خلال حلقة نقاشية عقب خطابه في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، إن "عصر العالم أحادي القطب قد انتهى" في إشارة إلى الولايات المتحدة، وأن الاتحاد الأوروبي "فقد سيادته السياسية بالكامل".
وعن الحرب الروسية على أوكرانيا قال بتوين: "قرار دولة ذات سيادة على أساس الحق في الدفاع عن أمنها"، وتعهد بأن "كل مهام العملية الخاصة سيتم الوفاء بها"، وزعم بوتين أن روسيا "أجبرت على تنفيذ عمليتها" في منطقة دونباس الشرقية، وأضاف: "كان الأمر صعبا لكنه قسري وضروري واستند إلى ميثاق الأمم المتحدة للدفاع عن أمننا".
وفشلت القوات الروسية في السيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف ومناطق أخرى من أوكرانيا في الأسابيع الأولى من الحرب، ومنذ ذلك الحين تركزت على الجزء الشرقي من البلاد.
أزمة الغذاء العالمية
وألقى بوتين باللوم على الغرب في أزمة الغذاء العالمية، في حين يقول مسؤولون غربيون إن روسيا تواصل حصارها للموانئ الأوكرانية، وقال الرئيس الروسي إن تصرفات بلاده في أوكرانيا ليست مسؤولة عن أزمة الغذاء العالمية واتهم الولايات المتحدة برفع أسعار المواد الغذائية.
روسيا مستعدة لتصدير المزيد من الحبوب
وقال بوتين إن روسيا مستعدة لتصدير المزيد من الحبوب لتحقيق التوازن في أسواق الغذاء العالمية، وذكر أن تركيز روسيا سينصب على توفير الغذاء لتلك البلدان المعرضة لخطر مواجهة المجاعة.
وذكر الرئيس الروسي أن أي دولة تريد العمل مع بلاده "تواجه ضغوطًا مفتوحة من الولايات المتحدة وأوروبا بما في ذلك التهديدات المباشرة".
وأضاف بوتين أن بلاده "ليس لديها أي شيء ضد انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي".
وقال: "الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، على عكس حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لذلك قلت دائما إن موقفنا هنا ثابت ومفهوم وليس لدينا أي شيء ضده".
وتابع: "هذا قرار سيادي لأي دولة أن تنضم أو لا تنضم إلى الاتحادات الاقتصادية، والأمر متروك لهذه الاتحادات لقبول دول جديدة كأعضاء فيها أم لا وهم من يقررون سواء كان ذلك لصالح أوكرانيا أو ضدها، فهذا شأنهم أيضًا ".
وقال: "هيكل الاقتصاد الأوكراني يتطلب دعمًا كبيرًا للغاية، حسنًا، إذا لم تقم بحماية السوق الداخلية، ستتحول أوكرانيا إلى شبه مستعمرة ، في رأيي. ولكن في الوقت نفسه، سوف تتلقى دعمًا كبيرًا للغاية للنفقات الجارية، ومن غير المرجح أن يؤدي ذلك إلى استعادة صناعة الطائرات وبناء السفن وصناعة الإلكترونيات".
وكانت محاولة أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي تلقت دفعة كبيرة، صباح الجمعة، بعد أن قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الاتحاد يعتقد أنه ينبغي النظر في حصول أوكرانيا على صفة مرشح في أعقاب الغزو الروسي.
وعن العلاقات بين روسيا وأوكرانيا، قال بوتين إن استعادة العلاقات بين البلدين أمر "لا مفر منه"، وأضاف: "الوضع سيعود إلى طبيعته عاجلا أو آجلا".
وحث فلاديمير بوتين النخب الروسية على عدم مغادرة البلاد والاستثمار في روسيا، وقال: "النجاح الحقيقي لا يمكن تحقيقه إلا عندما تربط مستقبلك ومستقبل أطفالك بالوطن"، مضيفًا أن "الأحداث الأخيرة أكدت ما قلته دائمًا من قبل: إن الوطن أكثر أمانًا، ومن لم يرغب في سماع هذه الرسالة خسر ملايين الدولارات"، وذكر "روسيا تمتلك إمكانات هائلة وهناك الكثير لتفعله هنا، استثمر هنا."
ويأتي ذلك بعد أن واجهت النخب الروسية عقوبات متزايدة ومصادرة اليخوت العملاقة من عدة دول غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.
يذكر أن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال، للصحفيين، إن موعد اجتماع بوتين مع ممثلي وسائل الإعلام تأخر بسبب تغيرات ناجمة عن هجمات إلكترونية، وفقا لوكالة "تاس" الروسية للأنباء.