أكد المركز الإعلامي لمجلس الوزراء أن تأهيل وتمكين الشباب أصبح محورا استراتيجيا في بناء "الجمهورية الجديدة"، خاصة مع حرص القيادة السياسية على تدشين جسور للتواصل المباشر مع الشباب، وإنشاء قاعدة قوية ومتنوعة من الكفاءات الشبابية بمختلف المجالات، إدراكاً لدورهم الفاعل والحيوي في جهود تحقيق التنمية المستدامة ونهضة المجتمعات، لتمتد هذه الرؤية والاستراتيجية إلى مختلف قارات العالم من خلال منتديات الشباب، ومنحة ناصر للقيادة الدولية التي تسهم في نقل تجربة مصر التنموية والوطنية إلى الشباب في الدول المختلفة.
جاء ذلك فى التقرير الذي نشره المركز الإعلامي تضمن "انفوجرافات" تسلط الضوء على إطلاق النسخة الثالثة من منحة ناصر للقيادة الدولية، في إطار استراتيجية الجمهورية الجديدة لتأهيل وتمكين الشباب.
وأوضح أن ذلك يسهم فى تدعيم الروابط الثقافية والحضارية بين الشعوب، وخلق جيل جديد من القيادات الشبابية وتأهيلهم للعمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي، عبر استثمار طاقاتهم وإبداعاتهم وصقلهم بالتدريب والمهارات اللازمة، بما يخلق مزيداً من الوعي لدى الشباب بحجم التحديات ويطرح الحلول المناسبة للتعامل معها، ويفتح آفاقاً للتنمية ونقل الخبرات والتجارب والثقافات العابرة للحدود.
وأوضح التقرير أن منحة ناصر تعد منحة دولية تنفذها وزارة الشباب والرياضة استكمالا لجهود الدولة المصرية في تعزيز دور الشباب محلياً وإقليمياً وقارياً ودولياً من خلال تقديم الدعم والتأهيل والتدريب، وتمكينهم في المناصب القيادية والاستفادة من قدراتهم وأفكارهم.
وأشار التقرير إلى أن المنحة تعد إحدى آليات تنفيذ أجندة أفريقيا 2063، ورؤية مصر 2030، وميثاق الشباب الإفريقي، والمبادئ العشرة لمنظمة التضامن الأفروآسيوي، وأهداف التنمية المستدامة 2030، وخارطة طريق الاتحاد الأفريقي حول الاستثمار في الشباب، وشراكة الجنوب جنوب، ومبادئ حركة عدم الانحياز.
ولفت التقرير إلى أن المنحة اتخذت اسم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لكونه أحد أهم الزعامات بالنسبة لشعوب الدول النامية، وأحد أهم النماذج الفريدة قياديا، كما أسهم بقوة في تأسيس منظمات جمعت شعوب قارات آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، مثل منظمة تضامن الشعوب الأفريقية والآسيوية (1958)، وحركة عدم الانحياز (1961)، ومنظمة الوحدة الأفريقية (1963)، ومنظمة التعاون الإسلامي (1969).
وأظهر التقرير أن منحة ناصر تستهدف ربط القيادات الشابة الأكثر تأثيراً على مستوى دول عدم الانحياز والدول الصديقة بالتدريب والمهارات اللازمة والرؤى الاستراتيجية، بالإضافة إلى خلق جيل جديد من القيادات الشابة ذات الرؤية المتماشية مع قضايا التنمية العالمية، فضلاً عن إطلاع المشاركين بالمنحة على التجربة المصرية العريقة في رسوخ وبناء المؤسسات الوطنية.
واستعرض التقرير النسخ المختلفة للمنحة، لافتا إلى أنه تم تنفيذ النسخة الأولى في الفترة من 8 إلى 22 يونيو 2019، حيث استهدفت القيادات الشبابية من الدول الأفريقية، وشارك فيها 120 مشاركاً من 28 دولة أفريقية، بينما تم تنفيذ النسخة الثانية في الفترة من 30 مايو إلى 16 يونيو 2021، وقد استهدفت القيادات الشبابية من القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية وشارك فيها 150 مشاركاً من 41 دولة.
وسلط التقرير الضوء على النسخة الثالثة، والتي تتم تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تنفذ في الفترة من 31 مايو إلى 17 يونيو 2022، وتستهدف القيادات الشبابية من دول عدم الانحياز والدول الصديقة، موضحاً أنها تحمل شعار "تعاون الجنوب - جنوب وشباب عدم الانحياز"، فيما بلغ إجمالي عدد المتقدمين للمشاركة بها 1473 متقدماً من 93 دولة، بينما بلغ إجمالي المشاركين 150 مشاركاً من 65 دولة من قارات أفريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية وآسيا وأستراليا.
ووفقاً للتقرير، فإن أهم محاور النسخة الثالثة من المنحة تتمثل في جلسات تشمل موضوعات مختلفة أبرزها، حركة عدم الانحياز والتفاعل الدولي، والموارد المائية والتنمية المستدامة، وتأميم قناة السويس ملحمة شعبية، وقضية المناخ، والدولة الوطنية ودورها في التنمية.
وأضاف التقرير أن النسخة الثالثة تعيد إحياء دور منظمة عدم الانحياز في ظل المستجدات العالمية الراهنة، من خلال تفعيل دور شباب دول عدم الانحياز في تطوير تعاون الجنوب جنوب، بجانب إحياء مبادئ المنظمة في حل النزاعات والصراعات، بالإضافة إلى صياغة مفهوم جديد لمبادئ عدم الانحياز بما يوافق معطيات العصر الحالي من وجهة نظر شبابية، وتفعيل دور شبكة شباب الدول الأعضاء بحركة عدم الانحياز في مواجهة التحديات الراهنة أمامهم.
وأورد التقرير أبرز الدول المشاركة في النسخة الثالثة من أفريقيا كل من مصر، الجزائر، المغرب، ناميبيا، النيجر، نيجيريا، الكونغو، الكونغو الديمقراطية، جنوب أفريقيا، جنوب السودان، أثيوبيا، السودان، تونس.
ولفت إلى أن أبرز الدول المشاركة من قارة آسيا تتمثل في المملكة العربية السعودية، العراق، عمان، اليمن، أرمينيا، بنغلاديش، باكستان، تايلاند، الهند، فيما يشارك من أوروبا بولندا، روسيا، فرنسا، السويد، ألمانيا، المجر، ويشارك من قارة أمريكا الجنوبية البرازيل، الإكوادور، وكوستاريكا، كما تشارك أستراليا من القارة الأسترالية.
و ذكر التقرير أن حركة ناصر الشبابية، تعد أهم مخرجات المنحة، لافتاً إلى أنه تم إطلاقها في الدول المشاركة بالدفعتين الأولى والثانية من المنحة، كأداة لتحقيق عنصر الاستدامة للمشاركين بعد انتهاء مدة المنحة وتنمية مهارتهم، وتهدف إلى تبادل الخبرات الشبابية على مستوى الدول لتعميم النماذج الناجحة وإعطاء الفرصة للشباب للقاء صانعي القرار والخبراء، خاصة وأنه يوجد للحركة فروع في 42 دولة في القارات الثلاث أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية.
وأوضح التقرير أهم الفاعليات والأنشطة التي أقامها منسقو حركة ناصر الشبابية، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم في عام 2019 لتبادل الخبرات مما يسمح للمهندسين من زامبيا بالمشاركة في برامج بناء القدرات في مصر، وكذلك إنشاء مرافق تدريب في زامبيا.
كما تم إنشاء برنامج "BISHOA للقيادة والتوجيه" عبر الإنترنت عام 2019 في الصومال لمدة 100 يوم، ويستهدف تطوير وتنمية المهارات القيادية للشابات الأفريقيات اللواتي يطمحن للقيادة، لكن يواجهن تحديات.
وعلى صعيد متصل، أضاف التقرير أنه تم في عام 2021 تدريب 1800 شاب وفتاة في تشاد من خلال المبادرات الفاعلة بمجال ريادة الأعمال، كما تم تأهيل 5000 شاب وفتاة لسوق العمل والمشاركة بالعمل العام والسياسي في ساحل العاج.
وبجانب ما سبق، شهد عام 2021 تنظيم فعاليات في مجال تنمية الطفل ودعم ذوي الهمم، ومجالات التعاون الثنائي للعلاقات المصرية الأوزبكية، فضلاً عن مشاركة 50 شاباً وفتاة ببوليفيا والأرجنتين في فعاليات تناولت الروابط الثقافية والتاريخية المشتركة بين مصر ودول أمريكا الجنوبية، وبناء الشراكات مع المؤسسات الدبلوماسية المعنية بالعلاقات الدولية مع دول الجنوب جنوب.
وعلى صعيد معايير المشاركة في المنحة، استعرض التقرير الشروط الواجب توافرها في المتقدمين، وهي القدرة على التعبير عن الذات باللغة الإنجليزية، والخبرات الميدانية ومدى انخراط المتقدم في العمل سواء بالقطاع الخاص، أو العمل العام، أو العمل الأهلي، بالإضافة إلى أن يكون للمتقدم دور مؤثر في المؤسسة التي ينتمي إليها، في حين تلعب الدرجة العلمية للمتقدم (بكالوريوس - ماجستير – دكتوراه) دوراً في عملية الاختيار، مع ضرورة ارتباط مجال المتقدم العلمي بالموضوعات التي تطرحها المنحة.
وأوضح التقرير أن الفئات المستهدفة للمشاركة بالمنحة هم صناع القرار بالقطاع العام، وخريجو برنامج متطوعي الاتحاد الأفريقي، والقيادات التنفيذية بالقطاع الخاص، وممثلو الأفرع الوطنية لشبكة شباب حركة عدم الانحياز، ونشطاء المجتمع المدني، ورؤساء المجالس القومية للشباب، وأعضاء المجالس المحلية، وقيادات حزبية شابة، وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات.
ومن بين الفئات المستهدفة أيضاً، كما ورد بالتقرير، الباحثون بمراكز البحوث الاستراتيجية والفكر، وأعضاء النقابات المهنية، والإعلاميون والصحفيون، ورواد الأعمال الاجتماعيين، وذلك مع ضرورة مراعاة ألا يقل سن المتقدم عن 18 ولا يزيد على 40 سنة، وأن يتساوى عدد المشاركين من الذكور مع عدد الإناث، على أن يتم تخصيص 5% لذوي الهمم.
وأبرز التقرير خطوات التقديم للمنحة، لافتاً إلى أنه يتم التقدم للمنحة إلكترونيا عبر الموقع الرسمي لحركة ناصر الشبابية من خلال (https://apply.nasseryouthmovement.net/)، علما بأن استمارة التقديم تشمل بعض البيانات عن المتقدم كالبيانات الشخصية للمتقدم وبيانات الاتصال والتواصل، والمؤهلات والمهارات، والمسار المهني للمتقدم، والوثائق الرسمية، وتوضيح المتقدم ما إذا كان أحد رؤسائه أو أساتذته قام بترشيحه للتقدم للمنحة، وتسجيل فيديو قصير للمتقدم حيث يُعد بمثابة مقابلة افتراضية للتعرف عليه عن قرب.