كشف خبراء، أنه نتج عن أزمة تصدير الحبوب الأوكرانية، مخاوف من مجاعة عالمية، بجانب خلافًا دبلوماسيًا بين روسيا والغرب.
من جهتها، ترى موسكو أنه تم تضخيم الأزمة في ظل الاتهامات الغربية لروسيا بابتزاز العالم في أزمة الغذاء من خلال إغلاق الموانئ الأوكرانية، وعرقلة توريدات الأغذية عبرها، الأمر الذي دفع مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، للانسحاب من اجتماع لمجلس الأمن الدولي.
في حين، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استعداد بلاده لضمان تصدير الحبوب، دون عوائق من موانئ أوكرانيا حال قيام كييف بإزالة الألغام من مياهها.
مسارات تصدير الحبوب
تعهد الرئيس الروسي بعدم استغلال إزالة الألغام لشن أي هجمات من البحر، مشيرًا إلى وجود 4 مسارات أخرى لتصدير الحبوب الأوكرانية.
يُشار إلى أن تلك المسارات الأربعة هي:
الموانئ
عبر الموانئ الخاضعة لسيطرة روسيا في بحر آزوف والبحر الأسود "ماريوبول وبيرديانسك وخيرسون"، وهو مسار مفتوح دون أي شروط.
نهر الدانوب
عبر نهر الدانوب والطرق البرية إلى موانئ رومانيا على البحر الأسود.
بولندا
عبر بولندا عن طريق السكك الحديدية إلى موانئ بحر البلطيق.
بيلاروسيا
عبر بيلاروسيا إلى ليتوانيا، وهو أبسط وأرخص طريق، لكنه يتطلب رفع العقوبات الغربية عن مينسك.
اتجاهات لتصدير الحبوب
أعلنت أوكرانيا رفضها خيار استخدام الموانئ الخاضعة للسيطرة الروسية، متهمة موسكو بـ"سرقة الحبوب"، أما مسار الدانوب، فطاقاته محدودة، مؤكدة أن السلطات الرومانية الشهر الماضي أنه نقل عبره نحو 240 ألف طن من الحبوب فقط، علما بأن إجمالي صادرات الحبوب من أوكرانيا قبل النزاع الأخير بلغت ما بين 5 و6 ملايين طن شهريًا.
وتمثلت مشكلة "المسار البولندي" في الاختلاف بين عرض السكة الحديد في أوكرانيا وبولندا، حيث السكك الحديدية في أوكرانيا أوسع بـ10 سنتيمترات منها في بولندا والدول الأوروبية، ما يتطلب إما إعادة تحميل العربات على الحدود، أو نقلها إلى العجلات الأخرى.
وبحسب مسؤولون بولنديون، فإن الإمكانات التقنية للمعابر الحدودية لا تسمح بمرور أكثر من مليون أو مليوني طن من الحبوب شهريا، وإذا كان "المسار البولندي" يلبي احتياجات توريد أسلحة غربية إلى كييف، فإنه لا يعوض عن خسارة "المسار البحري"، الذي كانت نحو 90 % من الصادرات الغذائية الأوكرانية تمر عبره قبل الأزمة الأخيرة.
فيما يعتبر "المسار البيلاروسي" الطريق الأفضل لنقل الحبوب في الظروف الراهنة، نظرًا لخلوه من مشكلة "عرض السكة"، لكن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، أكد أن بلاده ليست مستعدة الآن لتصدير الحبوب عبر بيلاروس.
وجدير بالذكر أن الرئيس الليتواني غيتاغاس نوسيدا، أيد نظيره الأوكراني في هذا الموقف، قائلًا "نقل الحبوب الأوكرانية عبر بيلاروسيا إلى ميناء كلايبيدا غير مقبول لاعتبارات سياسية وبسبب عقوبات الاتحاد الأوروبي".