فزاعة المجاعة.. كيف تحدث الغرب وبوتين عن أزمة تصدير الحبوب؟


هل تكون الحبوب سبيل بوتين للالتفاف حول العقوبات الغربية؟

الاحد 05 يونية 2022 | 09:49 صباحاً
الحصار الروسي للموانئ الأوكرانية
الحصار الروسي للموانئ الأوكرانية
العقارية

تسيطر أزمة الغذاء العالمي، التي بدأت مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية، على اهتمام قادة العالم، وفي هذا السياق طالب القائد الأعلى لقوات "الناتو" في أوروبا كريستوفر كافولي بوجود نهج كامل في التعامل مع الحصار الروسي للموانئ الأوكرانية، والذي يهدد بنقص الغذاء العالمي واستمرار الاضطرابات السياسية حول العالم.

كافولي، قال في تصريحات نقلتها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن أزمة تصدير الحبوب لم تعد أزمة أوكرانية فحسب، بل أزمة عالمية أيضًا، خصوصاً أن أوكرانيا تصدر نحو 10 % من القمح العالمي، وسيبدأ حصاد القمح بنهاية شهر يونيو الجاري.

إلا أن شحنات الحبوب التي كانت تخرج من الموانئ الأوكرانية، المطلة على البحر الأسود، توقفت مع سيطرة روسيا أو إغلاقها فعليا لهذه الموانئ. 

كرة الاتهامات

وتسببت العملية العسكرية الروسية، في عرقلة صادرات أوكرانيا من القمح والسلع الأخرى، وهو ما تسبب في موجة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية خاصة في أفقر دول العالم، كما أصبح العالم مهددا بأزمة غذاء طاحنة وفقًا لبيانات الأمم المتحدة.

وقال الباحث في شؤون العلاقات الخارجية محمود الخليفي في تصريحات نقلتها سكاي نيوز عربية: "كرة الاتهامات حول أزمة الغذاء يتم نقلها من الملعب الروسي تارة للملعب الأوكراني الأوروبي تارة".

وأوضح الخليفي أن الغرب يقول إن روسيا هي السبب المباشر في الأزمة لقيامها بالهجوم على أوكرانيا مما منع تصدير الحبوب والزيوت إلى باقي دول العالم، فيما تلقي موسكو بالتهمة على الغرب بسبب فرضه العقوبات عليها".

الخليفي أوضح أن الوضع العالمي، يضع كثيرا من البلاد على حافة الكارثة، خاصة لأن ثلث صادرات القمح حول العالم يأتي من روسيا وأوكرانيا، بخلاف وجود مشكلة كبرى وهي دخول موسم الحصاد، ما يعني أن يستحيل الحصاد في ظل العمليات القتالية في الكثير من المناطق.

وأوضح الباحث في شؤون العلاقات الخارجية، أنه بالنظر إلى الأرقام الرسمية نجد أن معدل صادرات الحبوب من أوكرانيا تراجع لأكثر من النصف مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وفي المقابل رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هذه الاتهامات، قائلًا إنّه "لا توجد أي مشكلات في شَحن الحبوب من أوكرانيا"، مضيفاً أنّه يمكن "تصدير الحبوب من أوكرانيا عبر رومانيا وبولندا".

وأكد بوتين، في تصريحاته، أنّ روسيا مستعدة لضمان أمن صادرات الحبوب من موانئ أوكرانيا، وموانئ بحر آزوف/مشيرا إلى أن سفن نقل الحبوب تستطيع العبور من دون مشاكل إذا قامت أوكرانيا بتطهير الموانئ من الألغام، لافتاً إلى أن "روسيا لن تقوم بشن هجمات من البحر في أثناء إزالة الألغام".

الموانئ

وفي السياق أكد أمين عوض، منسق الأمم المتحدة المعني بالأزمة في أوكرانيا، أن المنظمة تبذل قصارى جهدها لتأمين الإفراج عن صادرات الحبوب العالقة في موانئ أوكرانيا على البحر الأسود، مشيراً إلى الصعوبات المرتبطة بالتجارة الدولية مع روسيا على الرغم من عدم وجود عقوبات على الصادرات الإنسانية من المواد الغذائية والأسمدة من البلاد.

وأوضح المسؤول الأممي أن نحو 1.5 مليار شخص "يحتاجون إلى هذا الغذاء والأسمدة" حول العالم، مضيفا أنه يأمل في أن تسير المفاوضات بطريقة سلسة وينتهي فرض الحصار على الموانئ بأسرع وقت ممكن حتى يتسنى استئناف تصدير الأسمدة والأغذية قبل أن نواجه أزمة أخرى.

أما الجنرال الروسي السابق ألكسندر أرتاماتوف، فيقول إن هناك سلاحا يستخدمه الغرب ويسوق له وهو "الفزاعة من المجاعة" فمن يعطل تصدير الحبوب هو العقوبات التي تفرض على روسيا لمحاولة عزلها عن العالم.

أرتاماتوف، قال أيضا إنالغرب يسعى إلى أن تضغط دول منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا الأكثر حاجة للقمح على روسيا لتنسحب من أوكرانيا، لكن موسكو لا تقف عائقا على حد وصفه، بل لا بد من رفع العقوبات، وفقا لـ سكاي نيوز عربية. 

وتساءل الجنرال الروسي، كيف يتم تصدير الحبوب في ظل تلك العقوبات الهيستيرية، حيث تجرى التبادلات التجارية والمعاملات المالية عبر نظام "سويفت" العالمي، التي قامت أوروبا وواشنطن بفصل موسكو عن طريق العقوبات عن ذلك النظام فكيف يتم تصدير تلك الحبوب وغيرها من الأسمدة.

يذكر أن روسيا وأوكرانيا تسهمان بنحو ثلث إمدادات القمح العالمية، في حين أن روسيا هي أيضا مُصدر عالمي رئيسي للأسمدة وأوكرانيا مُصدر رئيسي للذرة وزيت دوار الشمس.