حذر المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم الجمعة، من تشكيل القروض التي تمنحها الصين منذ سنوات لبلدان فقيرة، خصوصًا في أفريقيا، خطرًا جديًا يمكن أن يغرق العالم في أزمة مالية جديدة.
وقال شولتس: "هناك حقًا خطر جدي من أن تنجم أزمة مالية في دول الجنوب عن قروض منحتها الصين عالميًا من دون أن تتمتع باطلاع شامل عليها لكثرة الجهات الضالعة فيها"، حسب وكالة فرانس برس.
شولتس أكد أن هذا الأمر قد يغرق لاحقًا الصين ودول الجنوب في أزمة اقتصادية ومالية كبرى، مشددًا على أن بقية دول العالم لن تكون بمنأى عنها.
تصريحات المستشار الألماني، جاءت خلال ندوة نظمت في شتوتغارت ضمن فعاليات "يوم الكاثوليك في ألمانيا"، قال فيها أحد المتحدثين إن أوروبا وقفت جانبًا، بينما ضخت الصين أموالًا لبناء طرق وجامعات في أفريقيا، مما عزز نفوذ بكين في القارة.
ويتهم معارضون للسياسة الصينية بكين بإغراق بلدان منخفضة الدخل بالديون عبر منحها قروضًا ضخمة لا قدرة لها على سدادها، لكن بكين ترفض هذه الانتقادات مشددة على أن القروض التي منحتها ترمي إلى الحد من الفقر.
وأشار شولتس إلى أنه يحض الصين على الانضمام إلى نادي باريس للمقرضين الذي يحدد شروط التعامل مع بلدان تواجه صعوبات مالية، متابعًا: "أحد طموحاتنا الكبرى يكمن في أن تنضم إلينا الصين بصفتها بلدًا يقدم الكثير من القروض بطرق جديدة".
التصدي لنفوذ الصين
وأشار شولتس إلى مبادرة «البوابة العالمية» للاتحاد الأوروبي التي أُعلن عنها أخيرًا، ترمي إلى التصدي لنفوذ الصين، ومن خلالها يسعى الاتحاد الأوروبي إلى استثمار أكثر من 150 مليار يورو في أفريقيا، في مجالات عدة تشمل الطاقة المتجددة والنقل وإنتاج اللقاحات والتعليم.
وينظر إلى هذه الخطة على أنها رد على مبادرة "الحزام والطريق"، وهو مشروع الصين الرئيسي لتوسيع البنية التحتية وتقدر قيمته بنحو تريليون دولار.