زيادات متتالية فى أسعار مواد البناء، تؤدى إلى ارتفاع أسعار الوحدات السكنية، مما يهدد الفطاع العقارى بالركود، فى الوقت الذى تمتلك مصر فيه مركزًا لبحوث الإسكان والبناء، فهل توجد طرق بديلة للبناء تقلل من التكلفة، وتكون أكثر صداقة للبيئة؟.
«الإنسان عدو ما يجهل» هكذا قال الدكتور خالد الذهبى، رئيس مركز بحوث الإسكان والبناء، على هامش المؤتمر الدولى الثالث للإسكان التعاونى، ردًا على سؤال لماذا لا يُقبل المواطنون على البناء بالطرق الحديثة والبديلة للخرسانة المسلحة، موضحًا أن غالبية المصريين الذين سافروا إلى الخليج العربى منتصف القرن الماضى، كان أحد أهم أحلامهم هو بناء منزل بـ«المسلح»، ومع الوقت والتجربة أصبحت الخرسانة المسلحة جزءًا من ثقافة البناء فى مصر.
وتابع الذهبى لـ«العقارية»: «نحاول تغيير هذه الثقافة عبر تدشين عدد من المؤتمرات وورش العمل التى ينفذها المركز، ونأمل أن ننجح فى ذلك خاصة فى ظل الارتفاع المتكرر فى أسعار الحديد والأسمنت، مما تسبب فى ارتفاع أسعار العقارات، كما أن الطرق البديلة صديقة للبيئة».
وأوضح رئيس مركز بحوث الإسكان والبناء، أن المركز الذى يرأسه ابتكر عدة طرق وأساليب بديلة للبناء، كفيلة بتوفير مليارات الجنيهات على الدولة، فى المشروعات التى يتم تنفيذها بطريقة الخرسانة المسلحة، وفى مقدمتها مشروع الإسكان الاجتماعى، حيث يمكنها تخفيض التكلفة بنسبة 25 %، وتمت تجربتها بالفعل فى مدينة 6 أكتوبر وعدد من المبانى التابعة للمركز.
وأن المركز يشارك هيئة المجتمعات العمرانية فى الرقابة على تنفيذ وحدات سكنية ضمن مشروع الإسكان الاجتماعى فى عدد من المدن الجديدة، من بينها «برج العرب، 15 مايو، بدر، والعاشر من رمضان».
وأشار الذهبى، إلى وجود عشرات الطرق البديلة للخرسانة المسلحة، لعل أبرزها «طريقة الفوم مع الشبك السلك وهى واحدة من أكثر الطرق انتشارًا فى العالم، بالإضافة إلى طريقة البناء بالحديد المدرفل على البارد، وصولاً إلى طريقة التربة المثبتة».
وأوضح أن طريقة التربة المثبتة تناسب بشكل كبير البناء فى القرى والأقاليم، وتعتمد على إعادة استخدام ناتج الحفر بإضافة مواد كيميائية له –ناتج الحفر-، وهى طريقة صديقة للبيئة، وتوفر نحو 60 % من احتياجات الحديد والأسمنت المستخدمين فى الطريقة العادية للخرسانة، وقد يتحمل المبنى بناء 8 أدوار، وهى طريقة لا تحتاج إلى متخصصين فى البناء.
«البعض يسخر من طريقة بناء منزل من الفوم والشبك السلك» هذا ما قاله الدكتور خالد الذهبى عن شرحه طريقة البناء بالفوم والشبك السلاك، والتى كان من المفترض أن يتم تنفيذ نحو 412 عمارة ضمن مشروع الإسكان الاجتماعى فى مدينة بدر بنذات الطريقة، بإجمالى 9888 وحدة سكنية، وتم بحث إنشاء مصنع للخامات المستخدمة، إلا أن الخوف من تأخر التنفيذ حال دون إنشائه، ثم تم الاتفاق على استيراد الخامات من الخارج.
لكن تم إلغاء الفكرة عقب تحرير سعر الصرف، بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار، وبالتالى ارتفعت تكلفة تنفيذ المشروع، فلجأت الشركة المنفذة إلى استخدام الخرسانة المسلحة فى تنفيذ المشروع.
وتحدث رئيس المركز القومى لبجوث الإسكان والبناء، عن كود جديد عبارة عن إضافة مواد جديدة لتركيبة الخرسانة يزيد من صلابتها نحو 5 أضعاف.
تابعوا آخر أخبار العقارية على Google News
