دعا الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى الوقوف في وجه لوبي الأسلحة النارية، وذلك على خلفية المذبجة التي حدثت في مدرسة ابتدائية، حيث قتل 19 طفلاً ومدرّس واحد على الأقلّ برصاص شاب اقتحم مدرستهم الابتدائية في ولاية تكساس قبل أن ترديه الشرطة، أمس الثلاثاء.
وقال بايدن في خطاب إلى الأمّة ألقاه من البيت الأبيض، "متى، حبّاً بالله، سنقف بوجه لوبي الأسلحة؟".
وأطلق المشتبه به، البالغ من العمر 18 عاماً، والذي قتلته الشرطة على ما يبدو، النار أيضا على جدته قبل أن يفر من مكان الحادث لتتحطم سيارته ويشرع في إطلاق النار بالمدرسة الابتدائية في بلدة يوفالدي التي تبعد نحو 130 كيلومترا غرب سان أنطونيو في تكساس. ولم يتضح بعد الدافع وراء الحادث.
وقال بايدن وتبدو عليه علامات التأثر: "لقد حان الوقت لتحويل هذا الألم إلى عمل، من أجل كل والد، من أجل كل مواطن في هذا البلد. ينبغي علينا أن نوضح لكلّ مسؤول منتخب في هذا البلد أنّ الوقت حان للتحرّك".
وفي مستهلّ خطابه قال الرئيس الديموقراطي البالغ من العمر 79 عاماً: "كان أملي عندما أصبحت رئيساً أن لا أضطر لأن أفعل هذا الأمر".
وأُخطر بايدن بنبأ هذه الفاجعة بينما كان على متن الطائرة الرئاسية عائداً إلى الولايات المتحدة من اليابان حيث شارك في قمة رباعية.
وشدّد بايدن على وجوب تشديد قوانين بيع الأسلحة النارية وحيازتها، ولا سيما الأسلحة الهجومية.
وقال: "لقد أمضى مصنّعو الأسلحة عقدين من الزمن في الترويج بقوة للأسلحة الهجومية التي تعود عليهم بأكبر الأرباح".
كما هاجم الرئيس الديموقراطي المعارضة الجمهورية التي عرقلت حتى الآن كل محاولاته لتمرير إجراءات في الكونغرس مثل فرض إلزامية التدقيق في السجل الجنائي والتاريخ النفسي لكل من يرغب بشراء سلاح ناري قبل بيعه هذا السلاح.ويرفض المعسكر المحافظ بشدة كذلك إعادة فرض حظر على بيع بنادق هجومية للمدنيين، وهو إجراء كان سارياً في الولايات المتحدة بين 1994 و2004 وكان يمنع المدنيين من شراء بعض أنواع الأسلحة نصف الآلية.
وقال حاكم ولاية تكساس الأميركية جريج أبوت إن المشتبه به، الذي عرفه باسم سلفادور راموس، قُتل فيما يبدو على يدي ضباط الشرطة الذين انتقلوا إلى موقع الحادث وإن اثنين منهم أصيبا بإطلاق نار، غير أن الحاكم قال إن إصابتهما ليست خطيرة. وقالت السلطات إن المشتبه به تصرف بمفرده.
وبعد تضارب الروايات المبكرة عن عدد القتلى، قدر مكتب المدعي العام في بيان رسمي أن عددهم بلغ 18 تلميذا وشخصين بالغين، من بينهم المسلح. غير أن متحدثا باسم إدارة شرطة تكساس قال في وقت لاحق لشبكة "سي.إن.إن" إن 19 تلميذا وشخصين بالغين قتلوا، دون احتساب مطلق النار.
وبايدن، الكاثوليكي المتدين الذي فقد اثنين من أبنائه (طفلة قضت في حادث وكانت لا تزال رضيعة، وابن بالغ خطفه مرض السرطان)، قال في خطابه إنّ "خسارة طفل تشبه اقتلاع جزء من روحك منك".ودعا مع زوجته جيل الولايات المتّحدة إلى "الصلاة" من أجل العائلات الثكلى.
وقال "سيحتاجون إلى الكثير من المساعدة والكثير من الصلوات".