توقعات باستمرار تدهور الاقتصاد العالمي.. وخبراء يحذرون: لم نصل للقاع بعد

يعيش الاقتصاد العالمي حالة من التدهور، مدفوعة بتضخم أسرع من المتوقع، وسط ارتفاع كبير في الأسعار، وتهديد واضح لسلاسل الإمداد، ومخاوف من دخول بعض الدول في مجاعة.

ترفع البنوك المركزية حول العالم أسعار الفائدة، في محاولة لكبح جماح التضخم المتصاعد، وسطك توقعات باستمرار أسواق الأسهم العالمية في نزف الأموال، مع تواصل عمليات البيع المُكثفة هذا الصيف.

انخفاض المؤشرات

وفي تقرير أعدته فضائية "العربية"، كشفت انخفاض مؤشر داو جونز الصناعي الخميس الماضي، بأكثر من 1000 نقطة بينما انخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 5% تقريبًا.

وأدى هذا الانخفاض بنسبة 5% إلى محو جميع المكاسب من ارتفاع قصير الأجل في اليوم السابق، عندما أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أنه سيرفع أسعار الفائدة.

جاء ذلك، فيما كان الارتفاع قصير الأمد مدفوعًا بتفاؤل المستثمرين بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي لم ينفذ زيادة أكبر في سعر الفائدة، ولكن هذا التفاؤل سرعان ما أفسح المجال للمخاوف من ارتفاع أسعار الفائدة لاحقًا خلال الأشهر المقبلة.

بدوره، انخفض مؤشرStoxx 600، وهو المؤشر الأوسع للأسهم الأوروبية، بنسبة 1% صباح يوم الجمعة في أعقاب عمليات البيع المكثفة في وول ستريت يوم الخميس، وانخفض Stoxx 600 بأكثر من 11% حتى الآن هذا العام.

وسجّلت الأسهم الأوروبية أسوأ أداء أسبوعي لها في شهرين؛ إذ تأثرت أسهم شركات التكنولوجيا وتجارة التجزئة بالبيع المدفوع باحتمالات رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر، لتهدئة ارتفاع التضخم لأعلى مستوياته منذ عقود.

وسجل مؤشر التجزئة أدنى مستوياته في عامين بعد سلسلة من تقارير نتائج الأعمال الضعيفة التي سلطت الضوء على تداعيات ارتفاع التضخم وحرب أوكرانيا وجولة جديدة من إجراءات الإغلاق في الصين.

وفي آسيا، انخفض مؤشر هانغ سينغ في هونغ كونغ بنسبة 3.81% وفي الصين، انخفض مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 2.16%.

مخاوف المستثمرين من انكماش اقتصادي

وكشف التقرير عن تفاؤل المستثمرين في البداية بشأن الأخبار المتعلقة برفع الفائدة بنحو 75 نقطة أساس، لكن حقيقة أنه لا يزال هناك احتمال قوي بعدة زيادات بمقدار 50 نقطة أساس خلال الأشهر المقبلة أثار مخاوف المستثمرين.

وتوقع خبراء اقتصاديون أن يؤدي الكثير من التشديد سيؤدي في النهاية إلى انكماش اقتصادي، في وقت تتحدث معظم الحكومات الأوروبية والولايات المتحدة بشكل مستمر، عن إمكانية تجنب الانكماش الاقتصادي، خاصة في أمريكا ومنطقة اليورو.

الغز الروسي لأوكرانيا

وتوقع محللون أن يستمر الغزو الروسي لأوكرانيا لفترة أطول بكثير مما يتوقعه العديد من المستثمرين، الأمر الذي سيستمر في إثارة الاضطرابات المستمرة في سلسلة التوريد والتضخم، مع إضافة الوقود إلى نار ارتفاع أسعار الفائدة.