سياسة "صفر كوفيد"، أو سياسة الإغلاق الكلي التي تتخذها الصين، تطبق إجراءات وقرارات صارمة في مواجهة الموجة الجديدة من الوباء في البلاد، وسط توقعات بخسائر بالمليارات، تأثر عن النمو خلال الفترة المقبلة.
على الرغم من أن الصين تعلّمت كثيرًا من تجربة انتشار الوباء الأولى، إلا أنها وقعت فريسة للتجربة الثانية، التي لم تلبث وأن اتخذت قرارات قوية وصارمة بالغلق الكلي، على الرغم من الخسار المُتوقعة.
الفحوص الجماعية
وكشفت فضائية "العربية"، عن تحذير خبراء من أن الفحوص الجماعية لسُكان الصين، قد تسبب ضررًا أكبر لاقتصاد البلاد التي تعهدت مواصلة تطبيق سياسة "صفر كوفيد" الصارمة، رغم تأثيرها على النمو وإذكائها الغضب الشعبيّ.
وقالت الفضائية في تقرير أعدته، أن قادة الصين اتخذوا نهجًا متشددًا للقضاء على تفشي الفيروس، وقد فرضوا إغلاقا في شنغهاي أكبر مدن البلاد وأحد محركات نموها الاقتصادي الرئيسية، وفرضوا تدابير تقيّد الحركة في بكين إثر رصد عشرات الإصابات الجديدة.
نقص الغذاء
وأوضح التقرير أن السُلطات رفضت الإصغاء للاحتجاج العام المتصاعد بسبب نقص الغذاء وظروف الحجر الصحي في شنغهاي؛ إذ تعهّد مسؤولون كبار، بالالتزام الثابت باستراتيجية "صفر كوفيد" و"مكافحة" الانتقادات الموجهة لهذه السياسة، وفق وكالة فرانس برس.
وأكد التقرير أن حكومة الصين اعتبرت أن الاستراتيجية دليل على تقديرها حياة الإنسان وإعلائها على الاهتمامات المادية، وأكدت أنها تمكّن من تجنّب أزمة صحة عامة شهدتها بلدان أخرى.
"فيتش" تُخفّض توقعاتها للنمو الاقتصادي الصيني
ويأتي هذا التوقع القاتم في أعقاب خفض وكالة "فيتش" للتصنيفات الائتمانية توقعاتها للنمو الاقتصادي الصيني للعام بأكمله من 4.8% إلى 4.3%، وتلك النسبة بعيدة كل البعد عن الهدف الرسمي للحكومة البالغ 5.5%.
وتراجع مؤشر رئيسي لنشاط قطاع الخدمات إلى 36.2 في أبريل ليبلغ ثاني أدنى مستوى على الإطلاق، فيما قال بعض الخبراء إنها إشارة واضحة على أن البلد يشهد حالة ركود.
الصين تفقد جاذبيتها
وكشفت دراسة أن السياسة الصارمة في مكافحة "كوفيد" التي تنتهجها الصين أفقدتها "الكثير من جاذبيتها" بالنسبة إلى العديد من الشركات الأوروبية جراء تعطل شبكات الإمداد وتباطؤ النشاط وانخفاض اليد العاملة.
وذكرت الدراسة الصادرة عن غرفة تجارة الاتحاد الأوروبي في الصين أن عمليات العزل في عشرات المدن الصينية هذا العام تسببت في "اضطرابات على نطاق ضخم".