أسعار الفضة تهبط بواقع 7% في بورصة أمريكا خلال أبريل الماضي


أكبر خسارة شهرية منذ 7 شهور

الاحد 01 مايو 2022 | 09:36 مساءً
أسعار الفضة
أسعار الفضة
دينا مجدي

تراجعت أسعار الفضة بأكثر من 7% خلال أبريل الماضي في بورصة كوميكس الأمريكية للسلع الخام في مدينة نيويورك، لتحقق حوالي 23 دولار للأوقية، ويعد هذا أكبر انخفاض شهري منذ سبتمبر الماضي، حيث هبطت وقتها بحوالي 8%.

وذكر موقع "إنفيستينج كوم" الأمريكي للأخبار الاقتصادية، أن أسعار الفضة تراجعت خلال الشهر الماضي بعد أن قفزت إلى 27.5 دولار للأوقية يوم 8 مارس الماضي، لتسجل أعلى مستوى منذ 9 شهور، وتنضم إلى الذهب والبلاتين والبلاديوم وغيره من المعادن النفيسة التي سجلت مكاسب غير مسبوقة بعد غزو روسيا لجارتها أوكرانيا يوم 24 فبراير الماضي، حيث تدفق المستثمرون على هذه المعادن الكريمة التي تعد ملاذا آمنا وقت الأزمات السياسية والاقتصادية.

وبالمقارنة بأسعار الذهب فقد سجلت الفضة خسارة أكبر، حيث انخفض الذهب بحوالي 2% خلال شهر أبريل الماضي، لينخفض إلى مايقرب 1912 دولار للأوقية في التعاملات الآجلة، بعد أن قفز عاليًا يوم 8 مارس عندما بلغ 2079 دولار للأوقية بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا التي قد تؤدى لانخفاض أسعار الفضة إلى 21 أو 20 دولار للأوقية.

المعادن النفيسة تحقق مكاسب واضحة

وحققت أسعار المعادن النفيسة كالذهب والفضة مكاسب واضحة في تعاملات العقود الأميركية الآجلة، مع تدفق المستثمرين على شراء الأصول الآمنة وسط مخاوف من الحرب الروسية وارتفاع أسعار المواد الخام مثل البترول والغاز الطبيعي والقمح وسط مخاوف من انكماش الاقتصاد العالمي وارتفاع التضخم أكثر وأكثر مع استمرار الحرب.

ولكن اتجه مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأمريكي) لرفع سعر الفائدة، بهدف التحكم في التضخم المنطلق الذي لم شهدته الولايات المتحدة منذ 40 سنة، وساهم في السيطرة على ارتفاع أسعار المعادن الكريمة كما انتشرت المخاوف بالأسواق المالية بسبب المعدل السريع المرتقب لرفع أسعار الفائدة حوالي 6 مرات خلال العام الحالي، كما أعلن مجلس الاحتياطي الفدرالي مما سيؤدى إلى الحد من تعافي الاقتصاد العالمي.

كما أن جميع الأسواق المالية العالمية تأثرت سلبا بالتداعيات الاقتصادية لإغلاقات الصين لمواجهة كوفيد-19 الذى انتشر مرة أخرى في مدينة "شنغهاى" الصناعية الصينية وزاد فيها عدد الإصابات خلال الأسابيع القليلة الماضية بأعلى معدل منذ بداية وباء كورونا في 2020 .

وتستخدم الفضة في صناعة المجوهرات لأنه مرن مثل الذهب ويمكن صياغته بسهولة ولكن 50% من الطلب على الفضة يتجه للاستعمالات الصناعية لأنه شديد التوصيل للكهرباء ويستخدم بكثافة في صناعة المكونات الإلكترونية مثل أجهزة الموبايلات والكمبيوترات وكذلك في أجزاء حيوية في السيارات الكهربائية وذاتية القيادة.

ولكن الطلب الصناعي على الفضة تباطأ قليلا هذا العام بسبب وباء كورونا الذي يدخل عامه الثالث مما أدى إلى استمرار معاناة الاقتصاد الأمريكي والعالمي من اضطرابات سلاسل توريد المكونات وخصوصا أزمة رقائق أشباه الموصلات التي تعاني من نقص شديد نتيجة الإغلاقات في المناجم والمصانع والموانئ وتعطل وصول الناقلات البحرية إلى البلاد المستوردة بسبب الجائحة.

ومع ذلك فقد أعلن معهد الفضة -سيلفر إنستيتيوت -في مسحه على تجارة الفضة على مستوى العالم أن الطلب على الفضة قفز بحوالي 19% خلال العام ليسجل أعلى مستوى منذ عام 1997، ليزداد إلى أكثر من 1.05 مليار أوقية ليسجل أعلى حجم منذ عام 2015.

وارتفع الاستثمار في الفضة والذي يمثله مبيعات العملات والسبائك الفضية بحوالي 36% خلال العام الماضي لتصل إلى 278.7 مليون أوقية لتسجل أعلى مستوى منذ حوالي 8 سنوات مع اتجاه المتعاملين للبحث عن الملاذ الآمن وسط ارتفاع التضخم والحرب الروسية.

ولكن المعروض من الفضة لم يواكب تزايد الطلب عليها حيث تعرضت الفضة لعجز قدره 51.8 مليون أوقية خلال العام الماضي ليسجل أكبر مستوى في العجز منذ عام 2010، كما جاء في مسح معهد الفضة.

ويرى ستيفان جليسون رئيس شركة "ماني ميتالز إكستشينج" لتداول المعادن النفيسة في نيويورك أن الطلب الصناعي على الفضي سينتعش هذا العام ليصل إلى مستوى قياسي بفضل النمو المتوقع في صناعة معدات الطاقة الشمسية والتطبيقات والكهربائية غير أن استمرار الحرب الروسية وارتفاع التضخم قد يعوقان هذا النمو وخصوصا مع ضعف أداء الأسواق المالية.