أدى الانتعاش الكبير في إنتاج السيارات، في مارس، إلى تحقيق مكاسب للشهر الثالث على التوالي، في نشاط المصانع الأمريكية، ما يشير إلى أن أسوأ مشكلات الإنتاج التي عانى منها قطاع السيارات خلال العام الماضي ربما تكون قد زالت، وفقًا لبيانات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وقال مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الجمعة، إن الإنتاج الصناعي الإجمالي زاد بنسبة 0.9% الشهر الماضي، ليواكب وتيرة الزيادة في فبراير.
وكان خبراء اقتصاديون، توقعوا تسارع إنتاج المصانع بنسبة 0.4%، وفقًا لاستطلاع أجرته "رويترز"، فيما قفز الإنتاج 5.5% عن العام السابق.
واستفاد مجال التصنيع، الذي يمثل 11.9% من الاقتصاد الأمريكي، من تحول الإنفاق إلى السلع من الخدمات خلال جائحة كوفيد-19.
ولكن الشركات المصنعة تكافح للتعامل مع الطلب القوي بينما أصبحت أسواق العمل محدودة بشكل غير عادي واستمرت اختناقات العرض بسبب الإغلاق الناجم عن "كوفيد-19" في الصين والحرب في أوكرانيا.
وتضرر قطاع السيارات، بشكل خاص نتيجة لتعطل سلاسل التوريد، حيث تباطأ الإنتاج لأكثر من عام بسبب النقص العالمي في المكونات الإلكترونية، وخاصة رقائق الكمبيوتر اللازمة لأنظمة تشغيل المركبات التي أصبحت معقدة بشكل متزايد اليوم.
لكن إنتاج السيارات وقطع الغيار في الولايات المتحدة قفز بنسبة 7.8% الشهر الماضي، وهي أكبر زيادة منذ أكتوبر، بعد انخفاض بنسبة 4.6٪ في فبراير.
وارتفع إجمالي تجميعات السيارات والشاحنات الخفيفة إلى نحو 9.5 مليون مركبة بمعدل سنوي معدل موسميًا، وهو الأعلى منذ يناير 2021، ارتفاعًا من 8.3 مليون في الشهر السابق.
وقال كبير الاقتصاديين في بنك "كوميركا"، بيل آدامز، في مذكرة: "يستعيد قطاع السيارات عافيته، حيث انخفض الإنتاج في عام 2021 مع توقف المصانع عن العمل بسبب نقص الرقائق، والآن يتراجع ذلك حيث تعمل شركات السيارات على تجاوز التحدي وإيجاد طرق لزيادة إمدادات الرقائق".
وأوضح آدامز، أن تعافي الإنتاج من شأنه أن يؤدي إلى زيادة انتعاش مبيعات السيارات التي تعثرت بسبب نقص الإمدادات.
وأضاف آدامز، أنه حتى مع تحول الإنفاق الاستهلاكي مرة أخرى نحو الخدمات في الأشهر المقبلة مع انخفاض حالات "كوفيد-19"، "تتمتع مبيعات السيارات بآفاق أكثر إشراقًا هذا العام من الفئات الأخرى للسلع الاستهلاكية المعمرة".
وأكد آدامز، "نظرًا لأن المبيعات في العام الماضي تضررت كثيرًا بسبب نقص الرقائق، فإن مبيعات السيارات مقيدة بالعرض بشكل أكبر بكثير منها بالطلب، وبالتالي ستنمو بقوة في عامي 2022 و2023 على الرغم من ارتفاع معدلات الفائدة على قروض السيارات وانخفاض الدعم من التحفيز المالي".
وأظهر تقرير منفصل من مجلس الاحتياطي الفيدرالي في "نيويورك"، الجمعة، أن نشاط الصناعات التحويلية في ولاية نيويورك قد تسارع في أبريل، حتى مع استمرار الضغوط التضخمية في الارتفاع.
وارتفع مؤشر إمباير ستيت التصنيعي، إلى أعلى مستوى في أربعة أشهر عند 24.6 بعد قراءة سلبية بلغت 11.8 في مارس، وارتفع مؤشر أسعار الاستطلاع إلى مستوى قياسي مرتفع بلغ 86.4 من 73.8 الشهر الماضي.
ورغم ذلك، تقلص التفاؤل في التوقعات، مع انخفاض مؤشر التوقعات لستة أشهر إلى 15.2، وهو أدنى مستوى في حوالي عامين، من 36.6 في مارس.