كشفت شركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية BioNTech "بيونتيك"، الاثنين، عن بيانات أولية مقنعة من تجربة سريرية تقيّم علاجًا جديدًا للسرطان يعتمد على الرنا المرسال، وهو مؤشر مبكر على أن التكنولوجيا التي تقف وراء بعض لقاحات كوفيد-19 الأكثر فاعلية يمكن أن تكون مصدر علاجات جديدة للسرطان بالإضافة إلى استهداف الأمراض المعدية الأخرى.
وأوضحت "بيونتيك" إن البيانات المأخوذة من تجربة سريرية في مرحلة مبكرة تشير إلى أن الجمع بين لقاح الرنا المرسال (mRNA)، الذي يدرب الجهاز المناعي على التعرف على البروتين الموجود على سطح الخلايا السرطانية والاستجابة له، مع علاج السرطان الحالي يمكن أن يساعد في توسيع نطاق السرطانات التي يمكنه معالجتها.
وتمت الموافقة على العلاج بخلايا كار تي (CAR-T) - وهي اختصار للخلايا التائية لمستقبِل المستضد الخيمري، حيث يتم تصميم الخلايا المناعية للمريض لاستهداف الخلايا السرطانية وتدميرها - بالفعل لعلاج سرطانات الدم ولكنه لم يظهر الكثير من الأمل في مواجهة الأورام الخبيثة.
وتشير النتائج المبكرة إلى أن لقاح الرنا المرسال، المسمى CARVac، يضخم تأثير علاج CAR-T ويمكّن الخلايا المهندسة من الوصول إلى الأورام وتدمير الخلايا السرطانية.
وقال الدكتور جون هانين، من المعهد الهولندي للسرطان، الذي قاد فريق الدراسة وقدم البيانات في الجمعية الأميركية لأبحاث السرطان (AACR)، إن العلاج كان جيدًا لدى 16 مريضًا في الدراسة، وكان لديهم مجموعة متنوعة من السرطانات.
ومن بين هؤلاء المرضى يمكن تقييم 14 مريضًا بأن النتائج كانت فعالة، فيما أظهر ستة منهم "استجابة جزئية" للعلاج، على حد قول هانين.
وقال هانين إن النتائج واعدة، بل و"بارزة"، في بعض الحالات، حث على توخي الحذر نظرًا للطبيعة المبكرة للعمل.
ولا يُعرف على وجه الدقة ما إذا كان العلاج سينجح، إذ لا توجد بيانات كافية لتقييم مدى فعالية هذه التركيبة العلاجية الجديدة بشكل صحيح، إن وجدت.
ومن المحتمل أيضًا ظهور مشكلات أمان جديدة وآثار جانبية في تجارب أكبر وأطول. حيث تم إعطاء لقاح CARVac بالفعل فقط لعدد قليل من المرضى في التجربة - خمسة أو حوالي الثلث - وستكون هناك حاجة إلى مزيد من البيانات لإثبات دوره في تعزيز تأثير علاج CAR-T.
وقال الشريك المؤسس والرئيس الطبي لشركة بيونتيك، الدكتور أوزليم توريسي، إن النتائج تدعم افتراض الشركة بأن استهداف العلامات على الخلايا السرطانية هو استراتيجية جيدة لمحاربة "الأورام الخبيثة التي يصعب علاجها وتتسم بسوء التشخيص، مثل سرطان الخصية المتقدم".
وتشير البيانات الأولية "إلى أن نجاحات علاج CAR-T في سرطانات الدم قد تنتقل بالفعل إلى الأورام الخبيثة".
وبينما تشتهر شركات التكنولوجيا الحيوية التي تعتمد على الرنا المرسال مثل بيونتيك وCureVac وموديرنا بلقاحات كوفيد-19، كانت الشركات تأمل في البداية في استخدام التكنولوجيا لمكافحة السرطان. بالإضافة إلى الإنتاج المزدهر من اللقاحات التي تستهدف الأمراض المعدية الأخرى، فقد احتفظ العديد من الشركات، بما فيها بيونتيك، بمشاريع كبيرة لمكافحة السرطان.
ومن شأن استخدام لقاح للسرطان أن يدرب الجسم بشكل فعال على التعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها كما تفعل اللقاحات الأخرى مع مسببات الأمراض، مع التركيز على العلامات الفريدة الموجودة فقط على الخلايا السرطانية.
ومن الناحية النظرية، يمكن للقاحات أن تسخّر جهاز المناعة لعلاج السرطان والوقاية منه، على الرغم من أن اللقاحات الوقائية تقتصر حاليًا على إيقاف الفيروسات مثل فيروس الورم الحليمي البشري والتهاب الكبد الوبائي "ب" التي يمكن أن تسبب السرطان.