العلاج بـ"الميتافيرس" .. ثورة طبية مبتكرة للعلاج عن بُعد


الاثنين 11 ابريل 2022 | 02:00 صباحاً
عبدالله محمود

أفاد 66% من المديرين التنفيذيين للرعاية الصحية، أن استثمار مؤسساتهم في نماذج التكنولوجيا الرقمية سيزداد خلال السنوات الثلاث المقبلة.

وتعد الميتافيرس، تكنولوجيا ناشئة تفتح المجال لفرص مربحة، حيث يمكن للأشخاص استخدام أجهزة مختلفة للتنقل والتواصل في بيئة افتراضية. 

وهذا العالم عبارة عن مساحة رقمية، تتخذ طابعًا واقعيًا، من خلال استخدام الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) والذكاء الصناعي (AI).

وبدأ قطاع الرعاية الصحية في استخدام هذه التكنولوجيا في تثقيف المرضى والجراحة والصحة العقلية والتسويق الطبي والعلاج، ما يمهد الطريق لطريقة جديدة في تقديم الخدمة الطبية.

ويشجع الأشخاص الذين يثقون في التكنولوجيا الناشئة على انتقال الرعاية الصحية إلى الميتافيرس، وبالمثل، دفع تأثير جائحة كوفيد-19 عامة الناس إلى تبني تقنيات معينة، وفقًا لجاك لاتوس، الرئيس التنفيذي لمزود الرعاية الصحية عبر الإنترنت Latus Health.

ويمكن أن يوفر التواجد الطبي عن بُعد، الذي يساعد الأشخاص على الشعور بأنهم حاضرون في مكان بعيد، مستوى من الوضوح المرئي والصوتي قد يصل لدرجة الواقعية. 

وسمحت هذه التقنية بإنشاء روبوتات يمكنها مساعدة المرضى خارج المستشفيات، ومساعدة الأطباء والممرضات، ويمكن التحكم فيها من أي مكان من خلال أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية.

وتمكن هذه الروبوتات الأطباء المتخصصين من التشاور مع المرضى دون أن يكونوا حاضرين جسديًا لأن المسافة لا تعد عقبة في عالم الميتافيرس، وفقًا لـ IFR. وهو ما يسمح أيضًا بالتشاور من أي مكان في العالم فقط باستخدام سماعات الواقع الافتراضي VR، التي يمكنها إعطاء بيانات المريض الحيوية في الوقت الفعلي مثل معدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم وضغط الدم.

ويمكن للواقع المختلط أن يوفر مناظر ثلاثية الأبعاد متراكبة للصور قبل الجراحة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب.

وظهرت تقنية الروبوت عن بُعد في عالم الرعاية الصحية منذ سنوات، إلا أن استخدامها بكثافة لم يحدث إلا عندما تفشت الجائحة، حيث أسندت للروبوتات مهام تعقيم غرف المرضى وإيصال الأدوية والإمدادات لتقليل خطر الإصابة بالعدوى.

وعلى سبيل المثال أحضرت ستة أنواع من الروبوتات في عام 2020 إلى مدينة ووهان الصينية للمساعدة في المهام الأساسية للمرضى. كذلك، بدأت شركة Dignity Health، ومقرها كاليفورنيا، في استخدام الروبوتات لتشخيص مرضى السكتة الدماغية بسرعة في 2013.

وكذلك، قدمت شركة أمانة للرعاية الصحية المتخصصة في دولة الإمارات عام 2016 خدمة روبوت الحضور عن بعد للمرضى والموظفين من خلال شراكة مع شركة VGo Communications، وهي شركة أميركية تطور الأسواق وحلول الاتصالات المرئية للرعاية الصحية، حيث يستطيع المرضى وأفراد الأسرة والمهنيين الصحيين قيادة الروبوت والتفاعل من خلال الفيديو والصوت المدمجين.

وتم تقدير حجم السوق لروبوتات التواجد الطبي عن بُعد بـ 39.38 مليون دولار في 2020، ومن المتوقع أن ينمو سوق الروبوتات الطبية عن بُعد في جميع أنحاء العالم بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) يبلغ 18.5% في الفترة من 2021 إلى 2028، وفقًا لأبحاث Grand View Research.

وتوفر التكنولوجيا الرقمية المزدوجة نسخة من الأدوات والأفراد والأنظمة في مجال الرعاية الصحية، بحيث تحاكي هذه التكنولوجيا بيانات الرعاية الصحية، بما في ذلك بيئة المستشفى، وعلم وظائف الأعضاء البشرية، ونتائج المختبر من خلال نماذج الكمبيوتر. وتُستخدم التوائم الرقمية لعمل نماذج من أعضاء الجسم، والخصائص الفسيولوجية، وعلم الوراثة للأفراد لإنشاء طب شخصي وخطط علاجية.

وأفاد 66% من المديرين التنفيذيين للرعاية الصحية، الذين استطلعت شركة Accenture آراءهم عام 2022، أن استثمار مؤسساتهم في نماذج التكنولوجيا الرقمية سيزداد خلال السنوات الثلاث المقبلة.

وطورت الشركة الناشئة NUREA، التي يقع مقرها في فرنسا وتعمل على تطوير برنامج تصوير رقمي مزدوج قائم على الذكاء الصناعي لجراحي القلب والأوعية الدموية، تقنية تتيح إعادة البناء الآلي ثلاثي الأبعاد لنماذج مزدوجة للأوعية الدموية الرقمية الخاصة بالمريض عن طريق تصوير الأوعية المقطعي المحوسب. يستخدم الجراحون هذه التقنية لتصور تطور تمدد الأوعية الدموية الأبهري باستخدام البيانات الهندسية.

تتنبأ الشركة الأميركية الناشئة Predictiv بحدوث الاضطرابات الوراثية في شخص باستخدام التوائم الرقمية القائمة على الحمض النووي من خلال أظافر الفرد لاستخراج الحمض النووي وتطوير التوائم الرقمية. تقدم الشركة تقريرًا عن المخاطر الجينية وخططًا وقائية وشخصية للرعاية الصحية بناءً على نتائج الحمض النووي.

وفي 2020، ابتكر توماسو مانسي وفريقه البحثي في شركة Siemens Healthineers توأمًا رقميًا للقلب، وهو تمثيل حسابي قائم على الكمبيوتر لقلب المريض. تكمن الفكرة في السماح للأطباء بتوظيف التكهنات الخاصة بالتوأم الرقمي في الوقت الفعلي، مما قد يؤدي إلى زيادة عدد المرضى الذين يمكنهم الاستفادة من العلاج.

وكجزء من مبادرة الرقمنة لحكومة الإمارات، أطلقت وزارة الصحة والوقاية (MOHAP) أول مركز خدمة عملاء بتكنولوجيا الميتافيرس في معرض الصحة العربي 2022، الذي عقد في الفترة بين 24 و27 يناير/كانون الثاني.

وأوضحت الوزارة، أن الخدمة تهدف إلى دعم الأشخاص الذين لا يستطيعون تغيير موقعهم للحصول على خدمة، من ثمّ يمكن للعملاء طلب المعلومات وتقديم المستندات ودفع الرسوم بوجوههم الحقيقية المعروضة في الغرفة الافتراضية بدلاً من الصور الرمزية من خلال الخدمة الجديدة.

وخدمات الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك Aimedis (الشركة التي تعمل في هولندا ودبي والفلبين) في طريقها لتبني تكنولوجيا الميتافيرس، بحيث توفر الشركة سلاسل مستشفيات تعتمد التكنولوجيا لأول مرة في الشرق الأوسط. ويشتمل النظام البيئي الافتراضي للمستشفى على العلاجات والاستشارات ودورات إعادة التأهيل والتعليم. كانت Aimedis في معرض الصحة العربي 2022، حيث جرب الناس عرض خدمة الرعاية الصحية بالتكنولوجيا الجديدة.

للحفاظ على الهيكل اللامركزي للنظام، فإن البلوكشين يقع في قلب بنية التكنولوجيا.

 ستضمن البلوكشين أن البيانات وقواعد البيانات والحسابات اللامركزية جميعها جديرة بالثقة تمامًا وأن سكان الميتافيرس هم فقط من يتحكمون في كل شيء في العالم الافتراضي.