سي إن إن: خبراء يحللون خطاب بوتين "الناري": سينتقم


الجمعة 18 مارس 2022 | 02:00 صباحاً

إن إنفاق الزعماء والوكالات الأمنية في الغرب مبالغ ضخمة من أجل معرفة ما يدور في رأس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يعتبر ممارسة غير مجدية، ففي الأوقات التي اعتقد فيها الغرب أن الحرب الروسية في أوكرانيا قد تفقد قوتها، ضاعف بوتين قوته، وأرسل قواته لقصف مستشفيات الولادة والملاجئ التي تأوي الأطفال، حسبما نقلت سي إن إن.

والآن، هناك توقف واضح في تقدم القوات الروسية جعل الغرب يخمن: هل جهود روسيا الحربية تعثرت؟ أم أنه توقف تيكيكي بهدف إعادة تجميع القوات؟.

وفي كلتا الحالتين، قال الخبراء إن الخطاب الستاليني الناري الذي ألقاه بوتين، مساء الأربعاء، والذي وصف فيه الروس المعارضين للحرب بأنهم "خونة" كان بمثابة تغيير في اللهجة وإشارة إلى أن الحرب لا تسير وفق للخطة.

ولعل الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن العديد من المراقبين رأوا في ذلك إشارة على أن رئيس الدولة الروسية، الذي يواجه انتكاسة في أوكرانيا، سيتخذ منعطفا انتقاميا في الداخل ويقمع بقوة أكبر من أي وقت مضى أي معارضة.

وبينما يؤيد بعض الروس الحرب، يحتج آخرون ضدها في الشوارع، مدركين تماما أنه سيتم اعتقالهم من قبل الشرطة المدججة بالسلاح حتى في أكثر المظاهرات سلمية.

وكانت الدولة الروسية اعتبرت الاحتجاجات غير قانونية، والآن أصبحت إهانة الجيش الروسي مخالفة للقانون.

ولا يزال الناس يتظاهرون في مجموعات، بينما يتظاهر محتجون آخرون بمفردهم تماما وبعضهم يتم اعتقاله، كما أظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأصبحت الصحفية التي قفزت أمام الكاميرا في برنامج إخباري تسيطر عليه الدولة، حاملة لافتة مناهضة للحرب، سببا لمناقشة قضية حرية التعبير في روسيا.

وكذلك غادرت راقصة باليه شهيرة في فرقة البولشوي الروسية بلادها اعتراضا على الغزو، فيما طالب أسرى الحرب الروس بوتين بترك السلطة لاستخدامه الدعاية لتبرير الحرب.

وقال الخبراء إن بوتين، الذي يتمتع بمعدلات تأييد عالية في روسيا، يتجه الآن إلى استراتيجية التخويف لإبقاء الروس في صف واحد، فقد ألمح في خطابه، الأربعاء، إلى أن الروس الذين ليسوا معه "خونة" وهي من الكلمات التى تقشعر لها الأبدان في بلد لا يزال فيه القمع السياسي ونظام "غولاغ" (معسكرات الاعتقال في عهد ستالين) يعيشان في الذاكرة الحية.