عقد في اليونان مؤخراً "المؤتمر الطبي للصحة العامة" بالتعاون مع جمعية SCHORE (وهي جمعية علمية دولية للخبراء المستقلين في مكافحة التدخين والحد من الضرر) والتي تستهدف فتح حوار بناء للمساعدة في التوصل إلى نهج جديد لسياسات مكافحة التدخين حول العالم.
وقدم مجموعة من الأطباء المشاركين توصيات جاءت ضمن جلسة النقاش العلمية التي كانت بعنوان "نظرة جديدة للصحة العامة" وتم بثها على الموقع الرسمي لجمعية SCOHRE، حيث أكد الدكتور ديميتري ريختر، زميل الجمعية الأوروبية لأمراض القلب، ورئيس قسم أمراض القلب، بمستشفى يوروكلينك في أثينا، أن المملكة المتحدة تتبع نهج جديد يقوم على فكرة الحد من الضرر، وذلك ضمن إستراتيجية تستخدم الطب والسياسة الاجتماعية لتقليل الأضرار التي تلحق بالأفراد أو المجتمع نتيجة بعض السلوكيات أو الممارسات الخطرة التي لا يمكن تجنبها أو منعها تمامًا.
وأوضح ريختر أن اليابان، بعد أن كان بلدًا ذو معدل تدخين مرتفع جدًا، أصبح اليوم عدد المدخنين فيه أقل، وذلك نتيجة ازدياد منتجات التبغ الجديدة في الأسواق هناك.
فيما كشف أندرزيج فال، رئيس الجمعية البولندية للصحة العامة؛ ورئيس قسم الحساسية وأمراض الرئة والطب الباطني، ومدير معهد العلوم الطبية في وارسو، بولندا، أن العبء المالي للأمراض المرتبطة بالتدخين يقدر بحوالي 100 مليار دولار حول العالم، وأنه بالرغم من أن الضرائب المفروضة على السجائر في بولندا تشكل 80% من سعر السجائر، إلا أن ذلك لم يحل المشكلة.
أشار فال إلى ضرورة وجود تشريعات ضريبية مختلفة بين السجائر التقليدية والمنتجات البديلة، حيث أن تطبيق نفس التشريعات الضريبية على المنتجات التي تساعد من لا يستطيعون الإقلاع عن التدخين لتقليل الضرر أو إعطاء فرصة أخرى للإقلاع عن التدخين ليس هو الطريق الصحيح، مؤكدا أنه إذا تم تخفيض الضرائب على المنتجات المبتكرة، فسيوفر ذلك فرصاً لعدد أكبر من المدخنين للتحول إلى منتجات أقل ضررا، وأنه على صناع القرار أن يعرفون بأننا نخسر الكثير من المال كل عام إذا قمنا ببيع منتجات ضارة وخسرنا أكثر بكثير مما نكسبه من الضرائب.
أما كارل فاجرستروم، أستاذ فخري؛ ورئيس شركةFagerström Consulting ، السويد، وعضو مؤسس في SCOHREفأكد أن النيكوتين ليس المادة الأكثر ضررًا. موضحا أنه عملية احتراق التبغ تُنتج 6 آلاف مادة كيميائية، مضيفاً: "لا يبدو أن النيكوتين يسبب أمراض الجهاز التنفسي أو السرطانات ولا يزيد من انتشار أمراض القلب والأوعية الدموية، مشيراً إلى أن عدد الحالات التي تدخل المستشفيات في اليابان بسبب مرض الانسداد الرئوي المزمن أو أمراض القلب والأوعية الدموية يتجه إلى الانخفاض منذ حوالي عام 2015، ومن المحتمل أن يكون ذلك نتيجة لإدخال منتجات تسخين التبغ وليس الحرق في السوق اليابانية."