تعمل بعض شركات صناعة السيارات الكهربائية حول
العالم إلى زيادة إنتاج السيارات التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين، في الوقت الذي
يعارض فيه شركات كبرى مثل تيسلا Tesla
الفكرة باعتبارها باهظة الثمن وغير منطقية، تشير التوقعات إلى أن استثمارات صناعة
السيارات في السيارات الكهربائية سترتفع إلى 330 مليار دولار بحلول عام 2025،
مقارنة بنحو 225 مليار دولار في عام 2020، بحسب دراسة صادرة عن شركة أليكس بارتنرز
AlixPartners.
يكمن الاختلاف بين السيارات الكهربائية وسيارات
الهيدروجين في أن السيارات الكهربائية تعمل باستخدام البطاريات لتخزين الطاقة
الكهربائية وتشغيل المحرك، في حين تدمج سيارات الهيدروجين، الهيدروجين مع الأكسجين
لإنتاج الكهرباء، والتي تعمل بعد ذلك على تشغيل المحرك الكهربائي.
عارض الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، وقطب
السيارات الكهربائية، الملياردير إيلون ماسك، على مدار سنوات فكرة سيارات الهيدروجين،
ووصفها بأنها ”سخيفة للغاية”، خاصة وأنه يتربع على المرتبة الثانية في قائمة فوربس
لأثرياء العالم بثروة قدرها 263 مليار دولار، حسب التقديرات اللحظية يوم 9 يناير
2022 الماضى، حيث عبر عن انتاج الهيدروجين وتخزينه واستخدامه في السيارة، لا تقارن
بالطاقة الكهربائية، "لذلك من الواضح، أنها غير منطقية وسوف يتضح ذلك بعد
سنوات”.
واستكمالًا لذلك طرح الرئيس التنفيذي لمجموعة
فولكس فاغن Volkswagen
الألمانية لصناعة السيارات، رأيه قائلًا حان الوقت لكي يقبل السياسيون العلم، الهيدروجين
الأخضر ضروري للصلب، وعدد من الصناعات الأخرى لكن لا يجب أن ينتهي به الأمر في
السيارات"، مستكملًا وأشار إلى أن استخدام الهيدروجين في السيارات "باهظ
الثمن للغاية وغير فعال وبطيء ويصعب طرحه ونقله”.
من ناحيتها وصفت وكالة حماية البيئة الأميركية
المركبات التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين - والتي تُعرف أيضًا باسم المركبات
الكهربائية التي تعمل بخلايا الوقود - بأنها "صديقة للبيئة وتشبه المركبات
الكهربائية، بحيث أنها تستخدم محركًا كهربائيًا بدلاً من محرك الاحتراق الداخلي
لتشغيل العجلات".
وحتى الآن، انتجت شركات مثل تويوتا Toyota التي تستهدف طرح 15
طرازًا للمركبات الكهربائية بحلول عام 2025، و هيونداي Hyundai
مركبات تعمل بخلايا وقود الهيدروجي، بينما تعمل الشركات المصنعة الأصغر مثل Riversimple أيضًا على السيارات التي
تعمل بالهيدروجين.
من جانبها قالت شركة BMW
إنها بدأت في اختبار المركبات التي تستخدم محرك خلية وقود الهيدروجين، حيث وصفت
الشركة تقنية خلايا وقود الهيدروجين بأنها تتمتع ”بإمكانية مميزة"، وتعد شركة
BMW أكبر مؤيد للهيدروجين
بين شركات صناعة السيارات الألمانية، وطورت مؤخرًا نموذجاً أولياً لسيارة
الهيدروجين استناداً إلى سيارتها X5 SUV،
في مشروع تموله الحكومة الألمانية جزئياً.
قال نائب رئيس شركة BMW،
يورغن جولدنر، الذي يرأس برنامج السيارات التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية،
العام الماضي، إن شركة صناعة السيارات ستبني أسطولًا تجريبيًا يضم حوالي 100 سيارة
في عام 2022، وأن تكنولوجيا الهيدروجين باهظة الثمن، بحيث لا يمكن أن تكون قابلة
للتطبيق في السوق الاستهلاكية اليوم، وأن التكاليف ستنخفض مع استثمار شركات النقل
بالشاحنات في التكنولوجيا.
وأضاف أن BMW
رأت أن السيارات التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين "مكملة" لمجموعة
الطرازات الكهربائية للبطاريات المستقبلية، مما يوفر بديلاً للعملاء الذين لا
يستطيعون الشحن في المنزل، ويرغبون في السفر بعيدًا والتزود بالوقود بسرعة.
رغم رأي الرئيس التنفيذي لمجموعة فولكس فاغن،
هربرت ديس، الذي عارض فيه الفكرة بشكل شخصي، قالت علامة أودي التجارية المتميزة
للشركة، إنها جمعت فريقًا من أكثر من 100 ميكانيكي ومهندس كانوا يبحثون عن خلايا
وقود الهيدروجين نيابة عن مجموعة فولكس فاغن بأكملها، وقاموا ببناء عدد قليل من
السيارات النموذجية.
إلى جانب ذلك تعمل الصين على توسيع بنيتها
التحتية لتزويد الوقود بالهيدروجين، حيث يعمل العديد من شركات صناعة السيارات الآن
على سيارات تعمل بخلايا الوقود، بما في ذلك جريت وول موتور Great
Wall Motors، التي تخطط لتطوير
سيارات دفع رباعي تعمل بالهيدروجين.
الجدير بالذكر فتعتبر تقنية خلايا الوقود مكلفة
للغاية في الوقت الحالي للسيارات في السوق، حيث إنها معقدة وتحتوي على مواد باهظة
الثمن، وعلى الرغم من أن التزود بالوقود أسرع من إعادة شحن البطاريات الكهربائية،
وتعطي السيارات وقت عمل أطول من التقليدية، إلا أن البنية التحتية أكثر ندرة، وما
زال انتاج سيارات الهيدروجين متأخر جدًا في السباق، حيث يفضل معظم صانعي السيارات
إعطاء الأولوية للسيارات التي تعمل بالبطاريات لأنهم يرون أنها أسرع طريقة للوصول
إلى هدفهم الرئيسي المتمثل في إزالة الكربون.
لكن تقديرات شركة LMC
لاستشارات السيارات تشير إلى أن نماذج خلايا الوقود الهيدروجينية ستشكل 0.1% فقط
من المبيعات في أوروبا بحلول عام 2030، ولن تنطلق المبيعات إلا بعد عام 2035.
كما يشير تقرير EV Global
EV Outlook 2021 الصادر عن وكالة الطاقة
الدولية، إلى أن تسجيلات السيارات الكهربائية التي تعمل بخلايا الوقود ”أقل بثلاث
مرات من حيث الحجم من المركبات الكهربائية" وارجعت ذلك لعدم وجود محطات
للتزود بوقود الهيدروجين، وعلى عكس المركبات الكهربائية لا يمكن شحنها في المنزل”.