شاركت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية في افتتاح الندوة الافتراضية لمنتدى التمكين الاقتصادي للمرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD، وذلك بصفتها الرئيس المشارك للمنتدى. شارك في الندوة منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية UNIDO، وتم فيها التركيز على الممارسات الجيدة والسياسات الناجحة لتعزيز ريادة الأعمال للمرأة في القطاع الرقمي، كما استعرضت الندوة مشروعات اليونيدو بشأن تعزيز تمكين المرأة من أجل التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وخلال الندوة أكدت الدكتورة هالة السعيد أن تعزيز المساواة بين الجنسين والتمكين الاقتصادي للمرأة يعد محركًا رئيسيًا للسلام والاستقرار والتماسك الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشيرة إلى أن النساء في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحصل بشكل متزايد على تعليم جيد ومهارات رقمية، ويمكن لمشاركتهن القوية في التوظيف وريادة الأعمال والحياة العامة أن تساهم بشكل كبير في توفير الفرص للحكومات لإعادة اقتصاداتها إلى المسار الصحيح أثناء تنفيذ خطة 2030، ومع ذلك لا يزال يتعين على بعض البلدان أكثر من غيرها في المنطقة العمل على سد الفجوة الرقمية بين الجنسين.
تابعت السعيد أن الفجوة الرقمية بين الجنسين هى واحدة من العوائق الرئيسية التي لا تواجه المنطقة فحسب، بل في جميع أنحاء العالم، إذ تتمتع الإناث بقدرة أقل على الوصول إلى التكنولوجيا والإنترنت مقارنة بالذكور، ولا سيما في البلدان النامية، إذ تكافح الإناث من أجل الحصول على التكنولوجيا والوصول إلى الإنترنت.
وأكدت السعيد أنه وفقًا للنظام العالمي للاتصالات المتنقلة في عام 2020، فتقل احتمالية امتلاك النساء في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل للهاتف المحمول بنسبة 8٪، وأقل احتمالًا لاستخدام الإنترنت عبر الهاتف المحمول بنسبة 20٪ مقارنة بالرجال، مشيرة إلى أن الفجوة الرقمية تؤثر سلبًا على إمكانات البلدان للنمو الاقتصادي والتنمية، في حين أنه إذا تم ربط 600 مليون امرأة أخرى بالإنترنت في غضون ثلاث سنوات، فإن ذلك يمكن أن يتم ترجمته إلى ارتفاع في الناتج المحلي الإجمالي العالمي يتراوح بين 13 و 18 مليار دولار.
وأوضحت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية أن ريادة الأعمال الرقمية شهدت ارتفاعًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ففي عام 2017، وصلت نسبة كان سكان الشرق الأوسط ممن يستخدمون الإنترنت يوميًا إلى 88%، و 94٪ من السكان يمتلكون أجهزة الهواتف الذكية، ومشاركة 38٪ من السكان بنشاط على منصات التواصل الاجتماعي، وهذه الأرقام تمثل نسبة السكان الشباب في المنطقة، حيث يقع 60٪ من سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحت سن 30 عامًا، و 30٪ بين 15-29 عامًا.
وقالت السعيد إن المنطقة قد استفادت من صعود ريادة الأعمال الرقمية؛ لكن ظهرت بعض التحديات نتيجة للنمو المتسارع، فرائدات الأعمال أقل قدرة على الاستفادة من هذه الفرص لتحقيق مكاسب اقتصادية، حيث أنه بالنظر إلى نسبة الشركات الناشئة التي أسستها سيدات على مدار العشرين عامًا الماضية، نجد أن أقل من 10٪ من الشركات الناشئة أسستها نساء.
وأشارت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية إلى أن زيادة الفرص الرقمية أدى إلى خلق نظام بيئي تنافسي تتغير فيه الخدمات أو المنتجات وتتطور باستمرار؛ وهو ما يخلق مشاكل تتعلق بالاستقرار، وبقدرة رائدات الأعمال على تخطيط استراتيجيات الأعمال واستدامتها ، مؤكدة أن النجاح في الشركات الناشئة الرقمية يتطلب مهارات ومواهب محددة مثل محو الأمية الرقمية، وتقديم خدمات أو منتجات مبتكرة.
وأكدت الدكتورة هالة السعيد أن هناك حاجة إلى تغيير العقلية والعمل الجماعي في المنطقة من أجل إنشاء نظام بيئي لريادة الأعمال جاهز للثورة الرقمية، وهو ما يتيح تشكيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم وبالتالي زيادة مشاركة المرأة بها.
وأوضحت السعيد أنه مع مواءمة مصر لرؤيتها لعام 2030 مع أهداف التنمية المستدامة الأممية السبعة عشر، والاستراتيجية الوطنية المصرية لتمكين المرأة، فإن هناك تركيز واضح على تكافؤ الفرص والمساواة بين الجنسين، مشيرة إلى أن مجموعة الإجراءات والسياسات والبرامج والتشريعات التي تقوم بها الدولة لتعزيز التمكين الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي للمرأة، وضمان المساواة داخل المجتمع.
وقالت السعيد إن استراتيجية التحول الرقمي في مصر "مصر الرقمية" تضع الأسس لانتقال مصر إلى مجتمع رقمي، موضحة أنه لبدء هذا الانتقال وبناء اقتصاد رقمي قوي، فقد تم بناء الاستراتيجية على ثلاث ركائز رئيسية تبدأ بمحو الأمية الرقمية.
وفي ذات السياق؛ أشارت الدكتورة هالة السعيد إلى جهود المجلس القومي للمرأة، والتزام الحكومة المستمر بتطبيق السياسات والإصلاحات اللازمة لدفع أجندة النوع الاجتماعي، كما أشارت إلى إطلاق مبادرة "هي لمستقبل رقمي" التي تهدف إلى سد الفجوة الرقمية بين الجنسين.
تابعت الوزيرة أن التزام مصر بتمكين المرأة يتجلى أيضًا في تقديم برامج تدريبية مخصصة للقيادات النسائية، وآخرى لريادة الأعمال النسائية، والوصول إلى النساء في جميع محافظات مصر، بالإضافة إلى زيادة تمثيل المرأة في مجالس الإدارة بالمؤسسات المصرية، مشيرة إلى إصدار البنك المركزي المصري قبل يومين قرارًا يقضي بإلزام جميع البنوك بمنح النساء مقعدين على الأقل في مجالس إداراتها بهدف تمكينهم اقتصاديًا وتعزيز مبادئ الحوكمة.
وفي ختام كلمتها أكدت الدكتورة هالة السعيد أنه لتعزيز ريادة الأعمال للمرأة في القطاع الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ فإنه من المهم خلق بيئة مواتية والمساواة بين الجنسين، والمساهمة في بناء القدرات للمؤسسات المشاركة في تنمية ريادة الأعمال للمرأة وكذلك الخدمات التي تراعي الفوارق بين الجنسين، مشيرة إلى أنه على الرغم من ظهور رائدات الأعمال على مستوى العالم، فإن النساء يتخلفن عن الرجال في هذا المجال خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وأوضحت السعيد أن النساء تشكل نحو نصف إجمالي سكان العالم، وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تشكل النساء بها نسبة 49.7%، وهو ما يستدعي الاتحاد حول اعتقاد مشترك بأن لكل فرد الحق في تحقيق درجات متساوية من المشاركة والفرص بغض النظر عن الجنس من أجل مستقبل مستدام في المنطقة.