جيل جديد من «أزمة الطاقة» يصل أفريقيا
قريبًا أوروبا بلا ماكينات صرف آلي أو إنترنت
الصين ترفع إمدادات الفحم لأعلى مستوى
النمسا: الانقطاع الكهربائي ليس مُستبعدًا
مازالت اقتصادات ثلاث
دول كبرى في آسيا وأوروبا، تعاني من أزمة للطاقة، انطلقت من تغير المناخ، الذي
تسبب في انخفاض توليد الطاقة في كبرى الدول المُصدرة للنفط بنسبة 40%.
ويدفع العالم الآن، ثمن
السياسات المتطرفة تجاه البيئة، والتي أدت إلى تغيرات مناخية قد تُغير شكل
اقتصادات العالم في وقت قريب؛ نظرًا لتأثيرها على كُبرى الدول الاقتصادية عالميًا،
أبرزها الصين والهند في آسيا، بالإضافة إلى أوروبا، وأيضًا الولايات المتحدة
الأمريكية.
وتتمثل أزمة الطاقة العالمية
في انقطاع الكهرباء، ونقص إمدادات الفحم، نظرًا لزيادة الطلب عليه، وارتفاع تاريخي
في أسعار الكهرباء والفحم والغاز المُسال، وصاحب ذلك تجاوز أسعار النفط 80 دولارًا
للبرميل، في أعلى مستوى له في التاريخ.
وانعقدت قمة الأمم
المتحدة للتغير المناخي في جلاسجو، بحضور قادة العالم من نحو 200 دولة مختلفة،
لبحث تبعات أزمة تغير المناخ اقتصاديًا وإنسانيًا على العالم؛ حيث ينتظر العالم
نتائج النسخة الـ26 من القمة، والتي تأتي في أكثر الأوقات خطرًا تمر على كوكب
الأرض.
أوروبا تواجه
الأزمة الأكبر في تاريخها
تواجه أوروبا أزمة من كُبرى التحديات في تاريخها الحديث؛ حيث انتقل سوق
الغاز بها من وفرة في الإمدادات إلى قلق من احتمال وشيك بحدوث نقص حاد ومفاجئ، وذلك
إثر ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء بشكل جنوني، الأمر الذي يُنذر بمزيد من الأعباء على
الاقتصاد العالمي، والذي يعاني بالفعل من أزمات وتضخم.
وأفلست في بريطانيا 17 شركة، آخرهم 4 شركات منذ أيام قليلة، والذي يأتي
سببها الرئيسي أزمة للكهرباء التي ضربت أوروبا وغلاء أسعار الطاقة، لتضاعف من تداعيات
جائحة كورونا على النمو الاقتصادي للقارّة.
ووفقًا لصحيفة «20 مينوتوس»، فإن أوروبا تواجه في الأيام المقبلة، فترة طويلة
لانقطاع التيار الكهربائي، ولن يجد الأوروبيون أجهزة الصراف الآلي، ولن يكون هناك إنترنت،
ولا ثلاجات أو سخانات، و«تبدو الحياة شبه مرعبة».
الصين ترفع
طاقتها الإنتاجية من الفحم لمواجهة انقطاع التيار
في محاولة للهروب من
الأزمة، حاولت الصين وهي من كُبرى الدول المُصنعة والمُصدرة على مستوى العالم، في
تعويض نقص الطاقة برفع إمداداتها من الفحم لتوليد الكهرباء، وضغطت الحكومات على
عُمال المناجم لزيادة الإنتاج بسرعة ورفع الواردات، مما سمح لمحطات الطاقة والمستهلكين
الصناعيين الرئيسيين بالبدء فى إعادة بناء المخزونات.
وبدأت أزمة الطاقة في الصين
والهند في الانحسار، على الرغم من التهديدات التي تواجههم بنمو أبطأ واستمرار للمخاطر.
ووفقًا لوكالة
«بلومبرج»، لا يزال عدد قليل من المقاطعات الصينية يواجه انقطاعًا رئيسيًا في
التيار الكهربائي، نتيجة لإمدادات الوقود المحدودة، بانخفاض من حوالى 20 منطقة فى منتصف
أكتوبر، فى حين تراجعت أسعار الطاقة الفورية فى الهند مع معالجة النقص في الكهرباء.
«أسبوع بلا
كهرباء» في أفريقيا
ودخلت أفريقيا خارطة
نقص الطاقة حول العالم مؤخرًا؛ حيث أعلنت شركة «إيسكوم للكهرباء» المملوكة للدولة في
جنوب أفريقيا، عن انقطاع الكهرباء طوال الأسبوع من الساعة الخامسة صباحًا بالتوقيت
المحلي.
وأرجعت الشركة السبب وراء
القرار، هو عدم كفاية طاقة التوليد، وعدم القدرة على تجديد احتياطيات الطوارئ خلال
عطلة نهاية الأسبوع.
ولم يشفع لجنوب إفريقيا
كونها أكثر دول أفريقيا تصنيعًا، ووقفت أزمة الانقطاع المتكرر للطاقة عائقًا أمام
النمو.
ولم تسلم دولة زامبيا
من الأمر؛ فشهدت الدولة الغنية بالنحاس، انقطاعًا هي الأخرى للكهرباء في جميع
أنحاء البلاد بعد «مشكلة لم يتم تحديدها»، مما قد يُسبب ارتفاع تراجعًا في إنتاج معدن النحاس.
بدأت أزمة الطاقة فى اثنين
من الاقتصادات الرئيسية فى آسيا التى عانت من نقص الطاقة، ودفعت أسعار الوقود إلى الارتفاع،
وأثارت مخاطر تباطؤ النمو.. تأخذ طريقها إلى الانحسار.
النمسا: انقطاع
الكهرباء ليس مُستبعدًا
ولم تكن النمسة بعيدة عن تبعات هذه الأزمة العالمية؛ كشفت وزارة حماية المناخ
في النمسا، أن سيناريو انقطاع التيار الكهربائي ليس مستبعدًا فى البلاد، بسبب أزمة
الطاقة العالمية.
وقالت تقرير صادر عن الوزارة، إن انقطاع التيار الكهربائى قد يكون طويل الأمد،
وعلى نطاق واسع، كما يمكن أن يؤثر على العديد من البلدان في نفس الوقت، وقد تكون الآثار
بعيدة المدى.
وذكر التقرير أن السبب في ذلك، هو الافتراض بأن موجة البرودة الشديدة في أوروبا،
تؤدى إلى زيادة استهلاك الكهرباء، وتزيد القيود المفروضة على توليد الكهرباء، وهذا
بدوره يمكن أن يؤدى إلى «نقص الكهرباء».
أمريكا تتحرك
لخفض أسعار النفط
وفي تحرك جديد، بادرت الولايات المتحدة الأمريكية بمحاولات لحل الأزمة،
وطالبت من منظمة «أوبك» والتي تضم كُبرى الدول المًثدرة للنفط بالعالم، برفع
الإمدادات، في محاولة لسد نقص الإمدادات.
وقالت كارين جان المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن أمريكا تناقش مع لجنة التجارة
الفيدرالية خفض أسعار النفط.
فيما رفضت «أوبك» دعوات الرئيس الأمريكي جو بايدن لزيادة الإنتاج، وسط ارتفاع
أسعار الوقود، وأكدت أن لديها القدرة على زيادة الإنتاج بنفسها، إذا كان العالم
يحتاج المزيد من الطاقة؛ حيث وافقت على زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميًا
لشهر ديسمبر.