شارك المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية بدعوة من وزيرة الطاقة الأمريكية «جينيفر جرانهولم» ممثلا لمصر في فعاليات إطلاق المبادرة العالمية للوصول إلى صفر من الانبعاثات الضارة «Net Zero World Initiative» والتي أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية كمبادرة دولية تقوم على الشراكة مع دول العالم في إطار جهود الإسراع بالتحول إلى أنظمة الطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية، حيث أقيمت فعاليات إطلاق المبادرة في المركز الأمريكي بجلاسكو بحضور رفيع المستوى ممثلا في جون كيري مبعوث الرئيس الأمريكي للمناخ وجينيفر جرانهولم وزيرة الطاقة الأمريكية ولفيف من وزراء الطاقة في عدد من دول العالم.
وخلال فعاليات إطلاق المبادرة، شارك المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية في جلسة حوارية أدارتها وزيرة الطاقة الأمريكية وضمت وزراء البترول والطاقة في نيجيريا وأندونيسيا وأوكرانيا، حيث أكد «الملا» في كلمته خلال الجلسة، أن مصر تتبع استراتيجية طموحة تدعم الانتقال إلى الاستخدام الأنظف للطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية كجزء من رؤيتها للتنمية المستدامة «مصر 2030»، وأن هذه الاستراتيجية تتبنى حاليًا تنفيذ ثلاث أولويات في مقدمتها التوسع في استخدام الغاز الطبيعي كوقود انتقالي صديق للبيئة يدعم الانتقال إلى الطاقة النظيفة، وإعداد استراتيجية وطنية للتوسع في استخدام الهيدروجين كوقود نظيف، فضلا عن تنمية استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة والوصول لمزيج مناسب لاستخدام تلك الطاقات خاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وأوضح «الملا» أنه جرى العمل منذ عام 2016 على التوسع في استخدامات الغاز الطبيعي في مصر وهو ما تعكسه الزيادة في حجم استهلاكه والتي وصلت إلى 3 اضعاف الاستهلاك منذ عام 2000 ويمثل حاليًا 65% من استهلاك الهيدروكربونات مقارنة بنحو 40% في عام 2000، مشيرًا إلى أن ما تم تنفيذه من خطط طموحة شملت التوسع في توصيل الغاز الطبيعي للمنازل وإحلاله محل البوتاجاز بما يصل حاليًا إلى نحو 12.5 مليون وحدة سكنية تستخدم الغاز الطبيعي في مصر الى جانب تحويل اكثر من 400 ألف سيارة لتعمل بالغاز الطبيعي المضغوط والتوسع في استخدام الغاز الطبيعي بمختلف الصناعات وفي محطات توليد الكهرباء، حيث يتم استخدام الغاز الطبيعي حاليًا في نحو 90% من محطات توليد الكهرباء.
وأشار وزير البترول إلى أن مصر تقوم بإعداد خطة عملية طموحة لاستخدام الهيدروجين باعتباره مصدر وقود منخفض الهيدروكربون وتشمل التركيز على انتاج الهيدروجين الأزرق على المدى القصير والمتوسط وبالتالي إنتاج الهيدروجين الاخضر في النهاية، كما قامت بتبنى برنامج طموح للطاقة الجديدة والمتجددة يستهدف توليد 42% من الكهرباء بحلول عام 2030 من الطاقة الجديدة والمتجددة.
وأوضح أن التحديات الأساسية للتحول لاستخدام الطاقات الأنظف هو الحصول على التمويل وتطبيقات التكنولوجيات اللازمة للإسراع بالتحول إلى مصادر طاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية، مؤكدًا أهمية المبادرة التي أطلقتها الولايات المتحدة الامريكية كعامل رئيسي في التغلب على اثنين من أهم التحديات في هذا الصدد ومعاونة الدول في التحول السريع إلى استخدام الطاقات منخفضة الكربون، حيث أكد أن هذه المبادرة التي تحتوى على خارطة طريق واضحة المعالم مهمة للغاية في دعم جهود مصر في بعض المجالات اللازمة للتحول لاستخدام الطاقة منخفضة الانبعاثات خاصة فيما يتعلق باستخدام تطبيقات إزالة الكربون من الغاز المحترق «CCUS» وتكنولوجيات إنتاج ونقل وتخزين الهيدروجين وكذلك الوقود الحيوي.
وأشار إلى أهمية التعاون مع الولايات المتحدة في تطبيق هذه التكنولوجيات على نطاق واسع بما يسمح بتحقيق أهداف إتفاقية باريس للمناخ ودعم طموح مصر فى مجال تحول الطاقة.
وأكد «الملا» على التزام مصر بمواجهة التغير المناخي ومبادئ قمة المناخ معربًا عن تطلع مصر لنجاح القمة الحالية خاصة وأنها تتطلع لاستضافة قمة المناخ المقبلة «Cop27» بالنيابة عن القارة الأفريقية.