استقبل الفريق مُهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، رئيس الهيئة العامة الاقتصادية لمنطقة القناة، اليوم الخميس، ووفداً دبلوماسياً رفيع المستوى يضم سفراء عدد من الدول الأعضاء بالمنظمة البحرية الدولية "IMO"، وهي الصين وفيتنام وكوريا وتايلاند وذلك بالتعاون مع وزارتي النقل والخارجية بهدف تعزيز سبل التعاون المشترك والاطلاع على مستجدات مشروع قناة السويس الجديدة والفرص الاستثمارية الواعدة بالمنطقة الاقتصادية للقناة، وذلك بمركز المحاكاة والتدريب البحري التابع للهيئة بالإسماعيلية. رافق الوفد ممثلا عن وزارة النقل اللواء رضا إسماعيل رئيس قطاع النقل البحري ومن وزارة الخارجية السفيرة هالة الغنام مساعد وزير الخارجية للشئون الدولية.
في مستهل اللقاء، رحب الفريق مميش بالوفد الدبلوماسي معبراً عن تقديره لعلاقات الشراكة والتعاون المشترك مع هذه الدول الصديقة والتي تلعب دوراً رئيسياً في مجتمع الملاحة العالمي، حيث تجمعهم مصالح مشتركة لخدمة حركة التجارة العالمية تدعمها قناة السويس باعتبارها المرفق الملاحي الأهم في نقل حركة التجارة من الشرق إلى الغرب.
وأكد الفريق مميش أن الهيئة تتعامل باحترافية مع تحديات سوق المنافسة والطرق البديلة، وذلك من خلال مشروعات التطوير المستمرة بالمجرى الملاحي، وبفضل السياسات التسويقية المرنة التي تنتهجها الهيئة لجذب خطوط ملاحية جديدة لم تكن تعبر القناة من قبل، وهو ما يضمن للقناة أن تبقى على الدوام الطريق والأسرع والأكثر أماناً والاوفر اقتصادياً.
واستدل الفريق مميش على المكانة الرائدة للقناة في سوق النقل البحري الدولي، بأن القناة تستوعب 100% من تجارة الحاويات البحرية ما بين أسيا وأوروبا، كما حققت معدلات التجارة العابرة للقناة خلال أخر ثمان سنوات متوسط نمو سنوي بلغ 5.4%، وهي نسبة تفوق معدل نمو التجارة العالمية والذي سجل 3.4%، وهو ما يعني زيادة أعداد وحمولات السفن العابرة للقناة وإيرادات القناة بما ينعكس على تحسن الاقتصاد القومي. وأضاف بأن القناة قد حققت أعلى عائد سنوي في تاريخها عام 2018 مسجلة 5.7 مليار دولار بزيادة 450 مليون دولار بنسبة 8.5 % عن عام 2017.
وأشار رئيس الهيئة إلى أن الدولة المصرية تبنت استراتيجية عمل لتعظيم الاستفادة من الموقع الجغرافي الفريد لقناة السويس وذلك من خلال حفر قناة جديدة موازية للقناة الأصلية لزيادة مناطق الازدواج بالقناة ورفع كفاءتها في التعامل مع حالات الطوارئ وزيادة قدرتها على استقبال السفن العملاقة ذات الغواطس الكبيرة والتي تتجه أنظار ترسانات السفن العالمية نحو صناعتها للاستفادة من اقتصاديات الحجم.
وشدد رئيس الهيئة على أن قناة السويس الجديدة لم تكتسب أهميتها من الجدوى الفنية والاقتصادية فقط، بل من كونها باكورة المشروعات التنموية العملاقة في عهد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والتي تخطو بمصر نحو العودة للريادة السياسة والاقتصادية بالمنطقة، مشيراً إلى أن القيمة المضافة التي أضافتها القناة الجديدة وضعت مصر على خريطة طريق الحرير ضمن مبادرة "الحزام والطريق"، وجعلت منها بحق "هدية مصر للعالم".
وأوضح الفريق مميش أن القناة الجديدة نجحت في خلق حياة جديدة بالمنطقة من خلال إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة مثل مدينة الإسماعيلية الجديدة، وتدشين مشروع التنمية والممتد من بورسعيد شمالاً والعريش شرقاً حتى السويس جنوباً، ويتضمن العديد من المناطق الصناعية واللوجستية التي تدعم ستة موانئ واعدة، لتقديم خدمات تعتمد على مفهوم القيمة المضافة والتوزيع اللوجيستي على البضائع المنقولة عبر قناة السويس والتي تتجاوز المليار طن بضائع سنوياً، بما يجعل المشروع محط أنظار مستثمري العالم، لاسيما في ظل حزمة الحوافز الاستثمارية والتسهيلات التي تقدمها المنطقة لكافة المستثمرين.
خلال الزيارة، استمع الحضور إلى عرض تقديمي عن مشروع قناة السويس الجديدة ومشروع التنمية بمنطقة القناة تخلله مشاهدة مجموعة من الأفلام التسجيلية التي تروي تاريخ القناة وتوضح مكانتها الرائدة في خدمة حركة التجارة العالمية.
ثم قدم الفريق مُهاب مميش درع قناة السويس الجديدة للسفيرة هالة الغنام مساعد وزير الخارجية للشئون الدولية، و اصطحب السادة الضيوف في جولة ميدانية للتعرف على حجم الإنجاز على أرض الواقع، شملت عمل جولة بحرية في قناة السويس الجديدة وتفقد موقع الانفاق أسفل قناة السويس.