شهد مؤتمر سيتى سكيب مصر سلسلة من النقاشات الهامة التى تتناول أهمية الاستثمار الأجنبى المباشر وتأثيراته المستمرّة على القطاع العقارى فى مصر، حيث سلط خبراء القطاع العقارى الضوء على كيفية تأثير القوانين والأنظمة الجديدة وجهود شركات التطوير على قرارات المستثمرين المحليين والدوليين.
وعلى مدار يومى 20 و21 سبتمبر، استضاف فندق فور سيزونز نايل بلازا بالقاهرة فعاليات المؤتمر، حيث استعرض المتحدثون مدى تأثير التشريعات الجديدة على أسعار الأراضى، وتغيّر مشهد العقارات التجارية نتيجة لنموذج العمل الجديد.
وشارك كريم هلال، المدير الإقليمى لشركة كوليرز فى مصر خلال جلسات المؤتمر بعرض تقديمى عنوانه: تحفيز المستثمرين: هل مصر على أجندة المستثمرين العالميين؟ " .. وتعليقًا على مشاركته قال: "إن توفر مصادر التمويل وتنوعها لشراء العقارات يشكل عنصرًا أساسيًا فى المنظومة".
وأضاف: "تؤثر مصادر التمويل بشكل كبير على السوق بالنسبة لكلٍّ من شركات التطوير والعملاء، وتُعتبر العقارات من أكثر القطاعات ازدهارًا فى مصر، ما يوضح أهمية إلقاء الضوء على مختلف أنواع الأصول المتاحة للمستثمرين، والتى نأمل بتحويلها إلى تدفقات استثمارية داخلية".
وفى جلسة بعنوان: "الحديث حول أنواع الأصول فى مصر: لمحة من عام 2021 وما يليه"، ناقش خبيرا العقارات المهندس أشرف عز الدين، العضو المنتدب لمجموعة الفطيم العقارية المالكة لمشروع كايرو فستيفال سيتى؛ وأحمد الطيبى، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذى لشركة ذا لاند ديفلوبرز الآفاق الراهنة والمستقبلية للمشهد العقارى المتطور فى مصر.
وفى هذا الصدد، قال أشرف عزالدينّ: "بذلت الحكومة جهودًا متميزة لتنشيط القطاع العقارى وتسريع وتيرة إنجاز المشاريع الإنشائية فى العاصمة الإدارية الجديدة لدفع عجلة تطوير البنية التحتية فى الدولة، مما ساهم بتحفيز شركات التطوير العقارى المحلية والأجنبية على ضخّ مزيدٍ من الاستثمارات فى هذه المشاريع وتشجيع تدفّق المشترين".
وناقش عزّ والطيبى الموضوعات ذات الصلة من خلال العديد من أنواع الأصول، وتناول مسألة المساحات المكتبية التجارية فى ظل ازدياد الطلب على مساحات العمل المشتركة، وتعزيز أعمال الضيافة والسياحة فى المدن الجديدة بمصر، ومستوى أداء القطاع الصناعى واللوجيستى مع زيادة الطلب على التجارة الإلكترونية، ومدى مرونة القطاع السكنى، ودور مبادرة التمويل العقارى الجديدة التى طرحها الرئيس المصرى فى زيادة مبيعات العقارات فى جميع أنحاء مصر.
وطرح الدكتور محمد المكاوى، الرئيس التنفيذى لشركة سيتى إيدج للتطوير العقاري، تساؤلات حول التقدم المحرز فى مصر وتحديد الأهداف فى العقد المقبل فى جلسة نقاش تستشرف تأثير الاستثمار الأجنبى المباشر على الاقتصاد المصرى الحالى ودوره فى تشكيل ملامح المشهد العقارى.
ويُعد التأثير على الاستثمارات الأجنبية واستقطابها أحد العوامل العديدة التى تؤثر حاليًا على سوق العقارات المصرية، وتطرح نفسها مادةً للنقاش فى مؤتمر سيتى سكيب مصر الذى استقطب أكثر من 40 متحدثًا، ومن المتوقع أن يشارك فيه أكثر من 200 وفد من المعنيين فى القطاع.
وشهد مؤتمر سيتى سكيب مصر 2021 فى يومه الثانى والأخير سلسلةً من الجلسات الحوارية التى تناولت مواضيع الاستثمار الأجنبى المباشر وقطاع العقارات التجارية بشكل رئيسى، بعد برنامج حافل من العروض التقديمية والجلسات الحوارية التى سلطت الضوء على مختلف التوجهات الحالية للقطاع العقارى خلال اليوم الافتتاحى للفعالية.
وضم جدول أعمال اليوم الختامى للمؤتمر جلسة حوارية جمعت هشام طلعت مصطفى، الرئيس التنفيذى لمجموعة طلعت مصطفى وفتح الله فوزي، رئيس مجلس إدارة سيتى سكيب مصر وشركة مينا لاستشارات التطوير العقارى.
وفى هذا الصدد، قال هشام طلعت مصطفى: "السوق العقارى المصرى هو سوق واعد وكبير، وتقييمى الشخصى للمستقبل على مدار الثلاثين سنة القادمة هو مستقبل واعد جدا".
وأضاف: "أن التركيبة العمرية فى مصر للتعداد السكانى هى من سن صفر إلى 30 سنة وهم يمثلون 65 % من التعداد السكانى فى مصر وهو يعطينا طلبًا حقيقيًا لا يقل عن 30 مليون وحدة سكنية خلال الـ 30 سنة القادمة".
كما شارك هشام موسى، الرئيس التنفيذى لشركة ريدكون للمراكز التجارية والإدارية؛ وأحمد صوابى، المدير التجارى لـ آى سى جروب؛ ويوسف نجيب، مدير المبيعات فى مصر لدى آى دبليو جى، فى جلسة مشتركة تحت عنوان: "المكتب المتباين: إعادة رسم ملامح المكاتب فى مصر" استعرضوا خلالها طبيعة التحول فى مشهد المساحات المكتبية فى مصر خلال أزمة كوفيد-19 وما بعدها.
وفى هذا الصدد، قال موسى: "بالرغم من التأثيرات الاقتصادية للجائحة عالميًا إلا أن مصر حافظت على حراكها الاقتصادى وتطوره، وقد استفادت شركات التطوير العقارى من المتغيرات التى جلبتها الجائحة نظرًا للإقبال المتزايد على على العقارات التجارية والإدارية ما أسهم بتنشيط الأسواق، وبصفتنا مطور عقارى، توجهنا بشكل تام إلى تطوير مشاريع العقارات الإدارية والمكتبية للاستفادة من الطلب المتزايد واتساع فرص الابتكار فى هذا المجال، حيث أتاح الاعتماد على نموذج العمل عن بعد تقديم نماذج وتصاميم مطورة للمساحات المكتبية ومساحات العمل المشترك" .
وأضاف: "شهدنا تبنى المؤسسات لأشكال مختلفة من نماذج العمل عن بعد والعمل الهجين، مما أتاح لنا تقديم وحدات مدمجة لمواصفات العقار السكنى والمكتبى من أجل تلبية متطلبات الأفراد واحتياجاتهم المختلفة للعمل عن بعد، كما دفعت هذه التحولات لضم التكنولوجيا كركيزة أساسية لتطوير التصاميم الحديثة والمرنة" .
وبدوره، قال صوابى: "بالنظر لأرض الواقع نجد أن حجم الاستثمار فى المساحات المكتبية المشتركة قليل جدًا فى مصر، لدينا اليوم فى مصر 59 مركزًا للأعمال فقط أى أن المعروض لا يلبى حجم الطلب الحالى، مما يتيح أفقًا أوسع للاستثمار والتطوير فى هذا النوع من العقارات"، وأكد صوابى أن العائد على الاستثمار فى عقارات المكاتب المشتركة يساوى ثلاثة أضعاف العائد من العقارات المكتبية التقليدية".
كما اشتملت جلسات اليوم الختامى عرضًا تقديميًا رئيسيًا حول تمويل المشاريع قدّمه أنطوان الخورى، العضو المنتدب لشركة "تعمير".
وبعد انتهاء العروض التقديمية والجلسات الحوارية الصباحية، اتجه المندوبون والمتحدثون المشاركون فى المؤتمر لحضور جلسات سيتى سكيب إنتلجنس التفاعلية للتباحث بشأن آفاق العمارة فى مصر واستكشاف سُبل إسهام مشاريع التطوير الجديدة فى تنسيق العناصر الجمالية بما يتناسب مع الإرث التاريخى للدولة، فضلًا عن تسليط الضوء على ما يشهده قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة من ازدهار.
وتُعد شركة هوم تاون للتطوير العقارى، الراعى البلاتينى لمؤتمر سيتى سكيب مصر، فى حين تُعد شركة تعمير الراعى الذهبى للمؤتمر، وتُعتبر شركة كوليرز شريكًا داعمًا له، ويحظى المعرض المباشر بدعم وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية فى مصر؛ ومستقبل سيتى، الراعى الرئيسى؛ وصروح للتطوير العقارى، الراعى البلاتينى؛ وسكاى أبوظبى للتطوير، راعى تسجيل الزوار.
وجاء تنظيم مؤتمر سيتى سكيب المرتقب تمهيدًا لانطلاق معرض سيتى سكيب مصر الذى يستمر لأربعة أيام ويحتفى بالذكرى السنوية العاشرة لإطلاق الفعالية التى تنعقد هذا العام بين 22 و25 سبتمبر فى مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس.
تابعوا آخر أخبار العقارية على Google News
