يشهد سوق الأسمنت حالياً حالة من الركود النسبى فى حركة البيع
والشراء، تزامناً مع وجود فائض فى الانتاج بالسوق المصرى وصل إلى 30 مليون طن
بنهاية 2018، فضلاً عن زيادة حجم المعروض فى سوق الأسمنت بنسبة تصل إلى 20٪
وانخفاض حجم الطلب فى 2017 من 25 مليون طن إلى 7 ملايين طن فقط خلال عام 2018، وهو
الأمر الذى تباينت بشأنه ردود أفعال منتجى الأسمنت، حيث يرى البعض أن هذا الفائض
يُعد فرصة جيدة لشركات الأسمنت لتصديرمنتجها إلى الأسواق الإفريقية والعربية، فى
حين يرى البعض الآخر أن تلك الزيادة فى الإنتاج ستًجبر المنتجين على خفض الأسعار
لتصريف المخزون لديهم من الأسمنت مما يعود بالخسارة على مصانع الأسمنت فى النهاية.
وتعليقاً على ذلك، أكد المهندس سمير صبرى العضو المنتدب لشركة أسمنت
التعمير أن حجم استهلاك سوق مواد البناء من الأسمنت فى الفترة الحالية يصل إلى 54
مليون طن سنوياً، ومع دخول المصانع الجديدة مثل جنوب الوادى وأسمنت المصريين
وأسمنت السويدى قد يصل الفائض إلى أكثر من 30 مليون طن سنوياً، وهو الأمر الذى
يؤدى إلى خلق فرص تصديرية جديدة فى سوق الأسمنت إلى أسواق إفريقيا والدول العربية،
مشيرا إلى أن هناك زيادة فى حجم المعروض فى سوق الأسمنت تصل إلى 20٪ وانخفاض فى
حجم الطلب يصل إلى 5٪.
وأرجع «صبرى» ذلك إلى التوقف التام لاستهلاك الأسمنت فى قطاع البناء
العشوائى والفردى بعد أن اتخذت الدولة قرارات صارمة ضد البناء على الأراضى
الزراعية، سواء فى مناطق الدلتا أو الصعيد، مؤكداً أن عمليات البناء تقتصر حالياً
على المشروعات القومية، مثل مشروعات أنفاق قناة السويس ومشروعات المدن الجديدة
الكبرى مثل العاصمة الادارية الجديدة.
وتوقع «صبرى»، فى الوقت نفسه، تزايد معدلات استهلاك الأسمنت مستقبلاً
مع طرح مشروعات جديدة، سواء من جانب الدولة او القطاع الخاص، موضحاً ان انخفاض
أسعار الأسمنت ووصوله إلى 850 جنيهاً للطن جاء نتيجة فائض الإنتاج فى معظم
المصانع، ومشيراً إلى أن فائض الإنتاج بمصنعه «أسمنت التعمير» وصل إلى 200 ألف طن،
وهو الأمر الذى أدى لتصدير 3٪ من إنتاج المصنع إلى الدول الإفريقية.
كما أكد «صبرى» أن التكلفة الإنتاجية فى مصانع الأسمنت أصبحت فى
زيادة مستمرة نتيجة أن أغلبية قطع الغيار فى المصانع أصبحت مستوردة، فضلاً عن
زيادة رسوم المحاجر والزيادات المتتالية على رسوم الطرق وزيادة القيمة المضافة من
5٪ إلى 14٪ وارتفاع أسعار المازوت والفحم.
ومن جانبه، أكد اللواء مهندس كمال الدين حسين .. رئيس مجلس إدارة
شركة العريش للأسمنت أن سوق مواد البناء فى الفترة الحالية يشهد بالفعل حالة من
الهدوء النسبى فى حالات العرض والطلب بسبب زيادة حجم إنتاج عدد من المصانع خلال
الفترة الاخيرة، مؤكدا أن حجم الطلب على الأسمنت انخفض فى عام 2017 من 25 مليون طن
إلى 7 ملايين طن خلال عام 2018.
وأضاف كمال الدين أن فائض شركة العريش للأسمنت وصل بنهاية عام 2018
إلى أكثر من 400 ألف طن، مؤكداً أن الشركة تستهدف تصدير نحو مليون طن خلال العام
الجارى إلى بعض الدول الإفريقية.
واتفق المهندس مجدى عباس.. عضو مجلس إدارة بنى سويف للأسمنت، مع
الاراء السابقة فى أن سوق الأسمنت فى الفترة الحالية يشهد حالة من عدم الاستقرار
فى حركتى البيع والشراء، بسبب الفائض الكبير فى الانتاج، مما يترتب عليه اضطرار
المنتجين لخفض الأسعار، وهو الأمر الذى يؤدى إلى إلحاق الخسائر بشركات الأسمنت، متوقعاً
انخفاض أسعار الأسمنت خلال الفترة القادمة ليصل سعر الطن إلى 800 جنيه بسبب زيادة
فوائض الإنتاج فى المصانع.