سجلت أسعار سوق الذهب أعلى مستوياتها خلال 6 أشهر، بسبب أعياد
الكريسماس، فضلاً عن وجود مخاوف بشأن تباطؤ معدلات نمو الاقتصاد العالمى والإغلاق
الجزئى لبعض إدارات الحكومة الأمريكية، وهو ما دفع العديد من المستثمرين للإقبال
على المعدن الأصفر باعتباره الملاذ الآمن بشكل أكثر من الدولار، وعلى الصعيد
المحلى، شهدت أسواق الذهب فى مصر ارتفاع حجم المبيعات بسبب أعياد الكريسماس رغم
ارتفاع أسعار الذهب.
وتعليقاً على ذلك أكد إيهاب واصف.. نائب رئيس شعبة المشغولات الذهبية
بالغرفة التجارية بالقاهرة أن أسعار الذهب شهدت ارتفاعاً كبيراً خلال شهرديسمبر
2018 بنحو 51 دولاراً فى الأوقية، حيث وصل سعر الأوقية عالمياً إلى 1271
دولاراً مقابل 1221 دولاراً للأوقية خلال
الشهر السابق ، كما صعد المعدن الأصفر فى تسوية العقود الأمريكية الآجلة بنسبة
٪1.1 ليصل إلى 1271.80 دولار للأوقية.
وأضاف «واصف» أن حركة البيع والشراء فى سوق الذهب ارتفعت نسبياً فى
بعض المدن والمحافظات وخاصة محافظتى القاهرة والإسكندرية وبعض محافظات الصعيد،
بسبب زيادة حالات الارتباط والزواج خلال فترة أعياد الكريسماس، مشيراً إلى أن سعر
عيار 18 بلغ 546 جنيهاً للجرام، بينما وصل سعر عيار 21 إلى مبلغ 637 جنيهاً، ووصل
سعر عيار 24 إلى مبلغ 728 جنيهاً، بينما سجل سعر الجنيه الذهب 5096 جنيهاً.
وعن أسباب ارتفاع أسعار الذهب عالمياً، أوضح «واصف» أن أعياد
الكريسماس أحد الأسباب التى تؤدى إلى زيادة الإقبال على المعدن الأصفر، فضلاً عن
رفع البنك الفيدرالى الأمريكى لسعر الفائدة خلال الأسبوع لماضى، مما جعل العديد من
المستثمرين يلجؤون إلى الذهب باعتباره الملاذ الآمن بعد انخفاض سعر الدولار، وهو
ما أدى لتزايد إقبال المستثمرون على الاستثمار
فى سوق الذهب عالمياً مما أدى إلى ارتفاع أسعاره.
ومن جانبه أكد نادى نجيب.. سكرتير شعبة الذهب بالغرفة التجارية
بالقاهرة أن سعر الذهب فى مصر يرتبط بأسعاره فى البورصات العالمية، مشيراً إلى أن
الفترة الماضية شهدت حالة من الركود فى حركة البيع والشراء بنسبة تصل إلى أكثر من
٪80 بسبب ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتراجع القوة الشرائية، مدللاً على ذلك بأن
العام الحالى شهد حتى الآن دمغ ما يقرب من
33 طن ذهب فقط، وهى كمية ضعيفة مقارنة بالأعوام السابقة، والتى كان يتم
فيها دمغ أكثر من 300 طن من المشغولات الذهبية سنوياً.
وأضاف أنه لم يتم استيراد ذهب من الخارج بسبب تراجع المبيعات وارتفاع
سعر الذهب، مشيراً إلى أن إقبال العديد من المستهلكين على الذهب فى حالات الخطوبة
والزواج يكون على «الغوايش والخواتم» باعتبارها الأقل فى سعر المصنعية، بينما يفضل
المستثمرون شراء السبائك الذهبية بسبب انخفاض قيمة المصنعية إلى الحد الأدنى،
والتى تتراوح ما بين 2 إلى 8 جنيهات.
وأكد «نجيب» أن المشغولات الذهبية المصرية هى الأفضل والأكثر قدرة
على منافسة المشغولات الأجنبية، كما أن المصانع والورش المصرية قادرة على المنافسة
بالسوق العالمى، لكن المشكلة فى «عقدة الخواجة» لدى المصريين الذين يعتقدون أن أى
صناعة أجنبية هى أفضل من الصناعة المحلية.
وشدد «نجيب» على إمكانية نجاح تجار الذهب فى تصدير المشغولات الذهبية
للخارج، إذا تمَّ نقل تبعية الشعبة إلى وزارة التجارة والصناعة، باعتبارها القادرة
على التعامل مع مشاكل التصدير وتذليل العقبات أمام التجار.