البطريرك الـ118 يطالب بإدراج رحلة العائلة المقدسة فى مناهج التعليم.. واعتبار ذكراه عيدًا قوميًا
وزير السياحة والآثار يشارك فى احتفالية ذكرى دخول العائلة المقدسة إلى مصر
يحظى مسار رحلة العائلة المقدسة، باهتمام بالغ من قبل الأجهزة التنفيذية وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسى، والقيادات الدينية أيضًا خاصة قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، نظرًا لكونه مشروعًا سياحيًا من المتوقع أن يكون محل اهتمام العالم أجمع.
واجتذب «مسار العائلة المقدسة» اهتمامًا عالميًا كبيرًا فى أكتوبر 2017، بعد اعتبار بابا الفاتيكان المسار «رحلة حج مسيحى»، وفى مايو عام 2018 أُدرجت زيارة المسار بشكل فعلى ضمن زيارات الفاتيكان الرسمية.
من جانبه قال البابا تواضروس الثانى، إن مصر تتمتع ببركة كبيرة نتيجة زيارة العائلة المقدسة، فكثيرًا ما تعرضت لمحن فى أزمنة كثيرة وخرجت منها مرفوعة الرأس، مطالبًا وزارة التربية والتعليم أن تضم مسار العائلة المقدسة إلى مناهجها؛ لأنه أمر يفخر به كل مصرى، كما طالب بأن يكون عيد مجئ العائلة المقدسة لمصر عيدًا قوميًا.
وقدم البابا تواضروس الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى ولرئيس الوزراء وكافة الجهات المعنية بتطوير مسار العائلة المقدسة فى مصر، مشيدًا بانتباه الدولة المصرية بكل أجهزتها فى السنوات الأخيرة إلى مشروع تطوير مسار العائلة المقدسة، ذلك الكنز الموجود فى كتب التراث والتاريخ، مؤكدًا أن للمسار قيمة روحية وثقافية اقتصادية.
وأوضح البابا تواضروس أن مسار العائلة المقدسة يستطيع أن يقدم للعالم كله صورة لمصر ويخاطب العالم الغربى بلغته، ويخاطب العالم عن كيفية اهتمام مصر بهذا الأثر التاريخى والروحى، فضلًا عن كونه سبب بركة لنا.
ورحب الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار بدعوة قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية فى احتفالية ذكرى دخول العائلة المقدسة إلى مصر، حيث أقيمت الاحتفالية بمسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
كما حضر الاحتفالية السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، والدكتور على مصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية، والدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، واللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة، والأستاذة غادة شلبى نائب وزير السياحة والآثار لشئون السياحة، والدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذى لهيئة المتحف القومى للحضارة المصرية، والدكتور أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بوزارة السياحة والآثار، والمهندس عادل الجندى مدير عام الإدارة العامة للإدارة الاستراتيجية بالوزارة والمنسق الوطنى لمسار العائلة المقدسة فى مصر، بالإضافة إلى عدد أعضاء مجلسى النواب والشيوخ ورؤساء الجامعات وأحبار الكنيسة وكهنة جميع المناطق التى يشملها المسار.
وبدأت الاحتفالية بعرض فيلم وثائقى عن معهد الدراسات القبطية وأنشطة جامعة الزقازيق وبئر البسطا.
وخلال الاحتفالية ألقى الدكتور خالد العنانى كلمة استهلها بالتعبير عن حرصه البالغ على حضور هذه الاحتفالية كل عام كعادته للاحتفال بهذه الذكرى العزيزة على قلوبنا جميعًا، وهو اليوم الذى فتحت فيه مصر ذراعيها واحتضنت العائلة المقدسة التى وجدت بين أهلها الأمن والأمان لأكثر من ثلاث سنوات، وباركت خطاها أرضها من شمال سيناء مرورًا بالدلتا والقاهرة ثم ربوع الصعيد.
وأكد الوزير على أن رحلة العائلة المقدسة فى مصر مسار تاريخى وروحانى تتفرد به الكنيسة القبطية فى مصر، ومازالت نفحات تلك الرحلة المقدسة تملأ جنبات بلدنا الحبيب، ويتبارك الناس بزيارة الأماكن التى مرت بها.
وأضاف أن مسار العائلة المقدسة يعد أحد أهم المشروعات القومية التى تولى الدولة اهتمامًا كبيرًا بها منذ عدة سنوات بتوجيهات من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى ومتابعة مستمرة من دولة رئيس مجلس الوزراء، وتشارك فيه كافة أجهزة الحكومة بالتعاون مع الكنيسة المصرية، لافتًا إلى أنه قد سبق وأن أصدر دولة رئيس مجلس الوزراء قرارًا بإنشاء لجنة وطنية تضم كافة الوزارات والجهات ذات الصلة والكنيسة المصرية لمتابعة تنفيذ هذا الملف الهام.
وأشار وزير السياحة والآثار فى كلمته إلى المحاور الثلاثة التى تعمل من خلالها وزارة السياحة والآثار على هذا الملف السياحى العمرانى التنموى الهام والذى من شأنه أن يساهم فى تنمية المجتمعات المحلية المحيطة بطول المسار.
وتحدث الوزير عن المحور الأول الذى يتعلق بالشق الأثرى للمشروع وهو تطوير وترميم وصيانة وتوثيق المواقع الأثرية التى مرت بها العائلة المقدسة، مشيرًا إلى زيارته الأسبوع الماضى لتفقد مشروع تطوير شجرة مريم بحى المطرية.
وعن المحور الثانى، أوضح الوزير أنه يتعلق بتطوير ورفع كفاءة البنية الأساسية للمناطق المحيطة بنقاط مسار العائلة المقدسة والذى تقوده وزارة التنمية المحلية بالتعاون مع الكنيسة المصرية، لافتًا إلى أنه خلال العام الحالى قام مع وزير التنمية المحلية بافتتاح ٣ مشاريع لتطوير البنية التحتية على نقاط مسار العائلة المقدسة فى سمنود وسخا وتل بسطا، موضحًا أنه زار كنيسة السيدة العذراء والشهيد أبانوب بسمنود مرتين الأولى كانت عندما كان وزيرًا للآثار عام ٢٠١6 عند افتتاحها بعد الانتهاء من مشروع ترميمها والمرة الثانية عند افتتاح مشروع تطوير ورفع كفاءة المنطقة المحيطة بها هذا العام.
وخلال كلمته، أعلن وزير السياحة والآثار أنه خلال الأيام القادمة سيتم افتتاح مشروع تطوير شجرة مريم، وتفقد مشروع ترميم كنيسة جبل الطير بالمنيا.
وأضاف الوزير أن المحور الثالث يختص بالترويج لرحلة العائلة المقدسة سياحيًا، حيث تقوم الوزارة بتنظيم واستضافة العديد من الرحلات التعريفية من الشركات المتخصصة فى الحج وجمعيات الحج لزيارة مواقع المسار والترويج له وكان آخرها زيارة تعريفية لوفد سياحى إيطالى ووفد سياحى كنسى فرنسى أوائل عام 2020.
وفى نهاية كلمته، تقدم الدكتور خالد العنانى بالشكر لقداسة البابا تواضرس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ولقيادات الكنيسة المصرية ولجامعة الزقازيق على تنظيم هذه الاحتفالية، داعيًا الله أن تظل مصر التى احتمى بها السيد المسيح واحتضنت كافة الأديان أرضًا مباركة تفتح ذراعيها للجميع، ونموذجًا فى التعايش والتسامح، وتظل أرض الأمان والمحبة والسلام.