تابعت مصر باهتمام بالغ، رصد وتتبع الصاروخ الصيني (Long March 5B CZ- 5B)، الخارج عن السيطرة، والذي يدور حول العالم وسط توقعات بتدميره في أي لحظه وسقوطه على منطقة مأهولة بالسكان لم تحدد بعد.
ويمتلك المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية محطة لرصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي تم تدشينها في ديسمبر الماضى، تجري الآن التواصل مع الجانب الصينى الذى يربطه علاقة تعاون علمى مع المعهد لتبادل أى بيانات قد تتيح مشاركة المعهد في مراحل تفصيلية من مراقبة ذلك الصاروخ.
وبالتعاون مع الجانب الصينى يقوم المعهد حاليا بإنشاء محطة لرصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائى في مقر المعهد في حلوان، من المقرر أن تكون المحطة الثانية دوليا من حيث قطر التليسكوب، لتعزز إمكانيات مصر البحثية في مجال الفضاء ومراقبة الأقمار الصناعية، والتي تضيف للجهود التي تقوم بها مصر لدعم برامج الفضاء وخاصة بعد انشاء وكالة الفضاء المصرية عام 2018.
وبدأت مصر رصد الأقمار الصناعية منذ عام 1957 مع إطلاق اول مركبة فضائية روسية بنظام الكاميرات تطورت إمكانيات المعهد الى ان أصبحت اول محطة لرصد القمار الصناعية باستخدام اشعة الليزر عام 1981 والتي مازالت تعمل في حلوان أيضا.
وقال الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية،إنه من غير الواضح متى وأين سيهبط الحطام، بينما تشير البيانات المتاحة من مواقع مراقبة الأجسام الفضائية احتمالية اختراقه للغلاف الجوى للأرض يوم 9 مايو المقبل.
وأوضحت الدكتورة سوزان صمويل، الأستاذ المساعد بقسم أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد، في تصريحات صحفية، أن الصين كانت أطلقت أول وحدة لمحطة الفضاء الخاصة بها في المدار في وقت متأخر من يوم الأربعاء 28 ابريل 2021 حيث أطلق صاروخ لونج مارش 5 بي (Long March 5B) بنجاح وحدة تيانخه (Tianhe) التي تزن 22.5 طنًا من وينتشانغ (Wenchang) يوم الخميس بالتوقيت المحلي.
وأوضحت الدكتورة سوزان أنه تم تصميم Long March 5B خصيصًا لإطلاق وحدات محطة فضائية في مدار أرضي منخفض، ويستخدم بشكل فريد جزء اساسي (مرحلة اساسية) وأربعة معززات جانبية لوضع حمولته مباشرة في مدار أرضي منخفض، ومع ذلك فإن هذه المرحلة الأساسية هي الآن أيضًا في المدار ومن المرجح أن تقوم بإعادة الدخول غير المنضبط خلال الأيام المقبلة حيث يؤدي التفاعل المتزايد مع الغلاف الجوي إلى جذبها إلى الأرض.
انفصل تيانخه عن الجسم الرئيسي للقاذفة بعد 492 ثانية من الطيران، ودخل مباشرة مداره الأول المخطط له، لكن قاذفة البعثة (Long March 5B) وصلت أيضًا إلى المدار وتتجه بشكل غير متوقع إلى الأرض والتي يبلغ وزنها 21 طنًا تقريبًا وطولها حوالى 30 متر.
وتشير البيانات ان هذا الصاروخ يدور في مدار حول الأرض بارتفاعات تتراوح بين 160 الى 260 كم وبسرعة متوسطة تزيد قليلا عن 28 ألف كم مما يجعلة يكمل دورة كاملة حول الأرض في نحو 90 دقيقة في مدار بيضاوى.
وحيث إن الصاروخ يدور حول الأرض كل 90 دقيقة تقريبًا، بالتالي فإن تغيير بضع دقائق فقط في وقت العودة يؤدي إلى نقطة عودة على بعد آلاف الكيلومترات. كما ان الميل المداري لمرحلة Long March 5B الأساسية يقدر بـ41.5 درجة وهذا يعني أن جسم الصاروخ يمر شمالًا بعيدًا قليلاً عن نيويورك ومدريد وبكين وحتى جنوب تشيلي وويلينجتون نيوزيلندا، ويمكنه إعادة الدخول في أي نقطة داخل هذه المنطقة.
كما انه من المستحيل حتى الأن التنبؤ أين ومتى سيهبط Long March 5B. وتعتمد سرعة هذه العملية على حجم وكثافة الجسم كما تعتمد عل عدة متغيرات اخري منها التقلبات الجوية وعلي متغيرات اخري، والتي تتأثر نفسها بالنشاط الشمسي وعوامل أخرى.
وقد تحترق المرحلة الأساسية لـ Long March 5B في الغلاف الجوي للأرض عندما تسقط خارج المدار، لكن قطعًا كبيرة من الحطام يمكن الا تحترق عند العودة، بينما من المرجح أن يسقط الحطام في المحيطات التي تغطي معظم الكوكب ، فإنه لا يزال من الممكن أن يهدد المناطق المأهولة.