لم تنجح حتى الآن تحذيرات الجهات المختصة، في منع تداول بعض الأسماك السامة بأسواق الإسكندرية، رغم احتوائها على سموم في بعض أجزائها تؤدي إلى الوفاة.
ووفقا لمديرية التموين والثروة السمكية، فإن قائمة الأسماك السامة تضم "الصخرية، والعقرب، والقط، والبالون أو الفهقة، والبقرة أو الرقيطة، والبلامة، والقراض أو الأرنب".
ويكاد لا يمر أسبوع أو أكثر دون ضبط كميات كبيرة من هذه الأسماك السامة في الأسواق الشعبية بأحياء عروس البحر المتوسط مثل العطارين ومحطة مصر.
وللتعرف على أشكال تلك الأسماك وأضرارها، قالت الدكتورة ألطاف السيد، أستاذ بيولوجيا الأسماك والمصايد بقسم علوم البحار بكلية العلوم جامعة الإسكندرية، أن أخطرها هي سمكة "الأرنب"، لاحتوائها علي كميات من السم في الكبد والرأس تقتل من يتناولها في الحال.
وأضافت ألطاف السيد، أن باقي الأنواع كأسماك البقرة والبلامة والصخرية والعقرب تحتوي على أشواك سامة ومعظمها يتم تناولها في دول أوروبا، بعد تنظيفها بطريقة معينة، إلا أن المواطن المصري لا يعرف شكلها ويتم طهيها كما هي ما يتسبب في أضرار صحية بالغة لهم.
وأشارت إلي أن سمكة البقرة لديها شوكة سامة في الذيل يمكن قصها وتناولها بعدها دون أي خطورة، مشيرة إلي أن تلك الأسماك قد تؤذي الصيادين بجروح لا يتم الشفاء منها إلا بعد مدة طويلة.
وحذرت أستاذ بيولوجيا الأسماك والمصايد بقسم علوم البحار بكلية العلوم جامعة الإسكندرية، المواطنين من تناول بطن أو كبد الأسماك بصفة عامة، لاحتوائها علي معادن ثقيلة ناتجة عن التلوث الموجود بالبحرين الأحمر والمتوسط.
وفي سياق متصل، حذر مركز السموم بكلية الطب جامعة الإسكندرية، من الأسماك السامة خاصة سمكة الأرنب أو القراض والتي أسماها بـ "السمكة القاتلة"، مشيرا إلى أن البعض يقوم بصيدها وطرحها في الأسواق، رغم خطورتها الشديدة على صحة المواطنين.
وأشار المركز، إلى أن سبب تسمية السمكة بـ "الأرنب" لكونها تشبه الأرنب في شكل مقدمة الأسنان، فضلا عن أنه يجب سلخها قبل الأكل، ومحظور صيدها أو تناولها.
وأوضحت الدكتورة نانسي أسامة، بمركز السموم بالإسكندرية، أن السمكة تحتوي على غدد ذات نسبة سم عالية، لافتة إلى أن النسبة الأكبر من السم توجد بالكبد والأمعاء والخياشيم وتحت الجلد.
وحول أعراض الإصابة بسم سمك الأرنب، قالت "أسامة" أن المريض يصاب بصداع ودوار وغثيان فضلا عن حدوث تنميل مفاجئ في الوجه واللسان والشفتين، وارتخاء في العضلات والمفاصل.
وأضافت أن الأعراض الأكثر حدة تظهر في شكل آلام عضلية وهبوط في ضغط الدم وشلل مفاجئ وتوقف الجهاز التنفسي والتسبب في الوفاة، منوهة أن سم سمكة الأرنب لا يتأثر بالطهي ويظهر خلال مدة تتراوح بين ساعتين إلى 3 ساعات.
ووجه مركز السموم بطب الإسكندرية عدة نصائح هامة للمواطنين، خاصة لعدم وجود مصل مضاد لسم هذه السمكة، أبرزها تجنب تناول أسماك غير مضمونة المصدر، وعدم البحث عن أرخص الأنواع لأنه قد يكون مميت.
وأضاف المركز، أن البعض يقوم بسلخ سمكة الأرنب وبيعها على شكل قطع فيليه فلا يتمكن المواطن من التعرف عليها شكلها وتباع بأرخص الأسعار.
ومن جانبه، أوضح مصدر بمديرية التموين بالإسكندرية، أن المديرية تقوم بالتنسيق مع مباحث التموين والتجارة الداخلية بشن حملات مستمرة علي الأسواق، للتأكد من عدم وجود أي أسماك سامة، قائلا:«نظرا لطبيعة الإسكندرية كمدينة ساحلية قمنا بوضع بوسترات بحلقة السمك بالأنفوشي توضح أنواع وأشكال الأسماك السامة".
وأضاف المصدر أنه تم التنسيق مع شرطة المسطحات المائية وحرس الحدود لمصادرة أي كميات من الأسماك السامة مع الصيادين قبل وصولها للأسواق، محذرا المواطنين بالمدن الساحلية من شراء أسماك غير معروفة.