تعتبر منطقة الزمالك، أحد أرقى الأحياء السكنية، حيث تتخذ عدد من الدول مقرات للسفرات بها، بالإضافة إلى أنها المنطقة المحببة لكبار الفنانين والسياسيين، لموقعها المتميز وقربها من النيل ومناطق حيوية مثل المهندسين والدقى والعجوزة، ومنطقة وسط البلد، ويعرف عن الزمالك ارتفاع أسعار العقارات بها.
وكشف الدكتور رضا لاشين صاحب شركة «دار الخبرة» للمشروعات والتقييم العقارى، أن انخفاض أسعار الشقق السكنية فى منطقة الزمالك، يرجع لعدة عوامل أبرزها إنشاء محطة مترو الأنفاق، متوقعًا أن ترتفع أسعار التجارى والإدارى مجددًا بنسبة % 15، بعد أن انخفضت بسبب التوسع فى التجارة الإلكترونية والتى وصلت إلى معدلات غير مسبوقة، خاصة مع انتشار فيروس كورونا.
وعلى النقيض توقع المهندس فتح الله فوزى، رئيس مجلس إدارة شركة مينا للاستشارات العقارية، أن تعود منطقة الزمالك إلى رونقها بعد تطبيق قانون المصالحات، وذلك بسبب أن الوحدات السكنية التى تحولت إلى مقرات إدارية أو عيادات أو شركات سوف تعود سكنية وذلك بسبب تطبيق الدولة شرط عدم تغيير النشاط.
وأضاف أن محطة المترو لا تؤثر بشكل كبير على التركيبة السكنية أو تشكل عامل طرد للسكان، وإنما محور تنفيذى لتسهيل الوصول إلى الزمالك، مشيدًا بقوة الدولة فى تطبيق قانون المصالحات والذى من شأنه ضبط السوق العقارى.
وكشف محمد أيمن صاحب شركة الدول العربية للتسويق العقارى، عن كثرة المعروض للبيع والإيجار، بسبب رغبة بعض سكان الزمالك فى هجرتها إلى المناطق الجديدة، مشيرًا إلى أن الأسعار تتفاوت بشكل كبير سواء أكانت وحدات سكنية أو تجارية، أو كانت إيجار أو بيع، وأرجع هذا التفاوت فى الأسعار إلى عدد من المحددات، أهمهما بالنسبة للمحلات التجارية، المساحة الخاصة بالوحدة التجارية محل الإيجار أو البيع، موقعها فى العقار داخلى أم خارجى، الشارع المتواجد فيه الوحدة «الفيو».
أما عن محددات التفاوت فى أسعار الوحدات السكنية فقد أرجعها إلى حالة الوحدة السكنية من حيث التجهيزات والفرش والديكور، كذلك اسم الشارع واسم العمارة، علاوة على الفيو من الوحدة، وتبدأ أسعار الإيجار للوحدات السكنية من 10 آلاف إلى أن تصل إلى 25 ألف جنيه.
وقال أسامة الشيمى صاحب مكتب عقارات أن أسعار الوحدات السكنية والتجارية للإيجارات تراجعت أسعارها ما بين 25 – 30 % على إثر تداعيات أزمة كورونا، والتى تسببت فى توقف حركة نشاط التسويق العقارى فى الزمالك، لكن انخفاض الأسعار لم يشمل كل الشرائح لإيجارات الوحدات السكنية، لكنه يسرى فقط على شرائح الإيجارات العالية التى تتجاوز الـ 10 آلاف جنيه، فمثلًا الوحدة ذات الإيجار 20 ألفًا انخفض إيجارها بعد الأزمة إلى حوالى 15 أو 14 ألف جنيه، أما شرائح الإيجارات ذات الـ 5 أو 7 آلاف «غرفة وصالة وفرش قديم» مازالت متمسكة بأسعارها، ولذلك تبدأ أسعار الإيجارات من 10 آلاف إلى 25 ألف جنيه. وأضاف أن تطوير ممشى أهل مصر من الممكن أن يرفع الناحية الشرقية من الزمالك شارع أبو الفدا.
وأشارالشيمى أن انخفاض الأسعار كان نتيجة تداعيات كورونا وعودة عدد من الأجانب القاطنين بالزمالك إلى بلادهم، إضافة إلى توقف حركة السياحة، وهو ما أحدث زيادة فى عدد الوحدات الشاغرة، وبالتالى زيادة العرض وانخفاض الأسعار.
وقال سعد عثمان صاحب شركة تسويق عقارى بالزمالك إن الأسعار فى الزمالك تتفاوت بشكل كبير، ومن الصعب أن تتطابق حتى لو تطابقه المواصفات، لكن متوسط الأسعار الحالية لإيجارات الوحدات السكنية يتراوح بين 1000 دولار و2500 دولار أو ما يعادلها بالمصرى «التعاملات فى بعض الشوارع وعدد من العقارات يكون بالدولار»، أبرزها شارع «الجبلاية، المنتز»، وعدد من العقارات بمحمد مظهر وأحمد حشمت، وهى أغلى الشوارع فى الزمالك ويمكن ترتيبها على أساس الأغلى لتكون «محمد مظهر ثم أحمد حشمت ثم الجبلاية فالمنتزه».
وقال عثمان إن الزمالك تدريجيا سوف تتحول إلى تجارى وإدارى كالمهندسين والدقى بسبب هجرة الطبقة الكلاسيكية منها وتحول بعض الوحدات السكنية إلى إدارى بسبب قلة الإيجارات.
وذكر عثمان أن أسعار البيع للمحلات التجارية بين 20 إلى 60 ألف جنيه للمتر ويختلف على حسب الموقع والشارع، ففى شارع إسماعيل محمد كانت تتراوح بين 35 – 40 ألف جنيه للمتر، لكن بعد إنشاء محطة المترو هبط سعر المتر إلى أن تراوحت أسعاره بين 20- 25 ألف جنيه للمتر، بينما تبدأ أسعار الإيجارات للمحلات التجارية من 20 ألف جنيه فيما يزيد وتختلف باختلاف الموقع والمساحة، فعلى سبيل المثال تُقدر أسعار المحلات التجارية بمساحة 20 أو 25 مترًا مربعًا بموقع كلية الفنون والتربية الموسيقية ومربع مدرسة بورسعيد بما لا يقل عن 25 ألف جنيه شهريا، فى حين تراوحت أسعار إيجارات الوحدات السكنية فى الزمالك بين 10 إلى 20 ألف جنيه شهريًا.
وعن أسعار البيع للوحدات التجارية يبدأ سعر المتر من 30 ألف جنيه ويصل إلى 50 ألف جنيه، وغالبًا لا ينظر للمتر كأساس للبيع وإنما يتم تسعير الوحدة جملة واحدة، حيث تتفاوت الأسعار ما بين مليون و20 مليونًا، أما عن متوسط أسعار البيع للوحدات السكنية فى الزمالك من 10 آلاف جنيه سعر المتر «ولا يقل عن ذلك» إلى 50 ألف جنيه.
فيما أوضح اللواء محمد عقل، أن تنفيذ مشروع العجلة الدوارة أو ما يعرف بـ«BIG EYE»، فى منطقة الزمالك، سيكون نقطة تحول فى مسار المنطقة تماشيًا مع جهود تطوير كورنيش النيل ومنطقة ماسبيرو.
وأشار «عقل» إلى أن الشركة الوطنية هى التى تتولى تنفيذ هذا المشروع الحيوى، قائلًا إن الموقع سوف يكون أمام برج الجزيرة والنادى الأهلى وأمامها على ضفة النهر مبنى ماسبيرو ومنطقة الأبراج الجارى إنشاؤها خلفه، علاوة على تنفيذ منهما مبادرة «حكاية شارع»، وإنشاء موقع خاص بكافة الشخصيات التاريخية، ووضع لوحات فى الشوارع ذات التراث تحمل اسم المبادرة، وعلامة "QR" يجرى الشخص من خلالها "Scan" من الهاتف للتعرف على الشخصية ودورها وتاريخها.