في ظل تصاعد الأزمة بين شركة "أسترازينيكا" البريطانية- السويدية، ودول الاتحاد الأوروبي بسبب التأخر في توفير إمدادات اللقاح المضاد لفيروس كورونا، هددت كل من فرنسا وألمانيا واتخاذ إجراءات قانونية بحق الشركة.
وتعقدت الأزمة بين الاتحاد الأوروبي و"أسترازينيكا" بعدما قررت الشركة تأجيل تسليم اللقاحات المضادة لفيروس "كوفيد-19"، إلى دول التكتل بهدف تلبية الاحتياجات المحلية لبريطانيا أولا، في وقت تتهم فيه بلجيكا الشركة بعدم احترام تعهداتها.
وفي تصعيد جديد، قال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، كليمان بون، إن الشركة قد تواجه عقوبات ومشاكل قانونية، إذا تبين أنها أعطت الأولية عمدا لتوفير لقاح "أسترازينيكا" إلى المملكة المتحدة، بحسب صحيفة "ألجارديان" البريطانية.
ونقلت الصحيفة عن الوزير الفرنسي قوله إن الشركة تواجه اتهامات جدية، لا يمكن الاستخفاف بها، مضيفا "إذا فضلت أسترازينيكا بلدان أخرى علينا، مثل بريطانيا، فإننا سندافع عن مصالحنا".
وطالب بون المختبر الشهير باحترام العقود، لأن الأمر يتعلق بالتزامات قانونية وليست أخلاقية فقط، مهددا بتطبيق العقوبات وتنفيذ الشروط الجزائية في كل عقد.
وأشار إلى إمكانية اتخاذ كافة الإجراءات مثل التوقف عن دفع باقي مستحقات الصفقة، لكنه أكد أنه لن يدعم نظرية "المؤامرة" حاليا لحين انتهاء التحقيق الجاري لمعرفة ما سلمته الشركة لأوروبا وبريطانيا من لقاحات، مضيفا "إذا تبين أن هناك تفضيل متعمد لصالح البريطانيين.. ستكون هناك مشكلة حقيقية".
من جانبه، أكد وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير أن الشركة ستواجه عواقب قانونية إذا تبين أنها لم تحترم التزاماتها، مضيفا "لا يمكن لأي شركة تفضيل دولة أخرى على الاتحاد الأوروبي".
وفي الأسابيع الأخيرة، تصاعدت حدة الخطاب بين القادة الأوروبيين ومجموعة أسترازينيكا البريطانية التي تأخرت في تسليم جرعات لقاحها المضاد لفيروس كورونا، حيث أبلغت الشركة الاتحاد الأوروبي بأنها ستكون قادرة على توفير 25 مليون جرعة فقط من أصل 100 مليون يفترض تسليمها في الربع الأول من العام الجاري.
من جانبها ردت المفوضية الأوروبية بفرض آلية تسعى لتقييد تصدير اللقاحات المصنغة داخل أراضي التكتل إلى دول من خارجه، في ظل نقص إمدادات الجرعات بأوروبا، عقب تأخر شركة "فايزر" هي الأخرى في التسليم.
ومن المقرر عقد اجتماع موسع في ألمانيا يوم الاثنين وبين مصعني اللقاحات، عقب انتهاء التحقيق الأوروبي، لمناقشة التأخر في عمليات التسليم.