«الحظ لما يواتي يخلي الأعمى ساعاتي» مثل شعبي دارج على ألسنة المصريين للدلالة على غرائب الحظ السعيد فيما يُساق إليهم من الرزق، وبالقياس على هذا المثل الشعبي المتداول، تأتي عجائب الفوز بيانصيب الشهادات الادخارية والاستثمارية في مصر، فمن فوز ميت إلى مسجون بالمؤبد بشهادة الميونير من المصرف المتحد يبرز المثال المناسب لهذا المثل.
متوفي يربح أول يانصيب
حكايات الفوز الغريبة بالجوائز والشهادات الإدخارية واليانصيب لا تعد ولا تحصى في مصر، آخرها ما أعلنته مصادر مصرفية بالمصرف المتحد، وكشف فوز متوفي في أول سحب يجريه المصرف في يناير 2021، وهو الراحل مجدي ناشد مسعد قلديوس، الفائز بشهادة المليونير، والتي اشتراها قبل 19 عاماً من إعلان فوزه، بمبلغ 100 جنيه من فرع مدينة ميت غمر، وكان يأمل أن يفوز ويحقق حلم أبنائه بالمبلغ، غير أنه توفي لكن حلمه عاش، وفاز فعلاً باليانصيب، وقد اتصلت إدارة المصرف المتحد بأسرته ليتبين لها أنه متوفي منذ 2008 وأن الشهادة مفقودة منذ سنوات.
الحظ يعرف طريق سجن طرة
ومن غرائب الفوز بالجوائز المالية الكبيرة في مصر، كان فوز سجين محكوم عليه بالمؤبد في ليمان طرة لقتله حماته قبل زفافه بأيام، حيث كان يحيى حياة هادئة عاشها، قبل 30 عاما وبالتحديد، عام 1989، بعدما تخرج في الجامعة، وبدأ عمله كمدرس رياضيات، ثم تعرف على وحدة من زميلاته، وأعجب بها، وقرر خطبتها، وقد كانت تبادله نفس المشاعر، لكن والدتها كانت دائمة الشجار معه، نظرا لظروفه المادية التى لم تكن كما تريد حماته.
تحمل السجين كثيرا، في سبيل أن يتم زفافه، وظل ينتظر الأيام لتمر، وتم تحديد الفرح لزفافه فى 14 أكتوبر 1989، الفرحة تملأ قبله وتفيض على جميع معارفه، خطيبته مشغولة يتجهيزات الفرح، لكن حدث ما لا يتوقعه أحد، إذ تشاجر هذا الشاب مع حماته، فضربها ضربة أودت بحياتها على الفور، واتهم فى جريمة قتل والدة خطيبتى قبل زفافه بـ5 أيام، وبسببها حكم عليه بالمؤبد، وقضي 20 عاماً خلف الأسوار.
عشرون عاما قضاها الشاب سجينا داخل ليمان طرة، لم يتشاجر خلالها مع أحد من النزلاء، وفى عام 2005 قرر والده أن يساعده بأى شئ فاشترى الأب شهادة المليونير بقيمة 100 جنيه باسم ابنه عام 2005، وظلت الشهادة تدخل السحب الشهرية الذي يجريه المصرف، حتى فازت فى سحب يوليو 2009 بمليون جنيه التى تمنح مرتين سنوياً من خلال المصرف.
لم يتوقع السجين هذا الفوز، لكن الأمل الورجاء والدعاء فى كل صلواته، أن يعوضه الله عما حدث، وعن سنوات عمره التى قضاها خلف الأسوار بسجن طرة، استجابت له ارادة الله، وابتسم له الحظ مرة أخرى وقد فاز بتلك الجائزة، التى تم اخفاء خبر الفوز بها عنه لمدة شهور خوفا عليه من الفرحة.
وعندما تم الإفراج عنه فى 2009، بعد أن قضى ثلاثة أرباع المدة بالإفراج الشرطى لحسن السير والسلوك، تفرغ بعدها لتأسيس مشروعه الخاص فى التعليم وقتها، لمساعدة والده وإخوته الذين لم يتخلوا عنه طول فترة سجنه.
لاعب كرة قدم وثرى عربى
لم تكن هذه القصة الوحيدة والغريبة لمن فازوا بشهادة المليونير، فقد فاز اللاعب عمرو زكي بالشهادة العام الماضي، وتبرع بقيمة الشهادة كاملة إلى مستشفى سرطان الاطفال.
وهناك ثرى عربى من المملكة العربية السعودية، قام بشراء عدد كبير جدا من شهادات المليون، وبالفعل فاز فى احدى المرات وقام هو الاخر بالتبرع بقيمة الجائزة الى أحدى المستشفيات.