"الاتحاد الأوروبي" يُطالب "أسترازينيكا" بالالتزام بتسليم جرعات اللقاح في الموعد المحدّد


الثلاثاء 26 يناير 2021 | 02:00 صباحاً
عبدالله محمود

دعت رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، رئيس مجلس إدارة شركة أسترازينيكا، إلى فرض احترام جدول تسليم اللقاح الذي طوّرته الشركة ضدّ فيروس كورونا المستجدّ، بموجب العقد مع الاتحاد الأوروبي، بعد إعلان تأخر عمليات التسليم، بحسب ما أفاد متحدث باسمها.

وأعلنت الشركة البريطانية الجمعة، أن عمليات تسليم لقاح أسترازينيكا/أكسفورد الذي يُرتقب أن يُمنح الضوء الأخضر الأوروبي لاستخدامه في 29 يناير، ستكون أقلّ من المتوقع في الفصل الأول من العام بسبب "انخفاض" الانتاجية في موقع تصنيع.

وقال متحدث باسم المفوضية إن فون دير لايين "تحدثت هذا الصباح عبر الهاتف مع المدير العام لشركة أسترازينيكا باسكال سوريو وأكدت بوضوح كبير أنها تنتظر من أسترازينيكا احترام العقود والشروط المنصوص عليها في اتفاق الطلب المسبق".

وذكّرت رئيسة المفوضية مدير الشركة خصوصًا بأن "الاتحاد الأوروبي استثمر بمبالغ كبيرة في المختبرات تحديداً لضمان زيادة الانتاج قبل الموافقة على طرح (اللقاح) في السوق".

وأضاف المتحدث في مؤتمر صحافي "بالطبع يمكن أن تظهر مشاكل في انتاج لقاح معقّد، لكن ننتظر من الشركة إيجاد حلول واستخدام كل الاحتمالات الممكنة لتنفيذ عمليات التسليم بسرعة".

ومن المقرر، أن يتمّ التطرق إلى مسألة جدول تسليم اللقاحات الاثنين خلال اجتماع "اللجنة التوجيهية" للاتحاد الأوروبي التي تضمّ ممثلين للمختبر والدول الأعضاء.

من جانبها، وجهت المفوضة الأوروبية للصحة ستيلا كيرياكيدس الأحد إلى أسترازينيكا رسالة ذكّرت فيها بأن رفع قدرات الانتاج بالتوازي مع التجارب السريرية للقاح كان "أحد المبادئ المهمة في العقد"، بحسب متحدث آخر.

ولم تتحدث المفوضية في الوقت الراهن عن احتمال إطلاق اجراءات قانونية في حال عدم احترام العقد. 

وأضاف المتحدث أن "هذه الرسالة تشير إلى الالتزامات التي تقع على عاتق الشركة من حيث عمليات التسليم"، لكن "لا أعتقد أن الآن هو وقت المغامرة في محادثات قانونية. في هذه المرحلة، الأهمّ هو المناقشة لرؤية كيف يمكن حصول عمليات التسليم المنصوص عليها في العقد".

وطالب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الأحد شركتي أسترازينيكا وفايزر للأدوية بالتحلي بـ"الشفافية" حول أسباب تأخر عمليات التسليم. ووقعت المفوضية الأوروبية المكلفة التفاوض باسم الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، عقداً لوضع طلبات مسبقة للحصول على 400 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا/أكسفورد. 

ولدى هذا اللقاح ميزات مقارنة بلقاحات أخرى، إذ إن كلفة انتاجه أرخص وتخزينه ونقله أسهل، خصوصًا بالمقارنة مع لقاح فايرز/بايونتيك الذي يجب أن يُحفظ في درجات حرارة منخفضة جداً (70 درجة مئوية تحت الصفر

وفي وقت سابق، دافعت المفوضية الأوروبية عن استراتيجيتها للتطعيم ضد فيروس كورونا وسط انتقادات متزايدة في الدول الأعضاء بشأن ما وصفه بعضهم بـ "الإجراءات البطيئة " في تنفيذ حملات اللقاح ضد كورونا في جميع أنحاء دول التكتّل التي يبلغ عدد سكانها 450 مليون نسمة. 

وبدأت برامج التطعيم في دول الاتحاد السبع والعشرين، بوتيرة بطيئة وسارع بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي إلى إلقاء اللوم على الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي لما وصفوه بـ"الفشل" في تمكين توزيع الكمية المناسبة من الجرعات. 

ففي فنلندا، ورد أن السلطات الصحية قلقة بسبب أن السلطات لم تتلق سوى حوالي 40.000 جرعة في ديسمبر، بدلاً من 300.000 جرعة حسب ما كان مبرمجا.

من جهتها حذرت شركة الأدوية البريطانية أسترازينيكا الجمعة من أن إمدادات لقاحها المضاد لكوفيد-19 الى أوروبا ستكون "أقل مما كان متوقعا مبدئياً" بسبب انخفاض إنتاج موقع تصنيع تابع لها في بلجيكا. 

وكانت الشركة قد بدأت توزيع اللقاح الذي طورته بالتعاون مع جامعة أكسفورد في جميع أنحاء بريطانيا، لكن الاتحاد الأوروبي لم يمنحه بعدُ ترخيصًا بالاستخدام حتى الآن، ومن المتوقع أن يتخذ قراراً بهذا الشأن بحلول 29 يناير.

كما تعرضت الحكومة الألمانية مؤخرًا لانتقادات كبيرة بسبب برنامجها "البطيء" في شراء وتوزيع اللقاحات على السكان، رغم الوعود بالتحرك سريعًا في هذا الاتجاه. 

وحذر وزير الصحة الألماني ينس سبان من توجيه اللوم للحكومة بسبب البطء في توزع اللقاحات، وقال: "يجب أن نكون حريصين على ألا يصبح عام 2021 عام اللوم". 

مضيفًا " ينبغي أن تكون دول الاتحاد الأوروبي قادرة على معرفة ما إذا كان يتم تصدير اللقاحات من الاتحاد الأوروبي إلى دول أخرى وما هي تلك اللقاحات" موضحا في الوقت نفسه ".

ويستخدم استخدام لقاح أسترازينيكا بالفعل في بريطانيا وتمت الموافقة على استخدامه في حالات الطوارئ من قبل ستة بلدان ، بما في ذلك الهند وباكستان والأرجنتين والمكسيك.

ويعد لقاح أكسفورد-أسترازينيكا أساسيًا لجهود التطعيم لأن تكلفة إنتاجه أرخص ويمكن حفظه في درجة حرارة الثلاجة العادية. ورخّص الاتحاد الأوروبي حتى الآن للقاحي "فايزر-بيونتيك" و"موديرنا". 

وفي حين تم تطوير لقاحات فيروس كورونا والموافقة عليها بسرعة قياسية، إلا أن تسليم الدُفعات الأولى منها كان أقل مما أملت العديد من دول الاتحاد الأوروبي. فقد أعلنت فايزر عن تأخير في شحنات لقاحها في الأسابيع القليلة المقبلة بسبب أشغال في مصنعها الرئيسي في بلجيكا. وأعطت دول الاتحاد الأوروبي أكثر من خمسة ملايين جرعة لمواطنيها حتى الآن، وهدفها تلقيح 70 بالمئة من البالغين مع نهاية أغسطس.