بلومبرج: كبار المستثمرين والمؤسسات الأجنبية يتوقعون صدارة سوق الأسهم المصرية لأسواق المنطقة خلال عام 2018


الاثنين 12 مارس 2018 | 02:00 صباحاً

توقع تقرير حديث لبلومبرج أن تتضاعف الاستثمارات الأجنبية فى سوق الأسهم المصرية بعدما تخطت الـ 20 مليار جنيه منذ قرار تحرير سعر الصرف، تزامنا مع زيادة تلك الاستثمارات مع بدء الطروحات الحكومية للشركات الكبرى، ولفت التقرير الى أن ما يقرب من 500 من كبار المستثمرين والمؤسسات والصناديق الأجنبية يتوقعون أن تتصدر السوق ارتفاعات أسواق المنطقة خلال عام 2018 وجذب المزيد من الاستثمارات، على أن تبدأ أسهم الشركات الكبرى كشركات العقار والبنوك فى جذب استثمارات قوية.

وقال تقرير بلومبرج إن سوق الأوراق المالية فى مصر تمثل نقطة ساخنة فى الشرق الأوسط للطروحات العامة واكتتابات الشركات خلال عام 2018، وأكد التقرير اعتزام  7 شركات على الأقل لتنفيذ خطط الاكتتابات الأولية بحلول نهاية عام 2018، ويمثل هذا زيادة ملحوظة فى المتوسط الذى بلغ ثلاثة اكتتابات فى السنوات الثلاث الماضية، حيث أعرب المستثمرون الأجانب عن زوال قلقهم بشأن الاستثمار فى مصر بعد توافر العملة الأجنبية.

ونقل تقرير بلومبرج عن رئيس البورصة المصرية.. محمد فريد أن آفاق المزيد من الاكتتابات الأولية تبدو واعدة، حيث إن لدينا الكثير من الطلبات من مختلف الشركات مختلفة الأحجام، فى قطاعات متنوعة وقوية كالبنوك والنفط والعقار، وكلها شركات تبدى رغبة لطرح أسهمها.

وقال صلاح شما.. رئيس شركة فرانكلين تمبلتون إنفستمنتس وفقا لبلومبرج: إن قطاعات البتروكيماويات والبترول والخدمات المالية، بالإضافة إلى اللوجيستيات والنقل، ستمثل العمود الأساسى لطروحات الحكومة سواء من خلال زيادة نسبة أسهم الشركات المدرجة بالبورصة بالفعل أو طرح شركات جديدة، كشركة إنبى للبترول وشركتى ميدور وإيثيدكو، وشركتا مصر للتأمين ومصر لتأمينات الحياة التابعتان لقطاع الأعمال العام ستكونان من أهم الطروحات وبنك القاهرة الذى قدم طلب لإدراج 562.5 مليون سهم بقيمة اسمية 4 جنيهات للسهم.

وقال تقرير بلومبرج إنه من المتوقع أن يتحول اهتمام المستثمرين فى مصر من تجارة الفائدة والاستثمار فى أذون الخزانة إلى الأسهم بشكل متزايد، على أن تحتفظ اسثمارات أدوات الدين ببريقها، حيث إن معدلات الفائدة لازالت مرتفعة، لكن من المرجح أن تشهد الأسهم المصرية مزيدا من التدفقات من جانب المؤسسات والصناديق الاجنبية.

وقال سايمون كيتشن.. رئيس البحوث الاستراتيجية بالمجموعة المالية هيرميس فى مقابلة مع تليفزيون بلومبرج إنه مع مواصلة خفض أسعار الفائدة خلال العام، فإنه سيكون هناك تحولا إلى الأسهم، لاسيما أسهم القطاع الاستهلاكى  وقطاع العقارات والتى عانت طيلة العام الماضى بسبب ارتفاع التضخم، ولكن من المتوقع أن تتعافى بعض الشىء هذا العام.

وقال رئيس البحوث الاستراتيجية بالمجموعة المالية هيرميس إن تدفقات الاستثمار الأجنبى فى تزايد بشكل عام، مضيفا أن القطاع الخاص سيشهد تدفقات جيدة، وستشمل قطاعات أخرى بخلاف النفط والغاز، وأضاف أن تلك التدفقات الأجنبية قد تستغرق وقتا ليظهر تأثيرها على الاقتصاد المصرى، ولكن ما ينبغى متابعته الآن هو التعافى الأساسى من صعوبات عام 2017.

وتوقع تقرير بلومبرج أن تشهد البورصة المصرية تقديم 7 من الشركات الكبرى لعروض عامة أولية هذا العام لطرح أسهمها فى سوق المال ابتداء من شهر مارس الجارى، على أن يعقبه اكتتاب جديد آخر فى أبريل المقبل، تزامنا مع خمسة ادارجات جديدة بدءا من منتصف العام الجارى.

وكشف استطلاع بنك استثمار هيرميس الذى شارك فيه نحو 999 مشارك يمثلون 255 مؤسسة استثمارية كبرى حول العالم وكبار مسئولى 173 شركة من 26 دولة أن نحو ٪47 من المشاركين فى  الاستطلاع يتوقعون تفوق أداء السوق المصرية على أسواق المنطقة، حيث جاءت النظرة المتفائلة تجاه السوق المصرية قوية.

ولفت تقرير بلومبرج الى أن نتائج الاستطلاع تؤكد حالة الصحوة التى يعيشها الاقتصاد المصرى، فبعد تصدر البورصة المصرية لأداء أسواق المنطقة خلال عام 2017، توقعت الغالبية العظمى من المستثمرين والمؤسسات أن تتصدر السوق المصرية ارتفاعات عام 2018، فى إشارة الى توجه بوصلة الاستثمارات الأجنبية فى أسواق المنطقة، وقال التقرير إن سوق الأسهم المصرية شهدت تدفقات أجنبية كبيرة اقتربت من الـ 20 مليار جنيه منذ اتخذت السلطات قرارا بتحرير سعر الصرف فى نوفمبر 2016.

وقد سجل الأجانب غير العرب صافى شراء بقيمة 2 مليار جنيه كصافى استثمارات شرائية فى السوق المصرية خلال فبراير الماضى، بينما سجل العرب صافى شراء بقيمة 126 مليون جنيه بعد استبعاد الصفقات، والجدير بالذكر أن صافى تعاملات الأجانب غير العرب قد سجلت صافى شراء قدره 5.8 مليار جنيه منذ بداية العام.

وسجل الجانب صافى استثمارات شرائية خلال عام 2017 بلغت نحو 14 مليار جنيه، واستحوذت المؤسسات على ٪59من المعاملات فى البورصة وكانت باقى المعاملات من نصيب الأفراد، وقد سجلت المؤسسات صافى شراء بقيمة 827 مليون جنيه خلال فبراير.

وسجلت تعاملات المصريين نسبة ٪57 من إجمالى تعاملات السوق، بينما استحوذ الأجانب غير العرب على نسبة ٪31والعرب على ٪12، وذلك بعد استبعاد الصفقات، وتعد نسبة تداولات الأجانب قياسية خلال الشهر مقارنة بالفترات السابقة، حيث إن متوسط استحواذ الأجانب لم يكن ليتجاوز ٪15.

وارتفع مؤشر إيجى إكس 30 خلال تعاملات الشهر الماضى وفقا لتقرير بلومبرج ليغلق عند مستوى 15.4 ألف نقطة مسجلا ارتفاعا بلغ ٪2.9، بينما على جانب الأسهم المتوسطة فقد مالت إلى الانخفاض، حيث سجل مؤشر إيجى إكس 70 تراجعا بنحو ٪0.3 مغلقا عند مستوى 861 نقطة، أما مؤشر إيجى إكس 100 فسجل ارتفاعا بنحو ٪3.2 مغلقا عند مستوى 2.1 ألف نقطة.

وبلغ إجمالى قيمة التداول خلال الشهر نحو 33 مليار جنيه، فى حين بلغت كمية التداول نحو 5.2 مليار سهم  عبر 579 ألف عملية، وذلك مقارنة بإجمالى قيمة تداول قدرها 31.6 مليار جنيه وكمية تداول بلغت 5.4 مليار سهم عبر 585 ألف عملية خلال الشهر الماضى.

وقال التقرير: يعتزم حازم بركات.. رئيس شركة «بى بى بارتنرز» فى القاهرة طرح أسهم شركته فى سوق الأسهم، وقد استأجرت الشركة الآن مديرين للإشراف على بيع الأسهم التى يمكن أن تجمع حوالى 500 مليون جنيه «28 مليون دولار» فى الربع الأول من عام 2018.

وقال بركات إن المستثمرين الأجانب فقط فى السوق هم الذين  كانو لا يستطيعون الحصول على أموالهم، أما الآن وبعد التعويم  أصبحت  مصر على خريطة الاستثمار والناس ينظرون إليها على أنها مكان جيد لاستثمار أموالهم، الآن هناك فرصة للقيام الاكتتاب العام.

وقال التقرير إنه فى حين أن الزيادة فى الاكتتابات الأولية هى دفعة لثانى أكبر اقتصاد فى إفريقيا بعد سنوات من عدم الاستقرار السياسى والاقتصادى، فإن الحجم الكبير للطروحات الحكومية كبنك القاهرة سيعمل على تحفيز الأجانب على ضخ مزيد من الاستثمارات فى سوق الأسهم.

ونقلت بلومبرج عن صلاح شما.. رئيس شركة «فرانكلين تمبلتون إنفستمنتس» الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للأسهم فى مقابلة أنه لاتزال القيمة السوقية لمصر أقل، مما ينبغى مقارنة بالاقتصاد، ولاتزال السيولة منخفضة، على الرغم من التحسن الذى يحد من المشاركة الدولية فى السوق .

وأضاف رئيس شركة «فرانكلين تمبلتون إنفستمنتس» وفقا لتقرير بلومبرج أن هذا الأمر يجعل من الاستثمار فى السوق المصرى أمر مغر، وأن تحقيق الأرباح أمر فى حكم المؤكد، حيث إن القيمة الحالية للأسهم لا تعبر عن متانة وقوة شركات السوق التى تعد بين الأفضل فى الشرق الأوسط، خاصة قطاعات البنوك والعقار.

وقال مارك لورانس.. المحلل الاستثمارى وفقا لبلومبرج إنه مع تحسن كبير فى الاقتصاد الكلى المتوقع فى العام الجارى وتحسن فى شروط التجارة التصديرية التى تساعد الشركات الموجهة للتصدير، يتبنأ مهتمون عموما بالاستثمار فى مصر بشكل أكبر، إذا وجد فريقنا أفكارا جديدة مثيرة للاهتمام، وقال لورانس إن شركته مهتمة بالاكتتاب العام فى بنك القاهرة، فضلا عن الأسهم الموجهة للتصدير.

وقال  سيمون كيتشن.. الخبير الاستراتيجى لدى المجموعة المالية هيرميس إن مصر واحدة من الأسواق الأكثر ازدحاما فى المنطقة، ولكن انخفاض أسعار النفط وإعادة الهيكلة الاقتصادية الجارية، يعنى أننا من المرجح أن نرى الاكتتاب العام للأصول التى تسيطر عليها الدولة فى دول مجلس التعاون الخليجى أيضا، وينبغى أن تظل شهية عمليات الاكتتاب فى الأسواق الناشئة الأوسع نطاقا قوية فى عام 2018، إلا أن الرواج فى مصر سيكون أكثر.