التقى الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، ونائبه مايك بنس، مساء الإثنين في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، بحسب ما أفاد مسؤول أمريكي لوكالة فرانس برس. وقال المسؤول إنّ الرجلين اللذين لم يتحادثا منذ أعمال العنف التي شهدها الكونغرس الأربعاء "أجريا محادثات جيّدة"، في وقت يضغط فيه الديمقراطيون على بنس لعزل ترامب بموجب المادة الـ 25 من الدستور.
وأضاف المسئول، "لقد جدّدا التأكيد على أنّ أولئك الذين انتهكوا القانون واقتحموا الكابيتول الأسبوع الماضي لا يمثّلون حركة "أمريكا أولاً" التي يدعمها 75 مليون أمريكي"، مشيرًا إلى أنّهما "تعهّدا بمواصلة عملهما في سبيل البلاد حتى نهاية ولايتهما".
وجاء لقاء ترامب مع نائبه الذي جرى بعيدًا عن كاميرات وسائل الإعلام، بعد يوم من التحرك المكثف في الكونغرس الذي يقوده الديمقراطيون بهدف فتح إجراءات عزل ثانية ضد دونالد ترامب، المتهم بـ "التحريض على أعمال العنف التي ضربت مبنى الكابيتول.
وأكد المسؤول الأمريكي الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن الرجلين "ملتزمان بمواصلة عملهما من أجل البلاد حتى نهاية فترة تفويضهما".
على أرض الواقع، هذا يعني أن دونالد ترامب لا ينوي الاستقالة قبل موعد نهاية ولايته المقرر في 20 يناير- كانون الأول الجاري. كما يعني أيضاً أن نائب الرئيس لا ينوي الاستجابة لمطالب الحزب الديمقراطي الرامية إلى تفعيل المادة 25 من الدستور وإقالة الرئيس من منصبه.
وعلى الرغم من ضغوط سيّد البيت الأبيض على محيطه وداعميه، أعلن مايك بنس الأربعاء في رسالة أنه لن يعارض المصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية أمام الكونغرس، مما أثار حفيظة الرئيس وأنصاره. وكتب دونالد ترامب على تويتر بينما غزت حشود من مؤيديه مبنى الكابيتول "لم يكن لدى مايك بنس الشجاعة لفعل ما كان يجب أن يفعله لحماية بلدنا ودستورنا".
وأظهرت تسجيلات مصورة خلال "غزو الكابيتول" نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حشدا غاضبا يهتف "شنق مايك بنس".
وإذا كان هذا الاجتماع يعكس انخفاض التوتر بين الرئيس ونائبه، فإن الملياردير الجمهوري يظل مهددا بالعزل، في سن الـ 74 عاما. وهذه العقوبة في حال استطاع الديمقراطيون فرضها على ترامب ستبقى في تاريخ الولايات المتحدة ويمكن أن ترهن مستقبله السياسي.
ومن الممكن أن يصبح بالفعل ترامب، أول رئيس أمريكي يتم عزله من منصبه قبل نهاية ولايته بأيام من طرف الكونغرس، خاصة وأنه قد خضع من قبل لنفس الإجراء في الكونغرس بطلب من رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي.
وسينظر مجلس النواب في لائحة الاتهام التي تطال ترامب الأربعاء ومن المتوقع أن يصوت المجلس في نفس اليوم عليها. يقول المحللون السياسيون أنه من المنتظر أن يدعم عدد كبير من الديمقراطيين اللائحة بالإضافة دعم محتمل من بعض الجمهوريين الساخطين على ترامب. وهذا ما يجعل تبني اللائحة في مجلس النواب أمرا سهلا.
وهذا التصويت سيكون بمثابة الافتتاح الرسمي للإجراء الثاني لعزل الرئيس الأمريكي. لكن الشكوك لا تزال قائمة حول مسار ونتائج المحاكمة التي يجب أن تجري بعد ذلك في مجلس الشيوخ، ذات الأغلبية الجمهورية اليوم ولبعض الأيام لأن السيطرة المطلقة عليه من طرف الديمقراطيين لن تكون إلا بعد الـ 20 يناير- كانون الأول.
سيحتاج الديمقراطيون لتمرير مشروع العزل إلى حشد العديد من الجمهوريين لتحقيق أغلبية الثلثين اللازمة لعزل ترامب. ويحاول الديمقراطيون استخدام كل الوسائل المتاحة لهم في الدستور لعزل الرئيس لذلك يريد النواب الديمقراطيون بقيادة نانسي بيلوسي الموافقة على قرار مساء الثلاثاء يطالب نائب الرئيس مايك بنس بإقالة الرئيس من منصبه. ويتهم الديمقراطيون ترامب ومؤيديه في الكونغرس بالتواطؤ وقيادة أمريكا إلى الخطر لذلك يطالبون بالإطاحة به.
بيلوسي تسرّع مع الديمقراطيين إجراءات عزل ترامب وسط تحذيرات من اندلاع أعمال عنف جديدة في واشنطن
النواب الديموقراطيون يقدمون مشروع قرار يطالب نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس بتنحية دونالد ترامب
من جهتها، اتهمت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية القوية نانسي بيلوسي الاثنين مستأجر البيت الأبيض بـ "التحريض على تمرد قاتل"، كررت إنذارها لمايك بنس للرد "خلال 24 ساعة" على المطالبة بعزل ترامب في مجلس النواب. وخلال اجتماعه مساء نفس اليوم في المكتب البيضاوي مع ترامب، أوضح مايك بنس أنه لن يسلك هذا الطريق.
سيؤدي الرئيس المنتخب جو بايدن اليمين الدستورية في 20 يناير- كانون الثاني، على درج مبنى الكابيتول، مقر الكونغرس الأمريكي وسط حراسة مشددة. وانتقد بايدن الأربعاء الماضي البنتاغون لتأخره في إرسال الحرس الوطني خلال "غزو الكابيتول". وأعلن البنتاغون نشر 15 ألف جندي لحضور حفل التنصيب.
وفقًا للائحة الاتهام التي قدمها الديمقراطيون، شجع دونالد ترامب أنصاره على السير نحو مبنى الكابيتول هيل يوم الأربعاء الماضي أين أعلن مايك بنس رسميًا عن نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في الـ 3 نوفمبر- تشرين الثاني الماضي وفاز بها الديمقراطي جو بايدن ورفض نتائجها الرئيس المنتهية ولايته الجمهوري دونالد ترامب.
وجاء في لائحة الاتهام أن الرئيس المنتهية ولايته "حرض على العنف" و"عرّض أمن الولايات المتحدة لخطر شديد"، وبـ "سلوكه"، أظهر ترامب أنه "يشكل تهديدا للأمن القومي والديمقراطية والدستور إذا سُمح له بالبقاء في منصبه".
وينوي دونالد ترامب، المعزول عن موقع تويتر وبعض الشبكات الاجتماعية الكبرى بعد أن حذف حسابه بهدف تجنب تحريض جديد على العنف، زيارة ولاية تكساس الثلاثاء للإشادة بسياسته المتعلقة بالهجرة وبناء الجدار الحدودي مع المكسيك. ووسط العزلة الإعلامية وتخلي الكثير من المقربين منه في إرادته عنه بعد سلسلة من الاستقالات منذ اندلاع أعمال العنف يحاول ترامب تهدئة الوضع وانهاء الأيام القليلة المتبقية له على رأس أكبر قوة في العالم بعيدا عن الجدل بالرغم من صعوبة الأمر.