قال الرئيس الصيني شي جين بينج، اليوم الأربعاء، إن الصين تسير على الطريق الصحيح لتحقيق هدف النمو الاقتصادي بنحو 5% خلال العام الجاري، مؤكدًا أن بلاده ستتبنى سياسات اقتصادية كلية أكثر استباقية في عام 2026، في خطوة تعزز تعهدات بكين بتقديم مزيد من التحفيز لدعم النمو.
وأوضح شي، في خطاب بمناسبة رأس السنة الجديدة، أنه من المتوقع أن يصل الناتج المحلي الإجمالي للصين إلى نحو 140 تريليون يوان، ما يعادل قرابة 20 تريليون دولار، خلال هذا العام، مشيرًا إلى أن قطاعات، وعلى رأسها الدفاع والعلوم والتكنولوجيا، حققت مستويات جديدة من النمو.
الاقتصاد الصيني 2026
قال شي جين بينج، لكبار مسؤولي الحزب الشيوعي الصيني، إن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلاد يُتوقع أن يبلغ نحو 5% بعد عام استثنائي، حسبما ذكرت قناة CCTV.
ويعني ذلك أن الاقتصاد الصيني سيكون قد حقق هدف النمو الذي حدده صناع السياسات لعام 2025، مدعومًا جزئيًا بصادرات السلع، التي أظهرت مرونة ملحوظة على الرغم من الحرب التجارية المستمرة مع الولايات المتحدة.
ووبحسب القناة، لم يكشف شي عن أي سياسات محددة في رسائله بمناسبة رأس السنة الجديدة، لكنه تعهد بالعمل على تحسين جودة الاقتصاد مع الحفاظ على نمو معقول، مجددًا التزامه بمفهوم الازدهار المشترك.
مخاوف من تباطؤ الأداء في النصف الثاني
تعهد الرئيس الصيني باتباع سياسات اقتصادية كلية أكثر استباقية، في مسعى لتهدئة المخاوف بشأن التباطؤ الذي شهده ثاني أكبر اقتصاد في العالم خلال النصف الثاني من عام 2025.
وعلى الرغم من صمود الصادرات، تعثر زخم النمو الاقتصادي، متأثرًا بضعف الاستهلاك المحلي، واستمرار الضغوط الانكماشية، وأزمة قطاع العقارات الممتدة.
كما أن الفائض التجاري الصيني، الذي تجاوز تريليون دولار للمرة الأولى في نوفمبر الماضي، قد يؤدي إلى تصاعد التوترات مع الشركاء التجاريين، في وقت يدعو فيه بعضهم بكين إلى بذل جهود أكبر لإصلاح هيكل اقتصادها وتقليل اعتمادها على الصادرات كمحرك رئيسي للنمو.
وقال شي: «من المتوقع أن يتقدم اقتصاد بلادنا تحت الضغط، وهو ما يعكس مرونة وحيوية قويتين».
ويتوافق تعهد شي بشأن السياسة الاقتصادية مع اجتماع اقتصادي عُقد هذا الشهر لتحديد جدول الأعمال، حيث تعهد القادة الصينيون بالحفاظ على سياسة مالية استباقية في العام المقبل، بما في ذلك تبني إجراءات خاصة لتعزيز الاستهلاك.
وأقر القادة بوجود خلل بارز بين قوة العرض المحلي وضعف الطلب، مؤكدين الحاجة إلى معالجة هذا التفاوت.
وقال شي إن الصين ستعمل على تحقيق تحسين نوعي فعال ونمو كمي معقول في الاقتصاد، مع الحفاظ على الانسجام والاستقرار الاجتماعيين.
السعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي التكنولوجي
أكد شي أن الصين نجحت في دفع عجلة التنمية من خلال الابتكار التكنولوجي، واصفًا البلاد بأنها واحدة من الاقتصادات التي تتمتع بأسرع قدرات الابتكار نموًا.
ويعكس التركيز المتزايد على العلوم والتكنولوجيا سعي بكين المستمر لتحقيق الاكتفاء الذاتي التكنولوجي، في ظل احتدام المنافسة مع الولايات المتحدة، التي تحاول الحد من وصول الصين إلى أدوات وتقنيات تصنيع الرقائق المتقدمة.
وأشار شي، إلى أن الصين شهدت طفرة في الإنجازات الابتكارية، من بينها تحسينات في نماذج الذكاء الاصطناعي للغات الكبيرة، إلى جانب اختراقات جديدة في تطوير الرقائق المستقلة.
الصندوق الكبير في الصين
ضخت الدولة موارد كبيرة لبناء سلسلة إمداد محلية مكتفية ذاتيًا لأشباه الموصلات، بما في ذلك استثمارات بمئات المليارات من اليوانات عبر الصندوق الكبير، الذي أطلق مرحلته الثالثة في عام 2024 برأسمال بلغ 344 مليار يوان.
وذكرت وكالة رويترز هذا الشهر أن علماء صينيين يعملون على نموذج أولي لآلة قادرة على إنتاج رقائق متطورة، وهو إنجاز أمضت واشنطن سنوات في محاولة منعه.
الأسواق تختتم العام بأداء قوي
اختتمت الأسواق المالية الصينية العام بأداء قوي، إذ سجل مؤشر شنغهاي المركب، إلى جانب مؤشر CSI300، أفضل أداء سنوي لهما منذ عام 2019، بارتفاع سنوي بلغ نحو 18%، وهو أعلى مستوى في خمس سنوات.
كما تجاوز اليوان الصيني مستوى 7 يوانات للدولار، وهو مستوى ذو دلالة نفسية، للمرة الأولى منذ عامين ونصف، ويتجه لتحقيق أكبر مكسب سنوي له منذ عام 2020.
وخصصت الحكومة المركزية 62.5 مليار يوان من عائدات سندات الخزانة الخاصة للحكومات المحلية، لتمويل برنامج استبدال السلع الاستهلاكية في العام المقبل، والذي يهدف إلى تحفيز الإنفاق عبر تقديم إعانات للمستهلكين لاستبدال الأجهزة المنزلية.
وأصدرت هيئة التخطيط الحكومية الصينية خطط استثمار مبكرة لعام 2026، تشمل مشروعات كبرى بتمويل من الميزانية المركزية يُقدّر بنحو 295 مليار يوان.
الصين
شي
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض