شهدت أسواق المعادن النفيسة تحولات دراماتيكية مع تسجيل الذهب قفزة سعرية هائلة بلغت 66% خلال عام واحد، حيث تجاوز حاجز الـ 4000 دولار للأونصة لأول مرة في تاريخه خلال أكتوبر الماضي.
ويستقر السعر الفوري حاليا عند مستويات 4378 دولارا، ما يجعل عام 2025 ثاني أفضل أعوام الذهب أداء منذ عام 1979.
سباق التوقعات.. هل الـ 5000 دولار هي المحطة القادمة؟
تتسابق المؤسسات المالية العالمية في رسم سيناريوهات "انفجارية" لأسعار الذهب خلال العامين القادمين.
جيه بي مورغان: يتوقع وصول الأونصة إلى 5000 دولار بنهاية 2026، مع احتمال ملامسة 5400 دولار بحلول نهاية 2027.
جولدمان ساكس: يرى زيادة بنسبة 20% لتصل الأسعار إلى 4900 دولار بنهاية 2026.
يو بي إس (UBS): يرجح بلوغ مستوى 5000 دولار بحلول سبتمبر 2026، محذرا من أن أي اضطرابات
سياسية مرتبطة بانتخابات التجديد النصفي للكونغرس قد تدفع المعدن إلى 5400 دولار.
المحركات الخفية.. لماذا يهرب العالم من "العملات الورقية"؟
يرجع الخبراء هذه الموجة الاستثنائية إلى مزيج من المخاوف التجارية، وتراجع الثقة في الدولار الأمريكي، وزيادة وتيرة مشتريات البنوك المركزية. وتبرز عوامل أخرى تدفع المستثمرين للتحوط، منها:
السياسات المالية المتهورة
يؤدي ارتفاع الدين العام والإنفاق الحكومي الضخم في الاقتصادات الكبرى إلى تدهور سريع في قيمة العملات الورقية.
لغز السندات والفائدة
رغم خفض الفائدة، ترتفع عوائد السندات طويلة الأجل بسبب مخاوف التضخم، مما قد يضطر الفيدرالي الأمريكي للجوء إلى سياسة التحكم في منحنى العائد، وهو ما يصب في مصلحة الذهب والفضة.
سوق العمل الهش
تشير التوقعات إلى قيام الفيدرالي بخفض الفائدة مرتين في 2026 استجابة لضعف سوق العمل، وسط شكوك بأن بيانات الوظائف قد أخفت حقيقة فقدان أكثر من 200 ألف وظيفة.
جيوسياسة الذهب.. حروب وتوترات تعيد صياغة المشهد
لا تزال "علاوة المخاطر الجيوسياسية" جزءا أصيلا من سعر الذهب الحالي، مع استمرار الحرب في أوكرانيا، وتقلبات الشرق الأوسط، والمواجهة بين واشنطن وفنزويلا. وبالتوازي مع ذلك، يواجه مؤشر الدولار مخاطر خسائر إضافية بعد تراجعه بنسبة 10%، مدفوعا برغبة الحكومة الأمريكية في إضعاف العملة لدعم قطاع التصنيع.
البنوك المركزية والمستثمرون.. الذهب يتفوق على السندات الأمريكية
في تحول تاريخي، تجاوزت حصة الذهب في احتياطيات البنوك المركزية حصة سندات الخزانة الأمريكية للمرة الأولى منذ عام 1996، حيث يمثل الذهب الآن نحو 28% من إجمالي الاحتياطيات.
كما سجلت صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) طفرة ملحوظة؛ حيث بلغت حيازاتها نحو 98.41 مليون أونصة، وهي أقوى تدفقات صافية منذ عام 2009.
ومع التقييمات المرتفعة لأسهم الذكاء الاصطناعي، يجد المستثمرون في الذهب الملاذ الأكثر أمانا وجاذبية في ظل ضبابية المشهد الاقتصادي العالمي.
تابعوا آخر أخبار العقارية على Google News
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض
