السعودية ترسم الخط الأحمر للإمارات.. ماذا يحدث بين الرياض وأبو ظبي على أرض اليمن؟


الجريدة العقارية الثلاثاء 30 ديسمبر 2025 | 01:03 مساءً
السعودية والإمارات
السعودية والإمارات
محمود علي

دخلت الأزمة اليمنية منعطفا سياسيا وعسكريا هو الأخطر من نوعه، بعد سلسلة من القرارات السيادية التي اتخذها مجلس القيادة الرئاسي، تزامنت مع تدخل عسكري مباشر من القوات الجوية للتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية ضد تعزيزات عسكرية قادمة من دولة الإمارات.

ساعة الصفر والغارات الجوية

بدأت شرارة التصعيد حينما نفذت قوات التحالف الجوية "عملية عسكرية محدودة" استهدفت كميات ضخمة من الأسلحة والمركبات القتالية في ميناء المكلا.

وأفادت التقارير بأن هذه الشحنات أفرغت من سفن قادمة من ميناء الفجيرة الإماراتي، بعد أن عمدت أطقمها إلى تعطيل أنظمة التتبع لتمرير الدعم العسكري لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي.

وأكدت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن العملية نفذت بدقة لحياد خطر هذه الأسلحة، دون وقوع أضرار جانبية.

قرارات رئاسية "خارج التوقعات"

ردا على سيطرة قوات الانتقالي الجنوبي على مناطق واسعة، اتخذ رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، إجراءات استثنائية شملت إعلان حالة الطوارئ في البلاد لمدة 90 يوما، وفرض حظر شامل (جوي وبحري وبري) على كافة الموانئ والمنافذ لمدة 72 ساعة.

وفي خطوة هي الأبرز، قرر المجلس إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع دولة الإمارات، موجها إنذارا رسميا بضرورة خروج كافة القوات الإماراتية من الأراضي اليمنية خلال مهلة لا تتجاوز 24 ساعة،.

الرياض ترسم "الخطوط الحمراء"

من جانبها، أعربت المملكة العربية السعودية عن موقف حازم، حيث وصفت وزارة خارجيتها التحركات الإماراتية والضغط على قوات الانتقالي للقيام بعمليات عسكرية قرب حدود المملكة الجنوبية في حضرموت والمهرة بأنها "تهديد للأمن الوطني السعودي" و"خط أحمر" لا يمكن السكوت عنه.

ودعت الرياض أبوظبي صراحة إلى الاستجابة لمطالب الحكومة اليمنية بالانسحاب ووقف أي دعم مالي أو عسكري لأطراف خارج إطار الدولة، مع تغليب مبادئ الأخوة وحسن الجوار.

جذور الصراع ومستقبل الجنوب

تأتي هذه التطورات في ظل سعي المجلس الانتقالي الجنوبي لإعادة إحياء دولة جنوب اليمن التي كانت مستقلة قبل عام 1990، وهو ما تسبب في تأجيج التوتر بين القطبين الرئيسيين في التحالف (الرياض وأبوظبي).

وفيما أكد الرئيس العليمي أن "القضية الجنوبية عادلة" وفي صلب مشروع الدولة، إلا أنه شدد على أنه لا يحق لأي طرف توظيفها لتحقيق أهداف سياسية عبر فرض الأمر الواقع بالسلاح، داعيا قيادة الانتقالي لتحكيم العقل والانسحاب السلمي من المحافظات التي سيطروا عليها مؤخرا.