قمة تاريخية لأسعار النحاس.. التحفيز الصيني ونقص الإمدادات يقودان المعدن الأحمر نحو مستويات غير مسبوقة

شهدت أسواق المعادن العالمية قفزة تاريخية في أسعار النحاس، حيث سجل المعدن الأساسي في قطاعات الكهرباء والتحول الطاقي مستويات قياسية غير مسبوقة، متجاوزا حاجز 11,735.50 دولارا للطن في بورصة لندن للمعادن.

نمو النحاس بأكثر من 30% خلال 2025

ويعود هذا الزخم السعري، الذي دفع النحاس للنمو بنسبة تتخطى 30% خلال العام الحالي، إلى مزيج من سياسات التحفيز الاقتصادي في الصين، وتزايد الطلب في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أزمة حادة في المعروض العالمي من المواد الخام،.

وتلعب الصين، باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد عالمي، دورا محوريا في هذا الصعود؛ إذ أعلن مسؤولوها عن تبني سياسة نقدية توسعية بشكل معتدل ونهج مالي استباقي، بالتزامن مع تحقيق فائض تجاري تاريخي تجاوز تريليون دولار. وفي المقابل، تسببت المخاوف من فرض رسوم جمركية محتملة في الولايات المتحدة العام المقبل في تسريع وتيرة تخزين النحاس وتدفق الكميات إليها، مما أدى إلى استنزاف المخزونات وارتفاع العلاوات السعرية في الأسواق الرئيسية.

وبالنظر إلى المستقبل، تشير التحليلات المتفائلة، ومنها توقعات سيتي جروب، إلى استمرار اختلال التوازن بين العرض والطلب. ويقدر محللو سيتيك سيكيوريتيز أن يواجه العالم عجزا في النحاس المكرر بنحو 450 ألف طن بحلول عام 2026.

ولضمان استدامة الإمدادات وتوسيع القدرات التعدينية على المدى الطويل، يرى الخبراء ضرورة أن تتجاوز الأسعار متوسط 12 ألف دولار للطن في عام 2025 لجذب الاستثمارات الضرورية.

ولم يقتصر هذا الانتعاش على النحاس فحسب، بل امتد ليشمل معادن أخرى مثل الزنك والألومنيوم، اللذين سجلا مكاسب إضافية في التداولات الأخيرة.