أسعار الشحن تقفز 467%.. كيف أثر النزاع على تجارتك؟


الجريدة العقارية السبت 27 ديسمبر 2025 | 05:43 مساءً
الشحن البحري
الشحن البحري
محمد فهمي

شهدت طرق التجارة الدولية خلال العام الحالي اضطرابات واسعة نتيجة الصراعات والعقوبات، لا سيما في البحرين الأحمر والأسود، ما أدى إلى تعطيل سلاسل الإمداد العالمية وارتفاع نادر في تكاليف شحن السلع الأساسية، من الطاقة إلى البضائع السائبة، مع نهاية العام.

وأفاد تقرير لقناة العربية بيزنيس أن الهجمات التي تعرضت لها الملاحة في البحر الأحمر دفعت العديد من ناقلات النفط والبضائع إلى تغيير مساراتها والالتفاف حول رأس الرجاء الصالح في إفريقيا، ما زاد من أميال الرحلات وأطال زمن الإبحار، ورغم عودة البحر الأحمر إلى خريطة الطرق الآمنة بعد انتهاء حرب غزة وتوقف الهجمات، فإن أسعار الشحن لا تزال مرتفعة، في ظل عدم عودة خطوط الملاحة بشكل كامل، حيث لم تعبر سوى سفينة واحدة تابعة لشركة «ميرسك» البحر الأحمر بعد انتهاء الأزمة.

وسجلت أسعار الإيجار اليومي لنقل النفط الخام على الخطوط البحرية الرئيسية أكبر قفزة خلال العام، مرتفعة بنسبة 467%، فيما قفزت أسعار شحن الغاز الطبيعي المسال بأكثر من أربعة أضعاف. كما تضاعفت تكاليف شحن بعض البضائع السائبة، وعلى رأسها خام الحديد، مقارنة بمستوياتها السابقة.

وبحسب توقعات وكالة «رويترز»، من المرجح أن تستمر تداعيات الهجمات في البحرين الأحمر والأسود، إلى جانب العقوبات المفروضة على السفن الروسية، خلال العام المقبل، مع بقاء تكاليف الشحن مرتفعة حتى النصف الأول من عام 2026 على الأقل، ويعود ذلك إلى تقادم الأسطول العالمي وازدياد عدد السفن الخاضعة لعقوبات غربية، إضافة إلى استمرار الحرب في أوكرانيا وتوترات جيوسياسية أخرى، على أن تشهد الرسوم تراجعاً محتملاً في النصف الثاني من 2026.

وأوضح التقرير أن استئناف الملاحة عبر البحر الأحمر وقناة السويس من شأنه أن يوفر نحو 3000 ميل بحري، ويقلل زمن الإبحار على أحد أهم خطوط التجارة العالمية بين آسيا وأوروبا بنحو 10 أيام. في المقابل، يؤدي المسار البديل عبر رأس الرجاء الصالح إلى زيادة كبيرة في زمن الرحلة ورفع سعة الأسطول العالمي بنحو 6%.

وأشار إلى أن شركة «CMA CGM» ستكون أول من يستأنف رحلة كاملة عبر قناة السويس في يناير 2026، حيث من المقرر أن تنطلق سفينة من كراتشي إلى نيويورك في 15 يناير، مع تقليص مدة الرحلة بنحو أسبوعين مقارنة بالمسار عبر رأس الرجاء الصالح.

وختم التقرير بالتأكيد على أن خطوط التجارة البحرية باتت قضية سياسية واستراتيجية بالغة الأهمية، في ظل سعي الدول إلى إيجاد مسارات بديلة، إذ تدرس روسيا، على سبيل المثال، فتح طريق تجاري جديد عبر القطب الشمالي، مستفيدة من تراجع الجليد نتيجة التغير المناخي.