عرضت «الشرق بلومبرج» تقريرًا كاشفًا عن كواليس واحدة من أكبر الصفقات التي أعادت رسم ملامح صناعة الترفيه العالمية، بعد أن استيقظ العالم على إعلان صفقة ضخمة بقيمة 82.7 مليار دولار غيّرت مستقبل هوليوود.
وبحسب التقرير، بدأت القصة عند الساعة الرابعة عصرًا بتوقيت نيويورك، حين بعث ديفيد إليسون، رئيس شركة «سكاي دانس» وابن الملياردير الأمريكي لاري إليسون، رسالة شخصية مؤثرة إلى ديفيد زاسلاف الرئيس التنفيذي لشركة «وارنر براذرز ديسكفري»، أعرب فيها عن رغبته في شراكة استراتيجية واصفًا إياها بـ«شرف العمر»، ومؤكدًا استعداده هو ووالده لتقديم التزام طويل الأمد وغير مسبوق.
غير أن الرسالة لم تلقَ أي رد، ومع مرور الساعات تبيّن السبب، إذ كانت «وارنر براذرز» قد دخلت بالفعل في مفاوضات حصرية مع شركة نتفليكس، سرعان ما تُوّجت بالإعلان عن صفقة تاريخية أعادت تشكيل خريطة صناعة الترفيه العالمية.
وأوضح التقرير أن ما جرى لم يكن مجرد صفقة تجارية، بل معركة نفوذ كبرى، كان الشرق الأوسط أحد أبرز لاعبيها، إذ كشفت المعلومات عن استعداد «باراماونت – سكاي دانس» للدخول في صفقة استحواذ عدائية مدعومة بتحالف مالي خليجي ضخم، وبغطاء سياسي أمريكي، في حال تعثرت مفاوضات «وارنر براذرز».
وأشار التقرير إلى أن اهتمام ديفيد إليسون بالاستحواذ على «وارنر براذرز» لم يكن وليد اللحظة، بل يعود إلى سبتمبر الماضي، حيث عقد مع والده عدة لقاءات غير معلنة مع إدارة الشركة، من بينها مأدبة عشاء في بيفرلي هيلز عُرض خلالها على زاسلاف تولي منصب الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة المشارك في الكيان الجديد.
وقدمت عائلة إليسون، بحسب التقرير، ستة عروض متتالية خلال 12 أسبوعًا، جرى تحسينها تدريجيًا وزيادة قيمتها النقدية لمعالجة أي تحفظات، دون الحصول على رد حاسم، في خطوة عكست إصرارًا غير مسبوق على إتمام الصفقة.
ويرجّح التقرير أن جوهر الصراع يتمحور حول من سيسيطر على مستقبل صناعة الترفيه والمحتوى العالمي، خاصة أن «وارنر براذرز» تمتلك واحدة من أكبر مكتبات المحتوى في العالم، تشمل علامات ثقافية مؤثرة مثل «DC» و«HBO» وشبكات إعلامية كبرى أبرزها «CNN».
وفي هذا السياق، كشف التقرير عن دخول صناديق سيادية خليجية على خط المنافسة، من بينها صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وجهاز قطر للاستثمار، وشركة العماد القابضة الإماراتية، التي وفرت تمويلًا يقارب 24 مليار دولار لدعم صفقة «باراماونت»، بمشاركة شركة «أفينيتي بارتنرز» التابعة لجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأوضح التقرير أن هذا التحرك يعكس استراتيجية خليجية أوسع لبناء نفوذ ثقافي وإعلامي عالمي، لا يقتصر على العائد المالي، بل يمتد إلى التأثير في صناعة المحتوى ورواية القصص عالميًا، في ظل امتلاك هذه الصناديق أصولًا تتجاوز 2.5 تريليون دولار.
وفي المقابل، أشار التقرير إلى تصاعد المخاوف داخل الولايات المتحدة بشأن الملكية الأجنبية لوسائل الإعلام، خاصة مع امتلاك «وارنر براذرز» لشبكة «CNN»، وما قد يثيره ذلك من تساؤلات حول الاستقلال التحريري والأمن القومي، إضافة إلى الحساسية السياسية المرتبطة بدور جاريد كوشنر في الصفقة.
واختتم التقرير بالتأكيد على أن هوليوود تدخل مرحلة جديدة عنوانها التكتلات العملاقة، حيث لم يعد الصراع مجرد منافسة تجارية، بل معركة على من يحدد شكل القصص والروايات التي ستُروى لمليارات البشر خلال العقود المقبلة، في مشهد تترقبه أنظار العالم وسط رهانات غير مسبوقة.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض