محلل أسواق مالية: الذهب سيتفوق على الدولار في ظل سياسة خفض الفائدة


الجريدة العقارية الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 | 02:34 مساءً
الذهب
الذهب
محمد فهمي

أكد سمير الخوري، محلل الأسواق المالية، أن أسعار الذهب سجلت اليوم مستوىً قياسيًا جديدًا، للمرة الخمسين هذا العام، حيث وصلت إلى حوالي 4500 دولار للأوقية. وأشار الخوري إلى أن الزخم الإيجابي لأسعار الذهب سيستمر في المرحلة المقبلة، وذلك في ظل عدة عوامل أساسية لا تزال تدعم ارتفاعه.

وأوضح الخوري في مداخلة مع قناة العربية بيزنيس أن من أبرز العوامل التي تسهم في ارتفاع أسعار الذهب هي التوترات الجيوسياسية المستمرة في العالم. رغم المفاوضات الجارية لوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إلا أن الوضع لا يزال يشهد ضربات أوكرانية على ناقلات السفن الروسية، مما يعزز المخاوف العالمية، كما أضاف أن هناك توترات قائمة بين فنزويلا والولايات المتحدة، مما يثير تساؤلات حول احتمال تدخل عسكري أمريكي في المنطقة.

من جانب آخر، لفت الخوري إلى بيئة خفض أسعار الفائدة الأمريكية، التي تساهم في رفع الطلب على الذهب كملاذ آمن. وذكر أن هناك زيادة في عوائد السندات الحكومية في دول مثل الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا، وهو ما يؤدي إلى ضغوط بيعية على السندات ويدفع المستثمرين نحو الذهب. كما أشار إلى أن البنوك المركزية العالمية تواصل شراء الذهب في ظل استمرار القلق حول الأوضاع المالية وارتفاع مستويات التضخم، رغم تراجعه النسبي.

وفيما يتعلق بالتحليل الفني لأسعار الذهب، ذكر الخوري أن الرسوم البيانية لا تزال تظهر انتظامًا في المتوسطات المتحركة لفترات 20 و50 و200 يوم، بينما يشير مؤشر القوة النسبية إلى منطقة التشبع الشرائي، مما يعني أن أسعار الذهب قد تستمر في الارتفاع.

الدولار تحت الضغط

وفيما يتعلق بالدولار الأمريكي، أشار سمير الخوري إلى أن الدولار يواجه ضغوطًا كبيرة ويتراجع أمام سلة من العملات الرئيسية. حيث سجل مؤشر الدولار تراجعًا بنحو 9.5% منذ بداية العام، وهو في طريقه لتسجيل أكبر انخفاض له منذ عام 2017.

وأوضح الخوري أن العوامل الرئيسية التي تؤثر على الدولار تتمثل في خفض أسعار الفائدة الأمريكية، حيث تم خفض الفائدة ثلاث مرات هذا العام مع توقعات بمزيد من الخفض في العام المقبل. كما أضاف أن المالية العامة في الولايات المتحدة تثير القلق، خاصة مع ارتفاع الديون والعجز المالي الكبير.

وتابع الخوري قائلاً: "مع تعيين حاكم جديد للبنك المركزي الأمريكي في مايو المقبل، هناك توقعات بخفض الفائدة ثلاثة أو أربعة مرات، مما سيؤثر بشكل أكبر على قوة الدولار". كما أشار إلى أن الترقب بشأن المحكمة العليا الأمريكية وقرارها حول الرسوم الجمركية سيظل يؤثر على الأسواق.

ورغم التوترات الجيوسياسية، أكد الخوري أن الدولار لم يفقد بعد صفته كملاذ آمن، لكن الضغوط المالية والسياسات النقدية المستمرة قد تؤدي إلى مزيد من التراجع في قيمته في الأشهر المقبلة.