استدعاء مركبات «زوكس» ذاتية القيادة بسبب خلل تقني

أعلنت الإدارة الوطنية الأمريكية لسلامة المرور على الطرق السريعة (NHTSA) عن قيام شركة «زوكس» التابعة لمجموعة أمازون بسحب 332 مركبة ذاتية القيادة من الخدمة داخل الولايات المتحدة، وذلك بعد اكتشاف خلل برمجي في نظام القيادة الآلي قد يشكل خطراً على السلامة المرورية، ولا سيما عند التقاطعات.

تفاصيل الخلل البرمجي

بحسب ما ورد في بيان الهيئة التنظيمية، يشمل الاستدعاء المركبات المجهزة بأنظمة قيادة آلية (ADS) التي تعمل بإصدارات برمجية أُطلقت قبل 19 ديسمبر/كانون الأول 2025. 

وأشارت الهيئة إلى أن هذا الخلل قد يؤدي في بعض الحالات إلى انحراف المركبة وتجاوزها الخط الأصفر الفاصل بين المسارات، أو توقفها في مواجهة حركة السير القادمة من الاتجاه المعاكس، ما يزيد من احتمالات وقوع حوادث.

إجراءات المعالجة وضمان السلامة

أكدت الإدارة الأمريكية أن شركة «زوكس» سارعت إلى معالجة المشكلة من خلال تحديث برمجي مجاني، في خطوة تهدف إلى تقليل المخاطر المحتملة وضمان التزام المركبات بمعايير السلامة المعتمدة على الطرق العامة.

سوابق الاستدعاء والتحديثات السابقة

يأتي هذا الإجراء بعد أقل من عام على قيام «زوكس» باستدعاء 270 مركبة في مايو/أيار 2025، وذلك على خلفية حادث وقع في مدينة سان فرانسيسكو. وفي تلك المناسبة، أطلقت الشركة تحديثاً تقنياً حسّن من قدرة المركبات على رصد المشاة القريبين، ومنع تحركها عند وجود أشخاص على مسافة قريبة جداً، بهدف رفع مستوى الأمان في المناطق الحضرية المزدحمة.

ورغم هذه التحديات، كانت الهيئة الأمريكية قد وافقت في أغسطس/آب 2025 على استخدام مركبات «زوكس» في العروض والتجارب، كما أنهت تحقيقاً بدأته عام 2022 حول مدى التزام الشركة بالمعايير الفيدرالية للسلامة المرورية.

المنافسة في قطاع المركبات ذاتية القيادة

تُعد «زوكس» من أبرز الشركات العاملة في مجال القيادة الذاتية ضمن شركات التكنولوجيا الكبرى، وتسعى أمازون من خلالها إلى تعزيز حضورها في سوق النقل الذكي وخدمات التنقل المستقبلية. ويخضع هذا القطاع لرقابة تنظيمية متزايدة في الولايات المتحدة، في ظل القلق من سلامة الأنظمة الآلية وقدرتها على التعامل مع ظروف المرور المعقدة، خصوصاً في التقاطعات والمناطق عالية الكثافة السكانية.

بين الابتكار ومتطلبات الأمان

تعكس هذه الخطوة التحدي المستمر في تحقيق التوازن بين تطوير التقنيات الحديثة وضمان السلامة العامة، إذ تجد الشركات نفسها مضطرة لتحديث أنظمتها بشكل متواصل استجابة لملاحظات الجهات التنظيمية والوقائع الميدانية، في وقت لا تزال فيه المركبات ذاتية القيادة تمر بمرحلة انتقالية قبل اعتمادها التجاري على نطاق واسع.