قال عمرو قطايا، خبير النقل البحري، إن عودة شركات الشحن العالمية لقناة السويس لن تكون مفاجئة أو مترددة، لكنها ستتم تدريجيًا على مدار الأشهر القادمة، مشيرًا إلى أن هذا التحرك مرتبط بعدة أسباب لوجستية ومالية وليس لأسباب أمنية.
وأضاف قطايا، في مداخلة مع قناة العربية بيزنيس: "الخطوط الملاحية العالمية غيرت مسارها من البحر الأحمر مرورًا برأس الرجاء الصالح، وأقامت مراكز وموانئ جديدة، كما تم تعديل سلاسل الإمداد والتوريد، وإبرام عقود إيجارات للسفن، ما جعل العودة المباشرة إلى قناة السويس أمرًا غير عملي".
وأكد الخبير أن بعض الشركات الكبرى مثل ميرسك وCMA CGM بدأت بالفعل رحلات تجريبية عبر قناة السويس، مع اتخاذ جميع إجراءات السلامة والتأمين، في مرحلة "جس النبض" لتقييم العبور قبل العودة التدريجية الكاملة. وأضاف: "الشركات مرتبطة بعقود شحن محددة وبأساطيل منتشرة حول خطوط مختلفة، لذلك فإن عودة المرور الطبيعي للسفن تحتاج من 90 يومًا إلى ستة أشهر أو حتى عام".
وأوضح قطايا أن العوائد المالية للشركات لعبت دورًا في تأجيل العودة السريعة، مشيرًا إلى أن شركات مثل ميرسك استفادت من مرور السفن حول رأس الرجاء الصالح بفرض رسوم أعلى على الحاويات، ما ساهم في زيادة هوامش الربح خلال العامين الماضيين.
وعن تأثير ذلك على قناة السويس على المدى البعيد، أشار قطايا إلى أن الوضع مؤقت، موضحًا: "رفع تكاليف الشحن يعني تحمل المستهلك النهائي للرسوم وبالتالي زيادة التضخم، وهو ما دفع هيئة قناة السويس لتقديم تخفيضات ومميزات خاصة لسفن الحاويات لإعادة التوازن وجعل الشركات تعيد حساباتها للوصول إلى ربحية مناسبة".
وأفاد الخبير بأن حركة السفن بدأت تتسارع مؤخرًا، حيث ارتفع عدد المراكب العابرة يوميًا إلى حوالي 30 مركبًا، بعد أن كان العدد لا يتجاوز 9 أو 10 سفن، مع عودة تدريجية لسفن الحاويات، بينما عادت ناقلات النفط والسيارات والصب الجاف إلى العبور الطبيعي حاليًا.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض