وزير ري سابق يكشف علاقة الاتحاد الأفريقي بسد النهضة الإثيوبي


الجريدة العقارية الاثنين 22 ديسمبر 2025 | 06:08 مساءً
سد النهضة
سد النهضة
مصطفى محمد

سد النهضة، كشف الدكتور محمد نصر علام، وزير الري السابق، عن علاقة الاتحاد الإفريقي ببناء سد النهضة الإثيوبي، الذي أقامته حكومة آبي أحمد على النيل الأزرق، المصدر الرئيسي لمياه النيل القادمة لمصر، وأقيم بدون إخطار لدولتي المصب مصر والسودان.

أضرار السد على مصر والسودان

وأكد الدكتور محمد نصر علام أن سد النهضة أقيم، من قبل إثيوبيا، بدون أي دراسات توضح أضرار السد على مصر والسودان، وادعت أثيوبية أنها قامت بإعداد دراسة إنشائية حديثة للسد من خلال شركة استشارية دولية، لكنها لم تسلم مصر نتائج هذه الدراسة.

وقال الدكتور نصر علام: إن "بعض المفاوضات مع إثيوبيا، التي استمرت نحو 14 عامًا، برعاية الاتحاد الأفريقي مرة، والولايات المتحدة والبنك الدولى مرة، ومفاوضات بين الفنيين ووزراء الخارجية وقيادات الدول الثلاث بدون فائدة حقيقية".

دور الاتحاد الأفريقي في إقامة سد النهضة

وعن دور الاتحاد الأفريقي في إقامة سد النهضة، قال نصر علام: "بوضوح" الاتحاد الأفريقي "الموقر" مقره فى العاصمة الأثيوبية بالقرب من مقر الحكومة الأثيوبية، وهذه الحكومة هى التى أقامت السد على النيل الأزرق بدون إخطار مصر والسودان، وبدون دراسات لتداعيات هذا السد على دولتى المصب. وأقرت الدولة الأثيوبية فى إعلان المبادئ عام ٢٠١٥ بمسئوليتها بالقيام بدراسات لتداعيات السد على دولتى المصب، وذلك عن طريق شركة استشارية دولية".

وأضاف الدكتور محمد نصر علام: "أقرت أثيوبيا أيضا فى إعلان المبادئ بأنها على ضوء نتائج دراسة تداعيات السد، سوف تقوم بالاتفاق مع دولتى المصب على قواعد ملء السد وتشغيله وبما لا يسبب ضررا لمصر والسودان".

إثيوبيا لم تقم بأي دراسات لتقييم أضرار السد

وأكد الدكتور محمد نصر علام عدم قيام إثيوبيا بعمل دراسات لتقييم أضرار السد على مصر والسودان، فقال: "وحتى الآن لم تقم أثيوبيا بدراسة تداعيات السد على دولتى المصب، وهى أحد شروط ومكونات الإخطار المسبق فى القانون الدولى للأنهار الدولية المشتركة. ولكن أثيوبيا كالعادة، لا تهتم بالقانون الدولى ولا تهتم بجيرانها!!"

وتابع نصر علام: "وحتى الآن لم تقدم أثيوبيا لدولتى المصب ما يثبت السلامة الإنشائية لهذا السد. علما بأن السد يقع بالقرب من الحدود الأثيوبية السودانية، ولا قدر الله إذا حدث انهيار للسد، فإنه لن يؤثر على أثيوبيا وسلامة شعبها، ولكنه سوف يزيل مدن سودانية كاملة!!"

وعن موقف الاتحاد الأفريقي من سد النهضة، قال الدكتور محمد نصر علام: "نستكمل شجوننا مع الاتحاد الأفريقي "الموقر" والسد الأثيوبي المخالف لكل القوانين الدولية والاتفاقيات التاريخية". 

اشكالية السد الأثيوبي

وتابع علام، أنه من الممكن تلخيص اشكالية السد الأثيوبي فى عدة نقاط رئيسية:

١. استغلت أثيوبيا الأحداث الداخلية فى مصر فى يناير ٢٠١١، واعلنت عن وضع حجر اساس لسدها فى احتفال كبير، دعت له كل من هب ودب إلا مصر والسودان، بل لم تخطرهما بالسد،

٢. لم تقوم بدراسة انشائية تناسب السد وحجمه الضخم، ولم تقوم بدراسة تداعياته السلبية على دولت المصب،

٣. ادعت أثيوبية انها قامت باعداد دراسة انشائية حديثة للسد من خلال شركة استشارية دولية، ولكن لم تسلم مصر أو السودان بصورة منها او حتى بشهادة بأمان السد حتى تاريخه،

٤. أقنعت أثيوبيا مصر والسودان بالتفاوض معها حول قواعد ملء وتشغيل السد، بدلا من قيام استشارى دولى بوضع اطار عام لها من خلال دراسة تداعيات السد على دولتى المصب، ووافقت مصر والسودان مضطرين،

٥. استنزفت أثيوبيا ١٤ عاما من المفاوضات مع دولتى المصب، فى مفاوضات غير مثمرة من خلال المناورة والتراجع عن التفاهمات السابقة،

٦. وكانت بعض هذه المفاوضات برعاية الاتحاد الأفريقي مرة، والولايات المتحدة والبنك الدولى مرة، ومفاوضات بين الفنيين ووزراء الخارجية والجهات الأمنية والسيادية بل وقيادات الدول الثلاث بدون فائدة حقيقية،

٧. وتم رفع الشكوى لمجلس الأمن أكثر من مرة، وفى احداهما تم التوصية برفع الأمر للاتحاد الأفريقي للقيام بما يلزم، ولم يتم تحقيق شيئا يذكر،

٨. ثم قامت أثيوبيا فجأة بالإعلان عن استكمال السد وافتتاحه وتشغيل مفيض الطوارئ (شئ عجيب) لتتساقط المياه من أعلى السد كالشلال، بينما نجد ان معظم توربينات السد لاتعمل، وانتاج الكهرباء محدود!! والهدف الوحيد الذى تحقق هو ملء السد بالمياه لحرمان مصر والسودان منها،

٩. وجاء فيضان للنيل الأزرق هذا العام متأخرا نسبيا، وكان السد وقتها ممتلأ بالمياه، فتم التخلص من مياه الفيضان مباشرة للمحافظة على السد مما أغرق السودان بالفيضان، وسبب عدة مشاكل فى مصر،

١٠. وحاليا تقوم إثيوبيا منفردة بتشغيل السد، بدون خبرة، وبدون اى اعتبار او توصيل معلومات لدولتى المصب